مقالات وأراء

“أحمد إبراهيم” يكتب: “الجملي أحمد” .. الوطن والواد الأسمر …!!!

.. لصعيد مصر ومحافظة قنا أثر واضح في إثراء الحالة الشعرية العربية والمصرية تحديداً، فمن بين أضلع قصائد الفصحي والعامية تألق المئات من شعراء الصعيد .. ولما لا وهي أرض المواويل والحكي والمديح والربابة والعدودة وكل أشكال ومعاني التراث المنطوق والمسموع ..

   ويبدو أن عقد اللؤلؤ الإبداعي من شعراء الصعيد ومن محافظة قنا بالخصوص لم ولن تنضب حباته .. فبعد قصائد أمل دنقل الثائرة الرافضة، ومشوار قصائد وغناوي الأبنودي وعبد الرحيم كمال للحب والوطن .. يبدو أن هناك شاعراً جاهزاً للغناء وإكمال مسيرة دنقل والأبنودي – خطوات قليلة لإكمال المسيرة والإقتراب من عرش الغناء وقصيدة العامية ..

إن هذا الحدس وهذا التنبأ لم يأتي من فراغ .. ولكن هذا ما رأيته واستشعرته في دواوين ثلاثة وقعت بين يدي هي دواوين “غناوي ولد عفريت” و”تلاتيل من كتاب العشاق” و”حواديت مش بريئة” للشاعر القناوي “الجميلي أحمد” أحد أبناء وزارة الثقافة المصرية بتاريخها الطويل ومبدعيها الكثر ..

كلام يتغني

وحقيقة أن أغلب قصائد الشاعر “الجميلي أحمد” تتفجر من بين شطرات أبياتها رومنسية رقيقة عذبة مغموسة بطين الأرض ممزوجة بعرق أبنائها الأبرار .. فما بين أحاسيس الإنتماء والحب والزهد والحنين والغربة تترواح مضامين قصائده وتدور أبيات أشعاره.. بل إن هذا الشاعر المتمكن لم يهدأ وخصص قصائد وفصول عدة بأسماء أصدقاء أو شخصيات مرت بحياته ومرت به .. كنوع من الأصالة الإنسانية وإعلاء لقيمة ومشاعر الإخلاص .. التي أصبحت تيمة نادرة طالها التآكل والإنقراض ..

الوطن والواد الأسمر

.. وإن كنت رأيت في أشعار الجميلي أحمد وقصائده .. أحساساً مبالغاً بالذات وأنا واضحة المعالم، إلا أن مزج الجميلي للذات ولهذه الأنا بحكايات عن الوطن وعن أحلامه وعن هزائمه معه .. أعطي أحساساً بالقبول لهذا الأحساس المتضخم بالذات ..

الشاعر الجميلي أحمد
الشاعر الجميلي أحمد

كما أن “الجميلي أحمد” لم يكتفي بمزجه الذات والأنا مع تفاضيل الوطن وتضاريسه وهويته .. بل لقد ذاد في استغراقه الشعري وتصوفه العاطفي لهذا الوطن بأن مزج بين الوطن والحبيبة .. ففي قصائد عدة لا تعرف إن كان الجميلي أحمد يغني أبيات قصائده قاصداً الحبيبة بشحمها ولحمها أم هو يناجي الوطن بكل تفاصيله وآناته وأحلامه ..

  إن قصائد دواوين الجميلي أحمد الثلاثة تنبأ بأننا أمام شاعراً يمتلك ناصية الشعر وبالتحديد في نوع قصيدة العامية .. إلا أنني أنتظره أيضاً شاعراً غنائياً فريداً في غناه وفي مفردات غناويه وفي موضوعاته المغموسة بطين أرض طيبة الممزوجة بعرق أبنائها الأبرار النابعة من إحساس قوي أصيل بالذات النابع من حب أصيل لوطن عريق أشد أصالة ..   

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights