“أحمد إبراهيم” يكتب: انجاز “المسألة الفلسطنية” و”فخ الدولتين” ..!!

.. تأتي أهمية هذا الحزب أو ذاك من مدي قدرته علي التأثير الجماهيري،

فالنجاح في العمل وسط الناس ووجود قاعدة وحاضنة شعبية بالشارع السياسي

هو الهدف الأهم برأي لأي حزب يسعي للصعود السياسي والتربع علي قمة السلطة التنفيذية بأي بلد،

والحقيقة أن هذا الهدف أصبح سهلاً يسير المنال في ظل تتطور علوم الإتصال الجماهيري ..

إضافة للمنجز الأهم في الألفية الجديدة ألا وهي وسائل التواصل الإجتماعي التي قربت البعيد وجعلته أقرب ما يكون،

ولكن للأسف أغلب أحزبنا لازال ينقصها العقل السياسي الناضج ووضوح الهدف،

إضافة لعدم تطبيق معايير الشفافية والحوكمة التي تحقق الإنضباط التنظيمي والهيكلي داخلياً ويسهل صعود الكفاءات والمواهب السياسية إضافة لتحقيق الأهداف والبرامج الحزبية ..

.. كراسات التحالف ..

ولكن من بين ركام الأحزاب السياسية المنتشرة بمصر، دائماً ما يكون هناك أمل وبصيص من نور، يجب الإشارة إليه والإشادة به،

وهذا ما ينطبق علي كراسات التحالف الصادرة عن حزب التحالف الشعبي الإشتراكي،

والتي بدأها مع العام 2021 مقدماً من خلالها مجموعة من الشخصيات والأفكار السياسية الهامة التي ترتبط بالشارع وجماهيره ..

وحقيقة إستمرار إصدرا هذه الكراسات في ظل الغلاء الجنوني بأسعار الأحبار والورق إضافة لعزوف أغلب الكتاب عن التبرع أو التطوع بالكتابة، يعد إنجازاً كبيراً يحسب لقادة الحزب وللقائمين علي إصدار هذه الكراسات ..

.. القضية الفلسطينية ..

وموضوع القضية الفلسطينية والنضال العربي الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوأميريكي للأراضي العربية وبالقلب منها فلسطين،

هو موضوع قديم حديث مشتعل دائماً لا تهدأ نيرانه، تصدي لمناقشته وطرحه للرأي العام الكاتب ممدوح حبشي من خلال إصدارين مختلفين من كراسات التحالف الأولي بعنوان “المسألة الفلسطينية” والثانية بعنوان “فخ الدولتين” ..

ولقد تمتع حبشي بالحيادية التامة، وقدم مادة مكثفة مشبعة فكرياً عن الظلم التاريخي لأهل فلسطين وللعرب..

 ففي الإصدار الأول “المسألة الفلسطينية” قدم تاريخ نشأة الصهيونية ومن هم زعماء هذا الفكر وزبانيته،

إضافة لكواليس التسرسب الصهيوني لأرض فلسطين وما هي الممارسات الصهيونية لإحتلال الأرض وطرد وتهجير أهالي القري والمدن الفلسطينية..

كما تعرض لتاريخ الدعم الدولي بدأً من الإمبراطورية الفرنسية علي يد نابليون بونابرت مروراً بالدعم السوفيتي والتأيد البريطاني اللامحدود وصولاً للدعم الدولي والأميريكي،

مادة خصبة مكثفة ناجزة وجهد عظيم يستوجب الشكر والتقدير ..

أما في إصداره الثاني “فخ الدولتين” فلقد إلتزم حبشي أيضاً بالنزاهة الفكرية ونجا من فخ العقيدة والأيدلوجية السياسية وطرح السيناريوهين الأكثر تداولاً لحل ملف القضية الفلسطنية بفكر هادئ متزن،

فإما العيش بدولة واحدة تجمع الصهاينة بالعرب، وإما حل الدولتين وهذه هي الرؤية التي تتبنها المؤسسات الدولة وأكثر السياسين والكثير من أبناء القاعدة الجماهيرية المهتمة بالشأن الفلسطيني،

وبقلم موجز وبوضوح وبثبات فكري فصص وفند حبشي ظروف وطبيعة الوصول للحل الأخير، وهو وجود دولة فلسطينية إلي جانب الكيان الصهوني،

وهو ما رفضه حبشي بتعقل موضحاً ما لهذا الحل وما عليه وما الظروف التي ستتحق تاريخياً نتيجة له،

حيث يري أنه سيكون صعباً أو مستحيلاً في ظل توغل الفكر الصهيوني بقاطني الكيان بل وعالمياً لدي بعض الساسة والأنظمة،

هذا الفكر الذي يصعب العيش معه أو حتي إلي جواره،

 مستشهداً في نهاية دراسته بقرار الأمم رقم 3379 بنوفمبر من العام 1975 بتصويت 72 دولة بنعم مقابل 35 بلا وامتناع 32 عضواً عن التصويت ..

والذي أقر بأن ” الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري” وطالب جميع دول العالم بمقاومة الأيدلوجية الصهيونية التي تشكل خطراً علي الأمن والسلم العالميين،

إضافة لإسشهداه بمقولات المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي المطالب بدولة فلسطينية وطنية كاملة الإستقلال بلا أي تبعية سياسية أو اقتصادية أو أمنية عسكرية لأي نظام أو كيان كان ..

.. حياة نضرة ..

إن تداول وانتشار كراسات التحالف تحقق هدفاً سياسياً واجتماعياً هاماً ألا وهو وجود حياة حزبية نضرة،

والتي تعد ضرورة لأي وطن، فالممارسة السياسية الصحيحية القائمة علي منهج علمي له مبادءه وأهدافه الفكرية الوطنية وبرامجة القابلة للتطبيق هدف لابد أن نسعي له جميعاً،

كي يتحقق الوعي، الذي هو قاطرة أي حراك ناضج يحقق صالح هذا الوطن، في ظل وجود شباب مثقف قارئ مطلع ممارس لكافة منجازات التكنولوجيا الحديثة، شباب قادر علي الفرز وتبني الأهداف والغايات الوطنية العليا إذا توفرت له الأفكار والأراء والظروف التي تسمح له بالانتقاء والاختيار .. شباب وأجيال جديدة قد تكون قادرة علي انجاز وتحقيق ما لم تحققه أجيال سابقة ..!!