Site icon masr 306

“أحمد إبراهيم” يكتب: ترامب .. وجزمه نُص عمر ..!!

101 مليار دولار مبيعات 10 شركات عسكرية صينية ..

500 ألف سفينة تعداد الأسطول التجاري الصيني ..!!

.. صغاراً كنا نلعب الكرة الشراب بأرض ترابية أو حتي أسفلتية صلبة، ومع إقتراب إنتهاء الموسم الدراسي وبداية فصل الصيف ..

نهرع لشراء أفضل نوع كوتشي أو فوتبول يناسب إمكانتنا المتواضعة للعب به في منافسات الصيف وكان كوتشي باتا الماركة والبرند الأشهر لغالبية أبناء جيلي،

إلا أن بعضاً من ولاد الأسر المتوسطة كانوا يسعون لاقتناء كوتشي أو جزمه فوتبول ماركة مميزة، حتي وإن كان هذا الكوتشي أو هذه الجزمه نص عُمر ..

كنوع من التجمل أو الترقي الطبقي والفشخرة الكدابة للإحساس بالتميز وسط أبناء الطبقات الأكثر مالاً والتي استطاعت أن تقتني كوتشي جديد ماركة مميزة ..

والسلوك الترمبي للرئيس الأميريكي دونالد ترامب ورجال المليارات بالبيت الأبيض يذكرني بهذا السلوك المزيف ..   

فالكل أصبح يدرك تماماً أن خيوط وزمام اللعبة التجارية والتصنيعية بل والاقتصادية العالمية كاملة، بات بقبضة التنين الصيني ..

ووفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” لم يكتفي التنين الصيني بالتصنيع والتكنولوجيا المدنية فقط،

بل تمدد للتصنيع والتكنولوجيا العسكرية ليصبح في غفلة من الزمن ومن مصنعي السلاح الكبار، يملك 5.6 % من كعكة مصنعي وموردي سوق السلاح،

منافساً دول روسيا وبريطانيا وفرنسا ومتفوقاً علي كوريا الجنوبية وتركيا والكيان الصهيوني – الذي يحقق مبيعات سنوية تقدر بـ 2.5 % سنوياً – وهو ما يشير لإنقلاب جذري جري بميزان القوة العسكرية عالمياً ..

وبالتأكيد هذا ما يرعب الرئيس ترامب وحاشية بلاط التصنيع العسكري الأميريكي ..

.. مبيعات ونسب نمو مرتفعة ..

فشركات التصنيع العسكري الصيني تحقق نمواً كبيراً ومكاسب واضحة كل يوم ..

فحسب تصنيف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للعام 2021 تحتل شركات التصنيع العسكري الصيني المراكز من السابع إلى العاشر،

وهو وضع غير معهود خلال العقد الماضي، فلقد كانت الهيمنة أميريكية غربية خالصة ..

فبنفس العام احتلت شركة “نورينكو – Norinco” الصينية المركز السابع، بمبيعات 21 مليار دولار..

وتأتي بالمركز الثامن “أفيك – AVIC ” لصناعات الفضاء والطيران، بمبيعات 20 مليار دولار .. وبالمركز التاسع تأتي الشركة الصينية للعلوم وتقنيات الفضاء “كاسك – Casc ”  بمبيعات 19 مليار دولار ..

وتحتل شركة “سي إي تي سي – CETC ” المركز العاشر عالمياً، بمبيعات 14 مليار دولار ..

الغريب أنه رغم تعرض هذه الشركات للعقوبات والحظر الأميريكي إلا أنها تعد الأسرع نمواً مقارنة بباقي شركات السلاح العالمية، فإجمالي مبيعات 10 شركات صينية خلال العام 2021 قدر بـ 101 مليار دولار، من حجم مبيعات يقدر بـ 332 مليار دولار بسوق السلاح العالمي ..!!!

ولم يكتفي المارد الصيني بهذه المعدلات الخطرة من النمو التصنيعي العسكري،

بل ووفقاً  لتقرير وزارة الدفاع الأميريكية “البنتاجون” فإن .. “الصين تنوي إمتلاك 1000 رأس نووي على الأقل بحلول عام 2030” ..

وهو ما أكده خبراء معهد بحوث السلام الدولي في ستوكهولم – تمتلك الولايات المتحدة الأميريكية 5500 رأساً نووية – .

إذاً بات من الجلي أن السلوك الترُمبي له مبرراته، فالأميريكان في قلق متزايد كل يوم من التضخم الصيني التصنيعي العسكري قبل المدني ..

وهو بالطبع ما دفعه للدعوة الترامبية ببرنامجه الانتخابي الأخير لإنعاش القاعدة الصناعية الأمريكية، وإعادة توطين سلاسل التوريد الحيوية، وزيادة الاستثمار في التقنيات العسكرية المتقدمة، ومنادته بنظام دفاعي صاروخي على غرار القبة الحديدية الصهيونية ..!!

.. جزمه نُص عمر ..!!

.. أفول وغروب شمس الإمبراطوريات الكبري، أمر حتمي مع حركة التاريخ وتطوره، وصعود التنين الصيني لإعتلاء قمة الوجود الإنساني أمر مستحق مع كل هذه القفزات الهائلة تكنولوجياً وتصنيعياً مدنياً وعسكرياً ..

المشكلة الأكبر ستكون في سلوك هذا الأسد اللأخلاقي عند السقوط والإنحدار، خصوصاً وإن جاء هذا الإنحدار سريعاً، ولازال بيته الأبيض يضج بهؤلاء الجشعين النهمين للمال والنفوذ التجاري …

بعد أن أزلهم التنين الصيني واحتكر صناعتهم وتملك شركاتهم، وعاملهم كأحذية وجزم نصف عُمر، وبني أسطول تجاري ضخم تعداده 500 ألف سفينة، يصل به لكل نقطة ومكان والأكبر 230 مرة من مثيله الأميريكي ..

.. فهل ستكتفي هذه الإدارات الترومبية الربوية بهذا السلوك التصريحاتي الدعائي وهذا النوع من الفشخرة الكدابة أم أننا سنري سيناريوهات قاتمة لمزيد من حروب دموية تسقط فيها شعوب وأمم .. تكون هي الضحية والقربان لإكتمال صعود سيد جديد للعالم وسقوط الآخر اللأخلاقي وإنحداره …!!

Exit mobile version