ليست الميادين بغريبة علي المناضل السياسي والمرشح الرئاسي حمدين صباحي، فهو أحد أهم حبات عناقيد الحرية في الحياة المصرية السياسية والعربية بالعصر الحديث، ألتزم المناضل حمدين خطاً ناصرياً عروبياً معارضاً، عاش به وله منذ أن كان شاباً يافعاً يحمل بين ضلوعه مشاعل الحرية والكرامة والنضال من أجل وطن شامخ قوي كريم بلا فقر أو خنوع ..
ولقد كان ولازال حمدين مناضلاً مخلصاً دائم الإشتباك مع كافة القضايا الوطنية التاريخية الأزلية والآنية المتجددة الظهور ..
هكذا كان حمدين مناضلاً متجدداً حداثي الخطوات – بالرغم من أيديولوجيته الناصرية التي أسسها وأرسي قواعدها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قبل أكثر من نصف قرن من الآن ـ .
حمدين والميادين
ليقرر أخيراً حمدين الناصري الحداثي التحرك بشكل مغاير جديد – فاجأ به الجميع – وهو مخاطبة الجماهير بشكل مختلف عن كل ما سبق، فبعد أن قرر إعتزال العمل العام ..
هذا القرار الذي عارضته بشده، بل وطالبته أكثر من مرة بالعودة للعراك السياسي والمنافسة دائماً علي منصب الرئيس، فمصر هذا الجسد السكاني الضخم وهذا البناء التاريخي الهائل، بحاجة دائمة ملحة إلي مرشحين مخلصين وقامات وطنية، تعي أبعاد أمنها القومي والمجتمعي، ويعبرون بصدق عن أحلام وطموحات أهلها، وهو ما يتوافر في حمدين ويثبته تاريخه السياسي النضالي المعارض، الذي يعد نوعاً من العصامية السياسية الفريدة بعمر هذا الوطن العظيم ـ
إقرأ أيضاً …
حمدين صباحي .. نااااوي علي إيه ؟
قرار صائب أتخذه حمدين بالحضور والتواجد الجماهيري بشكل مرئي عبر الشاشة الصغيرة، من خلال قناة الميادين اللبنانية، هذا الظهور الإعلامي الجديد الذي لم يتخلي فيه حمدين عن سمته السياسي أو منظومته الفكرية الأيديلوجية، فلقد ذهب للشاشة الفضية محتضناً مبادئه الناصرية العروبية القومية ..
فلم يغوه بريق التواصل عبر الأثير، ولا هذه التجربة الجديدة التي لا شك ستضيف أضواءاً أكثر بريقاً وتواجداً أوسع إنتشاراً من ذي قبل ..
فأخلاق حمدين ومبادئه السياسية بادية حاضرة في كل نفس ولحظة من عمر برنامجه في الإمكان، رسوخ فكري سياسي حفظه من أن ينخدع أو يغرق في بريق الأضواء أو حتي تغلبه سطوة هذا التواجد الجماهيري وهذه البداية والخطوة الهامة علي الشاشة، بل طوعه لخدمة أيديولوجيته ومشروعه الفكري ومشواره السياسي الذي بدأه قبل نصف قرن من الآن ..
الحضور والموهبة
وحقيقة لم أكن أشك في نجاح وتألق حمدين في هذا الظهور الإعلامي المرئي المتأخر جداً ..
فحمدين الطالب بكلية الإعلام المصرية العريقة بسبعنيات القرن الماضي – كنت أثق في نجاحه بل وتحقيقه للتألق بالرغم من أن هذا هو احتكاكه الأول بالكاميرا وبأجواء وكواليس التصوير التلفزيوني، فإن كان الحضور هو نصف الموهبة، فإن حمدين يمتلك ناصتي الحضور والكاريزما معاً، والتي اكتسبهما منذ نعومة أظافره عبر مشوار طويل من معرفة الآخر، منذ أن كان طالباً صغيراً ينافس الأخرين بإتحادات الطلاب المدرسية والجامعية إضافة للنشأة الريفية المعروف عنها الألفة والتواصل والتلاحم والاحتكاك الدائم بالآخر في محيط جغرافي محدود متماسك مترابط ..
ليست الكاريزما أو الحضور وحدهما سر نجاح وتألق حمدين في ظهورة المرئي الأول، بل إن حمدين بدا واثقاً تماماً من ملكاته الإعلامية التلفزيونية التي اكتشفنها متأخراً ..
فهو المتحدث المفوه البليغ الذي يتحدث بكلمات موزونة شجاعة مدعمة بالفكر والعقيدة السياسية الثابتة ..
إقرأ أيضاً …