نجوم و فنون

“أحمد إبراهيم” يكتب: “ولاد الشمس” .. كتف قانوني ..!!

أن تشعر بميل شديد وأن تضبط نفسك شغوفاً بمتابعة حلقات مسلسل وعمل درامي اجتماعي بعينه لأكثر من مرة، فهذه نادرة وصدفة لم تحدث إلا مع أعمال درامية تعد فلتات في تاريخ الشاشة الفضية؛ كمسلسلات زيزينيا وللحب قصة أخري وأبو العلا البشري وأربيسك وليلة القبض علي فاطمة وبكيزة وزغلول ..

أعمال خالدة صكت لصناعها ولنجومها مكانة خاصة بتاريخ الدرامات مصرياً وعربياً ..

ومسلسل ولاد الشمس يذهب بك لهذه المنطقة وهذا النوع من التنبأ بعمر ومستقبل مديد لهذا العمل الدرامي، الذي لن ينكره أو يؤكد صحته إلا الزمن وعجلة التاريخ التي لا ترحم ولا تعرف المجاملة أو الاستثناء ..

الفنان محمود حميدة
الفنان محمود حميدة

.. نحتجي أم قديس ..!!

 .. إن مشوار الفنان والنحم محمود حميدة مشوار طويل وهام تحديداً علي شاشة السينما .. لكنه محير أيضاً في بعض محطاته، فدائما ما تجد له عملاً يجعلك تسأل لماذا هذا العمل ولماذا هذه الشخصية يا أستاذ ..!!!

.. فلا هو ولا سنه ولا ثقافته ولا تاريخه يستحق أن يكون بينهم هذه الشخصية الضعيفة التي لا تناسب إمكانياته ولا تقرب بأي شكل من الأشكال لهذا الموهوب المثقف، فحميدة ليس ممثلاً والسلام بل هو منتجاً وملقياً للشعر وصانعاً للثقافة وتحديداً للثقافة السينمائية – مجلة الفن السابع – سابقاً ..

   وإن كان لمحمود حميدة فيلما يتيماً بقائمة أهم 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية فإن أفلامه جنة الشياطين والمصير وبحب السينما وإسكندرية نيويورك مؤهلة بقوة للتواجد بأي تصنيف جديد لأهم الأعمال السينمائية بالألفية الجديدة ..

.. أداء حميدة لشخصية بابا ماجد في مسلسل ولاد الشمس يذهب به وبهذه الشخصية لقاموس ومعجم الإجادة التمثيلية، رقي تمثيلي وتنوعات أدائية تشعرك بالنشوة.. تجعلك تتعجب .. كيف يتلاعب حميدة بمشاعر الشخصية وبمتابعيه بكل هذه البراعة والخفة والرشاقة .. أداء شياطيني لزعيم جنة الشياطين ..

أحمد مالك وطه دسوقي
أحمد مالك وطه دسوقي

  .. فُرس جامحة ..

.. إن من يجاور الشيطان حميدة لا شك يُشيطن .. ويخرج منه جني تمثيلي يقدم أداءاً تمثيلياً جديد لانج .. تمثيل لم تشاهده علي الشاشة أو علي خشبة المسرح من قبل .. تمثيل يخص أحمد مالك وطه دسوقي ومعتز هشام ويكتب بأساميهم .. فرس جامحة تعبر بصدق عن شخصيات ولعة ومفتاح وقطايف .. صبية شعبين حالمين رغم الهزائم والإنكسارات لا تملك إلا التعاطف معها ومع كل ظروفها وأزماتها .. علاقات من الترابط والتشابك والتواصل الإنساني والوجداني بين الثلاثي مجروحي القلب والفؤاد يظهر بنظرات العين والإيماءة .. وهو ما أسكنهم بقلوبنا وخلق نوعاً من الألفة مع هذه الشريحة من عثري الحظ ..

.. كتف قانوني ..

السيناريو الذي كتبه المؤلف مهاب طاهر جميل لا مباشرة به .. جمل حوارية مصكوكة صكاً متيناً .. فلا واحدة منهم تحتاج للحزف أو حتي للاختزال والاختصار .. إضافة لشخوص حية نسجت تفاصيلها بإلهام وإتقان .. إجمالاً طاهر موهبة شابة نتمني لها المزيد من الإجادة والإتقان ..

.. وكذلك المخرج شادي عبد السلام بزل جهداً غير عادي لخروج هذه النوعية الدرامية الحزينة بكل هذا اللمعان والبريق .. شادي غير مفهومنا ونظرتنا التقليدية عن اليتماء .. وأظهرهم لنا منطلقين مرحين يتحركون برشاقة وحيوية نحو أهدافهم وأحلامهم النبيلة ..

إلا أن هناك شئ غير مفهوم بهذا المسلسل وهذا العمل الدرامي القيم الهام، لماذا النهايات السريعة لقطايف ومفتاح .. ما الضرر في بقائهم أحياء حتي النهاية أنداداً لـ”ماجد العيسوي” بابا الدار والتمثيل، لماذا لم يمنحنا المخرج والسيناريست الفرصة لنري ونستمتع بأداء تمثيلي وتركيبة درامية نادرة علي الشاشة .. يقدموا لنا من خلالها مباراة ومنافسة ساخنة درامياً وأيضاً مشتعلة تمثيلياً، الثلاثي ولعه ومفتاح وقطايف بحيويتهم وبريقهم ولمعانهم من ناحية وحميدة بحساسيته وخبرته من ناحية أخري .. لنري في النهاية من الفائز بالضربة القاضية أو من سيمنح الآخر كتف قانوني ويتفوق في هذه المباراة الفنية التي لا شك كان ينتظرها كثر من المشاهدين الزواقين أصاحب المزاج العالي عشاق فن الأداء التمثيلي …!!

مهرجين وأرجوزات

إن وجود عمل درامي قيم يتناول قضية أصبح فعلاً نادراً .. وكأنه فُرض علي أهل الفن أن يكونوا مهرجين وأرجوزات .. وهذا بالطبع لا يتناسب مع مجتمعاتنا .. التي لا تعترف إلا بما هو هادف فالفن المصري بدأ بالمعابد لأهداف دينية والشعر العربي قديماً جله كان إنسانياً هادفاً .. وإجمالاً إننا أمام عمل هام يستحق منا التحية والتقدير لكل صناعة وفنانيه ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights