استخدام البطاقات الائتمانية يمكن أن يكون مفيداً ومريحاً من الناحيتين النظرية والعملية، غير أن ثمة بعض المشكلات أو الأخطاء التي قد يرتكبها المستخدمون بدون قصد قد تعرضهم لخسارة أموالهم.
من بين أبرز تلك المشكلات ما يتعلق بـ “الإنفاق الزائد”، إذ قد يكون من السهل الوقوع في فخ الإنفاق الزائد باستخدام البطاقة الائتمانية، خاصة إذا لم تتم إدارة النفقات بحكمة. كذلك تثار إشكالية “عدم سداد المبالغ المستحقة بالكامل” وتراكم الفوائد المرتفعة.
كذلك فإن عدم قراءة الشروط والأحكام بعناية قد يعرض المستخدم للمخاطر، ومن ثم قبل استخدام بطاقة ائتمان جديدة، يُنصح دائماً بقراءة الشروط والأحكام بعناية، بما في ذلك معدلات الفائدة والرسوم، وأي شروط أخرى تتعلق بالبطاقة، لا سيما وأنه قد تحتوي بعض البطاقات على رسوم مخفية أو شروط تتطلب اهتماماً خاصاً.
وبحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، فإنه:
في حين أن بطاقات الائتمان هي وسيلة مريحة لإنفاق الأموال، إلا أن أسعار الفائدة لديها مرتفعة للغاية.
بالمقارنة مع أسعار الفائدة المكونة من رقم واحد التي يمكنك الحصول عليها مع القروض أو الرهون العقارية الأخرى، فإن معدل الفائدة السنوية على ديون بطاقات الائتمان “مرتفع بشكل مفرط” في الولايات المتحدة، كما يقول المحلل المالي المعتمد والمدير في شركة Marina Wealth Advisors ، نوح دامسكي.
لتجنب إهدار أموالك على الفوائد، من الأفضل عدم الاحتفاظ برصيد مستحق على بطاقتك الائتمانية، إذا استطعت.
ويشير التقرير إلى أنه:
مع بطاقات الائتمان ذات الفائدة المرتفعة، قد يكون من الصعب سداد الديون بسرعة حتى لو قمت بسداد الحد الأدنى من الدفعات كل شهر.
يؤدي الحد الأدنى من الدفعات إلى إطالة المدة الزمنية التي ستدين فيها بالمال بينما تزيد أيضاً من مبلغ الفائدة التي تدفعها.
على سبيل المثال، سيستغرق الأمر 277 شهرًا من الحد الأدنى من الدفعات لسداد رصيد قدره 5000 دولار على بطاقة الائتمان بمعدل فائدة سنوي 20 بالمئ. خلال تلك الفترة، ستدفع 7723 دولارًا كفائدة على قرض بقيمة 5000 دولار.
وفي هذا السياق، يقول المخطط المالي المعتمد، دانييل ماسودا ليرمان: إن دفع الحد الأدنى للرصيد كل شهر ليس ممارسة جيدة لنفس السبب الذي يجعل الفشل في سداد الرصيد كل شهر هو أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه باستخدام بطاقة الائتمان.
في كلتا الحالتين، فإن أي رصيد غير مدفوع سوف يتفاقم مع الفائدة، مما يجعل سداده صعبًا للغاية.
ومع ذلك، فإن إجراء أي دفعة أفضل من لا شيء على الإطلاق. إذ يمكن أن يؤدي فقدان الحد الأدنى من الدفع خلال دورة الفوترة الشهرية إلى فرض رسوم متأخرة تصل إلى 40 دولاراً أميركياً، ومعدل فائدة سنوي أعلى، بل ويؤثر أيضًا على درجة الائتمان الخاصة بك – وهو ما يستخدمه المقرضون لتحديد سعر الفائدة على القروض أو بطاقات الائتمان.
وكأفضل الممارسات، استخدم بطاقتك الائتمانية فقط في النفقات التي يمكنك سدادها بسرعة نسبيًا، ومن الأفضل أن تكون في غضون شهر من الشراء، وفق التقرير.
من خلال القيام بذلك، يمكنك تجنب الفائدة إلى حد كبير حيث أن معظم بطاقات الائتمان توفر فترة سماح لا تتراكم خلالها الفائدة.
إجراءات الحماية والأمان
من جانبها، تشير الخبيرة المصرفية، سحر الدماطي، إلى الأخطاء غير المقصودة التي يمكن أن يقع بها الكثيرون عند استخدام البطاقات الائتمانية، من بينها ما يتعلق بإجراءات الأمان والحماية، فمن بين الأخطاء في هذا السياق مشاركة البيانات الشخصية للبطاقة الائتمانية. علاوة على أخطاء مرتبطة بنسيان الرقم السري وإدخاله خطأ أكثر من مرة، ما قد يؤدي إلى سحب البطاقة.
وضرورة معرفة الرصيد المتاح والحد الائتماني قبل السحب، حتى لا يتعرض الفرد لكلفة واسعة قد لا يكون بمقدوره الالتزام بسدادها على النحو الآمن.
كما تشدد في الوقت نفسه على ضرورة الأخذ في الاعتبار الإرشادات المهمة والنصائح التي يقدمها البنك لعملائه، فضلاً عن أهمية اتباع إجراءات السلامة عبر الإنترنت منعاً للوقوع فريسة للاختراق، وتجنب فتح أي روابط غريبة.
أفضل الممارسات
وبالعودة لتقرير الشبكة الأميركية، فإنه يشير إلى أن بعض بطاقات الائتمان لا تقدم فترات سماح. في هذه الحالة، فإن أفضل الممارسات هي سداد المشتريات في أسرع وقت ممكن، نظرًا لأن فوائد بطاقة الائتمان تتراكم يومياً.
وفي هذا السياق يقول المخطط المالي المعتمد، دانييل ماسودا ليرمان: “أنصح عملائي بتجنب استخدام بطاقات الائتمان تمامًا إذا لم يتمكنوا من سداد الرصيد كل شهر”. وينصح بضرورة تقليل التعرض للفوائد غير الضرورية قدر الإمكان.
ويتابع: “أوصي باستخدام بطاقة الخصم أو صندوق الطوارئ لتجنب الاحتفاظ برصيد على بطاقة الائتمان”. في الوقت الذي يوصي فيه المخططون الماليون عادة بالاحتفاظ بصندوق طوارئ من المدخرات النقدية التي تساوي ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقاتك.
مخاطر
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، علي عبد الروؤف الإدريسي، إن هناك عديداً من المخاطر التي تواجه الأفراد عند التعامل مع البطاقات الائتمانية، موضحاً أن هذه المخاطر تشمل أو تنتج عن:
الكشف عن الأرقام السرية عند إجراء عمليات الدفع، سواء كانت وسائل دفع إلكترونية أو مباشرة.
السحب النقدي (الكاش)، مما يزيد من معدلات الفائدة إلى جانب ارتفاع العمولات.
عدم الاهتمام بقراءة الشروط والأحكام الخاصة بالبطاقة الائتمانية عند استخدامها.
كما يشدد الإدريسي على:
ضرورة الانتباه لحملات التوعية التي تطلقها البنوك للحد من عمليات الاختراق.
ضرورة التأكد من أن المواقع الإلكترونية التي يتعامل معها الفرد في عمليات الشراء آمنة.
السحب النقدي من البطاقة لابد أن يكون في حالات الضرورة القصوى، لتجنب الفوائد والمديونيات اليومية التي تلحق بالفرد.
الاحتفاظ بالأرقام السرية للبطاقات وعدم الإفصاح عنها لأية جهة، سواء التي تأتي عن طريق المكالمات الهاتفية ومواقع الإنترنت أو الروابط مجهولة المصدر أو عند التعامل مع متاجر الشراء المختلفة وغيرها.