أخبار عربية ودولية
أزمة إنسانية متفاقمة في السودان: أوتشا يُطلق خطة استجابة بقيمة 4.2 مليار دولار
كتب: سامح توفيق
خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في السودان: 21 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) عن حاجة مُلحة للمساعدات الإنسانية في السودان خلال عام 2025، حيث يُقدّر عدد المحتاجين بـ 30.4 مليون شخص، أي ما يُعادل 64% من إجمالي السكان البالغ عددهم 47.5 مليون نسمة.
وفي تقرير عن خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، أوضح أوتشا أن هذا الرقم يُمثّل زيادة بنسبة 23% مُقارنة بـ 24.8 مليون شخص كانوا بحاجة للمساعدات في العام السابق. ويعزو المكتب هذا الارتفاع إلى تصاعد النزاع المُستمر في البلاد ومحدودية الوصول الإنساني إلى المناطق المُتضررة.
وتُشير التقديرات إلى أن 16 مليون طفل في السودان بحاجة لمساعدات إنسانية وحماية عاجلة هذا العام، أي أكثر من نصف إجمالي عدد الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة.
خطة الاستجابة الإنسانية:
أطلق مكتب أوتشا خطة استجابة إنسانية لعام 2025 تهدف إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة لما يُقارب 21 مليون شخص من الأكثر ضعفًا، بالإضافة إلى استعادة الخدمات الأساسية وتوسيع نطاق الحماية.
وتستند هذه الخطة إلى تحليل الاحتياجات بناءً على ثلاثة صدمات رئيسية تُؤثّر على السكان والخدمات، وهي النزاع المُسلّح والفيضانات وتفشي الأمراض.
المناطق الأكثر احتياجًا:
تُعتبر مناطق جنوب دارفور وشمال دارفور والجزيرة والخرطوم من بين المناطق الأكثر احتياجًا للمساعدات، حيث يحتاج 11.4 مليون شخص في هذه المناطق للمساعدة. وتواجه دارفور على وجه الخصوص أزمة إنسانية مروّعة، حيث يحتاج 79% من سكانها إلى مساعدات وحماية. كما يحتاجها أيضًا 61% من سكان كردفان و48% من سكان الخرطوم.
وقد كشف المكتب عن ارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات في مناطق أخرى مثل شمال كردفان والجزيرة وغرب كردفان والقضارف وسنار والبحر الأحمر وشرق دارفور، بسبب النزوح الجديد والنزاع المُستمر. بينما شهدت مناطق غرب ووسط دارفور وجنوب كردفان انخفاضًا في أعداد المحتاجين للمساعدات.
وتتمثّل الاحتياجات الرئيسية في المناطق التي تُعاني من ارتفاع مُعدلات الفقر وشدته في الأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والصحة والحماية.
الأهداف الاستراتيجية:
وضع مكتب أوتشا ثلاثة أهداف استراتيجية يخطط لتنفيذها هذا العام، وهي:
-
توفير المساعدات الإنسانية إلى 14.3 مليون شخص، من بينهم 3.5 مليون امرأة.
-
الاستجابة لاحتياجات الحماية الناشئة عن الأزمة لعدد 3.5 مليون شخص، بمن فيهم 900 ألف امرأة.
-
توفير الوصول إلى الخدمات الحيوية لـ 4.3 مليون فرد، من بينهم مليون امرأة.
تفاقم الوضع الإنساني:
يُؤكّد مكتب أوتشا أن اتساع رقعة الصراع والصدمات المناخية وتفشي الأمراض قد فاقم الاحتياجات الإنسانية في السودان. كما أدى النزاع إلى قلب حياة 24 مليون طفل، من بينهم 17 مليونًا خارج المدرسة، ما يُنذر بكارثة تمتد لأجيال. وقد تضاعف عدد الأشخاص المُعرّضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي ثلاث مرات منذ اندلاع النزاع، ليبلغ 12 مليون امرأة وفتاة ورجل وفتى.
ويعمل أقل من 25% من المرافق الصحية في المناطق الأكثر تضررًا، بينما انخفضت تغطية التطعيم من 85% إلى 50%، وتتدنى إلى 30% في مناطق النزاع النشطة، فيما أُغلقت العديد من المدارس في البلاد.
-
يواجه أكثر من 26 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي.
-
يعاني 3.7 ملايين طفل من سوء التغذية.
-
نزح 13 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، منهم 10.7 مليون داخل السودان و2.3 مليون إلى الدول المُجاورة.
-
تم الإبلاغ عن مئات الوفيات بسبب تفشي الأمراض مثل الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا.
-
تواجه آلاف النساء الحوامل خطر الوفاة بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.