أسباب فشل إسرائيل في اغتيال السنوار
منذ بداية معركة طوفان الأقصى التي أعلنت حماس مسؤوليتها عنها يوم 7 أكتوبر الماضي، إذ اخترقت مجموعات مسلحة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية غلاف غزة، ونجحت في قتل قرابة الـ 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 240 أخرين، على الفور خرج قادة إسرائيل برسالة واضحة أنهم لن يبرحوا أرض المعركة سوى بتحقيق الانتصار التام بالقضاء على حركة حماس بشكل كامل واغتيال كافة قياداتها.
على مدار 76 يوم من الحرب على قطاع غزة، فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على حماس، أو الوصول إلى قادة حماس، على الرغم من مزاعم الإعلام العبري عن اقتراب اغتيال زعيم حماس والرجل الأخطر يحيى السنوار.
ووفقا لتقرير القناة «13» الإسرائيلية، فقد وصلت قوات الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة إلى أنفاق يعتقد أن السنوار كان مختبئا بها قبيل اكتشافها، لكنها لم تلحق به، لكن قوات الاحتلال تزعم أن «السنوار» متواجدا في خانيونس بعد أن خرج من الشمال في قافلة إنسانية.
مناورة لإخراج السنوار من مقر اختبائه
في هذا الصدد يقول المحلل السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي: «إن إسرائيل تسعى جاهدة للقضاء على كل غزة وليس قادة حماس فقط، بدليل ما تقوم به الحكومة الفاشية الإسرائيلية من تدمير وقتل على نطاق واسع داخل قطاع غزة»، لافتا إلى أن القضاء على قادة حماس هو الهدف الأول للاحتلال إلا أنه فشل في تحقيقه رغم مرور 76 يوم منذ بدء معركة طوفان الأقصى.
وأضاف : «أن إسرائيل جادة بشكل كبير في سعيها خلف يحيى السنوار زعيم حركة حماس، في رأيي أن إسرائيل تنتظر وصول معلومات موثوقة لبدء عملية أسر أو اغتيال السنوار، لكن بالتأكيد الأمور صعبة وليس بالبسيطة على إسرائيل ولو كان الامر بيدها لفعلت ذلك منذ اليوم الأول للحرب على غزة، ولكنها لا تمتلك الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك».
وتابع: «زعم إسرائيل أنها تقترب من اغتيال السنوار ليس إلا مناورة من أجل محاولة إخراجه أو دفعه لتغيير مكانه لاستهدافه، هكذا تعمل إسرائيل منذ سنوات ونحن نعرف طريقتهم، في رأيي أنه لن يتم الوصول إلى السنوار وقادة حماس إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها، ويبدا هؤلاء في الظهور للعلن لرواية قصص نجاحهم ضد العدوان الإسرائيلي، ومن ثم يبدأ جهاز الموساد في تتبعهم واستهدافهم مثلما حدث مع العديد من قادة المقاومة من قبل».
ولفت «الأيوبي»، أن الولايات المتحدة الأمريكية، أرسلت قوة دلتا والتي تهدف إلى جمع المعلومات واغتيال السنوار، وعدد من قادة حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية».
ماذا نعرف عن قوات الدلتا الأمريكية؟
مع وقوع هجوم طوفان الأقصى، سارعت الولايات المتحدة الامريكية بإرسال قوات الدلتا الأمريكية من أجل مساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إلى قادة حماس لتحقيق الهدف الأكبر من الحرب الدائرة في قطاع غزة، إذ تملك تاريخ طويل من النجاح للوصول إلى الأهداف خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وقوات دلتا هي وحدة عسكرية أميركية توصف بأنها «نخبة القوات الخاصة»، تحاط معظم عملياتها بالسرية، وتختص بالأساس في مكافحة ما يسمى «الإرهاب» وإنقاذ الرهائن والتدخل السريع، يطلق عليها الإعلام الأميركي اسم «وحدة العمليات الخاصة»، واشتهرت بمشاركتها في عدة عمليات خاصة، وتختص قوات «دلتا» بمكافحة «العمليات الإرهابية» وإنقاذ الرهائن والتدخل السريع، وتعتمد على الإنزال الجوي والاشتباك.
وسبق أن نفذت وحدة الدلتا أو شاركت في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية الخاصة في مناطق عدة بالعالم، من أهمها عملية «مخلب النسر» عام 1980 لتحرير رهائن أميركيين في السفارة الأميركية بطهران، كما شاركت في تنفيذ الغزو العسكري الأميركي لغرينادا عام 1983، بالإضافة إلى الغزو الأميركي لبنما عام 1989 واعتقال رئيسها مانويل نورييغا، بالإضافة إلى مشاركتها في عملية «عاصفة الصحراء» لإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، وكذلك نفذت عملية مقديشو بهدف اعتقال الجنرال محمد فرح عيديد عام 1993، وكانت كذلك جزءا من القوات الأميركية التي شاركت في غزو أفغانستان عام 2001، وكذلك في غزو العراق خلال الفترة بين 2003 و2011.
هذه أسباب فشل الوصول إلى السنوار
من جانبه يرى عمر رحال، السياسي الفلسطيني، ومدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية شمس، أن قوات دلتا على الرغم من حضورها وعملياتها النوعية في عدد من دول العالم وقدرتها على تحرير الرهائن والقيام بعمليات خاصة، لكن الأمر مختلف في قطاع غزة، إذ يتضح من شهادة الأسرى المفرج عنهم من قبل حماس فجميعهم اجمعوا أنهم كانوا يعيشون في أنفاق، لافتا إلى أن القوات الأمريكية لم تستطيع حتى الآن تحديد مكان الأسرى، وهو ما يدل على الفشل الذريع لقوات الاحتلال وقوات الدلتا الأمريكية وطائرات التجسس البريطانية في تحديد أماكن الأسرى، وينطبق الأمر على الوصول إلى قادة حماس وعلى رأسهم السنوار.
وعدد «رحال» أسباب فشل إسرائيل في الوصول إلى يحيى السنوار، والتي يأتي على رأسها أن إسرائيل والموساد لا يملكون أي معلومات استخباراتية حول مكان وجود السنوار، بالإضافة إلى السنوار معروف بقدرته على المراوغة والإفلات من قبضة قوات الاحتلال، لا سيما أنه كان مطلوبا لجيش الاحتلال منذ زمن لذلك هو يعي كيفية التعامل مع ملاحقة الاحتلال له.
ويضيف «رحال»: «الشيء الأهم أن الاحتلال ليس لديه عملاء في الدائرة الضيقة للسنوار، كما يتضح أن أجهزة التنصت والتكنولوجيا المتقدمة ليست فعالة مع شخص يتقن التخفي، هذا بالإضافة إلى أن التحصينات التي بنتها حماس خلال السنوات الماضية يبدو أنها أخذت بعين الاعتبار نجاح بعض الدول في اختراق التحصينات واقصد هنا الانفاق من خلال ضربها أو الوصول لها، لذلك اعتقد أن السنوار متحصن جيدا، ولا يمكن اقتفاء أثره».