Site icon مصر 30/6

أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في 4 أشهر بسبب تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا

أسعار النفط

كتب: سامح توفيق

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر، مدفوعة بتأثير العقوبات الأمريكية الأخيرة على صادرات النفط الروسي، التي أصبحت محورًا رئيسيًا في الأسواق. ورغم تراجع الأسعار قليلاً يوم الثلاثاء، بقيت قريبة من أعلى مستوياتها منذ بداية العام، وذلك قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، حسبما أفادت وكالة “رويترز”.

تراجع طفيف في الأسعار رغم العقوبات

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 3 سنتات، أي بنسبة 0.4%، لتسجل 80.98 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 7 سنتات، أي بنسبة 0.9%، ليصل إلى 78.89 دولارًا للبرميل.

العقوبات الأمريكية على الشركات الروسية تدفع الأسعار للارتفاع

وقد شهدت أسعار النفط قفزة بنسبة 2% يوم الإثنين، عقب فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات روسية رئيسية، مثل “غازبروم نفط” و”سورجوت نفط غاز”، بالإضافة إلى 183 سفينة تعمل في ما يُعرف بـ”أسطول الظل” الروسي لنقل النفط. هذه العقوبات كانت سببًا رئيسيًا في اضطراب سوق النفط، مما دفع الأسعار للارتفاع.

توقعات التأثير الفعلي على إمدادات النفط الروسية

رغم أن المحللين يتوقعون أن يكون للعقوبات الأمريكية تأثير كبير على إمدادات النفط الروسي، إلا أن التأثير المادي قد يكون أقل مما كان متوقعًا. وفقًا لمذكرة من محللي “آي إن جي”، تشير التقديرات إلى أن العقوبات قد تسحب ما يصل إلى 700 ألف برميل يوميًا من السوق، مما قد يمحو الفائض المتوقع هذا العام. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الانخفاض الفعلي في تدفقات النفط سيكون أقل من ذلك، حيث يُتوقع أن تجد روسيا وشراء النفط طرقًا للالتفاف على هذه العقوبات.

الضغط على أسطول النفط الروسي غير الخاضع للعقوبات

من المتوقع أن يواجه أسطول ناقلات النفط الروسي المزيد من الضغوط، حيث سيتعين عليه التعامل مع قيود إضافية نتيجة للعقوبات المفروضة على الشركات والناقلات الروسية. لكن مع وجود أسطول ظل من السفن غير الخاضعة للعقوبات، يُتوقع أن تستمر روسيا في تصدير النفط عبر طرق بديلة.

التحديات من جانب الصين

على الرغم من التأثير المتوقع للعقوبات على صادرات النفط الروسي إلى الصين والهند، لا يزال اللاعبين الرئيسيين في هذه البلدان يقيّمون الوضع القانوني للحلول البديلة. من جهة أخرى، شهدت واردات الصين من النفط الخام انخفاضًا في عام 2024 لأول مرة منذ عقدين، مما قد يخفف من تأثير انخفاض الإمدادات.

التوقعات المستقبلية

وفقًا لفيليب جونز من “سبارتا كوموديتيز”، من المتوقع أن تؤثر العقوبات الجديدة على الناقلات الروسية بشكل كبير على إمدادات النفط إلى الصين والهند. إلا أن هذه الدول ستظل تعمل على تقييم البدائل القانونية المتاحة لضمان استمرار تدفق النفط إليها.

تستمر العقوبات الأمريكية في تشكيل تحديات جديدة على أسواق النفط العالمية، حيث يسعى اللاعبون الرئيسيون في صناعة النفط للتكيف مع هذه التحولات في سلاسل الإمداد العالمية.

Exit mobile version