أطفال في سن العاشرة، على بغالهم وحميرهم، يشقون قلب الجبال إلى المناطق التي استحال وصول السيارات إليها، يحملون إليها كافة المساعدات اللازمة.
في مشهد تاريخي انتفض سكان المغرب من أقصاها إلى أدناها، لتقديم المساعدات إلى المناطق المتضررة، جنبا إلى جنب، مع جهود السلطات المغربية لنقل المساعدات على مدار الساعة إلى المناطق الجبلية عبر الطائرات والشاحنات.
أطفال المغرب في إقليم ورزازات ينقلون المساعدات للمناطق المعزولة على البغال
في إقليم ورزازات المغربي، حالت الانهيارات الجبلية على الطرق من وصول السيارات إليها، فقدمت السلطات المحلية عمليات الإنقاذ والإغاثة عبر الطائرات العسكرية، لكن المساعدات الأهلية هي الأخرى وصلت إلى المنطقة على ظهر الحمير والبغال، إذ هرع الأهالي كل على ظهر دابته يحمل من المساعدات ما استطاع، من مناطق تجميعها في آخر نقطة وصلت إليها السيارات من مختلف مناطق المملكة.
أطفال في سن العاشرة، على وجوههم حزن الفراق وألم الواقع، يعملون منذ الصباح الباكر، حتى منتصف الليل، لتقديم الخيام والأغطية والأدوية وكل ما لزم من أجل الحياة.
في نهاية يوم الخميس 14 سبتمبر، بعد أيام من الزلزال الذي ضرب المنطقة مساء الجمعة الموافق السابع من ذات الشهر، وجدناهم هنا على ارتفاع يفوق 1400 متر، يشقون الطرق الوعرة للوصول إلى القرى التي ما زالت بحاجة للمساعدات.
حسب ما علمنا من الأهالي بالمنطقة وبعض المشاركين، أن الكثيرين منهم جاءوا من مناطق قريبة لتقديم الدعم، ولم يقتصر الأمر على أهالي أبناء المنطقة.
يتحدثون الأمازيغية ويرفضون الحديث إلى الإعلام، يكتفون بحمل ما استطاعوا على ظهور البغال والاتجاه للأعلى، ذهابا وإيابا لساعات طويلة.
تتواجد عشرات القرى الصغيرة في المنطقة (يطلقون على القرية هنا الدوار)، بعضها اختفى كليا، وبعضها تهدم جزئيا، وبعضها بقي في حاجة لمساعدات ماسة بسبب الانهيارات التي حالت دون وصول الحاجات اليومية للسكان.
القرى في هذه المناطق صغيرة إلى حد ما، تضم عشرات المنازل، لكنها متعددة، إذ يقيم كل مجموعة أعلى واد يعملون بالزراعة ورعاية الماشية.
وأسفر الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة الماضي بقوة 7 درجات على مقياس ريخترعن 2946 وفاة و5674 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير.
وقالت السلطات المغربية مساء اليوم الخميس إن حوالي 50 الف مسكن انهارت كليا او جزئيا جراء الزلزال المدمر .