أخبار عربية ودولية

ألمانيا تغلق نصف محطاتها النووية

 

أعلنت السلطات الألمانية، أمس الجمعة، إغلاق نصف محطاتها النووية التي لا تزال قيد التشغيل.
وقالت الحكومة الألمانية إن إيقاف تشغيل جميع المحطات النووية سيكون في العام المقبل بعد إيقاف تشغيل المحطات النووية الثلاثة المتبقية – إيمسلاند وإيسار ونيكاروستهايم قبل أن توقف تدريجيا استخدام الفحم بحلول عام 2030، مؤكدة أن ذلك، لن يؤثر على أمن الطاقة في البلاد أو هدفها المتمثل في جعل أكبر اقتصاد في أوروبا “محايدًا مناخيًا” بحلول عام 2045.
وتم تشغيل المفاعلات الثلاثة بروكدورف وجرونده وجوندرمبنجبن،التي تم إغلاقهم في منتصف الثمانينيات. لقد وفروا معا الكهرباء لملايين المنازل الألمانية لما يقرب من أربعة عقود.
وكانت حكومة يسار الوسط بزعامة غيرهارد شرودر قد اتخذت عام 2002 قرار التخلص التدريجي من الطاقة النووية والتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، إلا أن خليفته أنغيلا ميركل، تراجعت عن قرارها بتمديد عمر المحطات النووية الألمانية في أعقاب كارثة فوكوشيما عام 2011 في اليابان وحددت عام 2022 كموعد نهائي لإغلاقها.
وحول هذه الخطوة، أكد الخبير السياسي الألماني ألكسندر رار أن الالتزام بأفكار الثورة الخضراء والتخلي عن الطاقة النووية يمكن أن يلعب دورًا قاتلًا للاقتصاد الألماني.

وقال في مقابلة مع صحيفة “إزفيستيا” الروسية، اليوم الجمعة: “أعتقد أن هذا خطأ كبير سيضر بالاقتصاد الألماني بشدة. في الواقع، من المستحيل، في غضون سنوات قليلة كسر الصناعة الألمانية، التي بنيت عليها كل قوة ألمانيا بعد الحرب”.

وأكد رار أن “حزب الخضر في ألمانيا، الذي تم إنشاؤه بعد كارثة تشيرنوبيل، له وزن كبير. الألمان خائفون جدا من محطات الطاقة النووية ويريدون إغلاقها، لأنهم يعتقدون أنه عاجلا أم آجلا قد تحدث كارثة مثل فوكوشيما أو تشيرنوبيل. إنهم يدافعون بقوة عن إغلاق الصناعة النووية بأكملها ويدعوون إلى ثورة خضراء، لكن الثورات نادرا ما أسفرت عن نتائج تقدمية”.
وتابع “لن تؤدي الثورة الخضراء إلى أي شيء جيد. نحن بحاجة إلى محاولة [الذهاب] بطريقة تطورية، باستخدام مصادر الطاقة القديمة والطاقة التقليدية والتحول ببطء إلى مصادر الطاقة المتجددة”.
وأشار الخبير إلى أن “ألمانيا في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل قبل 10 سنوات، بعد كارثة فوكوشيما في اليابان، قررت التخلي عن الصناعة النووية. سيتم إغلاق آخر مفاعلات نووية في ألمانيا بحلول عام 2022، لكن المشكلة تكمن في أزمة طاقة في ألمانيا الآن. تحتاج ألمانيا، مثل باقي دول أوروبا إلى موارد طاقة إضافية”.
وأردف رار “ألمانيا تخلت عن الفحم، ألمانيا تتخلى عن الطاقة النووية، ألمانيا ستتخلى عن النفط والغاز في المستقبل. لذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستعمل جميع مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا: الرياح والشمس والهيدروجين من أجل توفير الكهرباء لاقتصاد كبير وقوي للبلد”.
ووفقا له، فإن التخلي عن الصناعة النووية في الوضع الحالي هو أمر خاطئ، لأنها ليست مجرد ناقل للطاقة النظيفة التي تستخدمها العديد من الدول، ولكنها أيضا مورد ضروري لألمانيا، بما في ذلك الاقتصاد.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights