نددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، الاثنين، بانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، واصفة إياه بأنه “عمل وحشي”.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين “روسيا توجّه ضربة جديدة للأكثر ضعفا، هذه المرة عبر تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. إنه عمل وحشي جديد”، بعد أسبوع من استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تمديد الآلية الرئيسية لإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى في سوريا لتسعة أشهر.
كما قالت “في وقت تمارس روسيا ألعابا سياسية، فإن أناسا فعليين سيعانون..”، مضيفة
“هناك عواقب للأفعال الروسية. هكذا يكون الوضع حين تقرّر دولة احتجاز الإنسانية رهينة”.
وشدّدت على “حاجة العالم لمبادرة البحر الأسود”، داعية روسيا إلى “إلغاء قرارها واستئناف المفاوضات وتمديد هذه الاتفاقية”، التي تتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منذ عام.
انتهى عمليًا
جاء ذلك، بعدما أعلنت موسكو الاثنين أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بات في حكم المنتهي، بعد ساعات من هجوم ليلي شنته كييف على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها عام 2014.
وقال الكرملين الاثنين إن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته منتصف الليل (الساعة 21،00 ت.غ) “انتهى عمليا”، لكن روسيا مستعدة للعودة إليه “فورا” عند تلبية شروطها.
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في يوليو 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة تبلغت بقرار الكرملين.
كما أوضحت لوكالة “تاس” العامة للأنباء “أبلغت روسيا رسميا الطرفين التركي والأوكراني فضلا عن الأمانة العامة للأمم المتحدة معارضتها تمديد الاتفاق”.
تهديد روسي
وتهدد موسكو منذ أسابيع بعدم تمديد الاتفاق مشتكية من عوائق أمام تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة، مؤكدة أن الهدف المعلن للاتفاق أي إيصال إمدادات الحبوب إلى الدول الفقيرة لم يتحقق.
على الرغم من إعلان الكرملين، فقد أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.
هذا وأتاح الاتفاق تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب. وفي وقت متأخر الأحد، أظهرت بيانات موقع “مارين ترافيك” أن آخر سفينة شحن وافق عليها أطراف الاتفاق كانت في طريقها عبر البحر الأسود من ميناء مدينة أوديسا الأوكرانية إلى إسطنبول.
ووفق بيانات مركز تنسيق الاتفاق، فتركيا والصين هما المستفيدتان الأساسيتان من شحنات الحبوب، إضافة إلى بعض الدول النامية.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصا غذائيا حادا مثل أفغانستان والسودان واليمن.
فيما بذل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جهودا لإنقاذ الاتفاق وتجديد مهلته الزمنية. وأعرب عن دعمه لإزالة العقبات أمام تصدير روسيا للأسمدة وبعث برسالة إلى بوتين الأسبوع الماضي بهذا الشأن.