يتسبب استعمال الحوثيين للصواريخ والمسيرات بلفت النظر يومياً إلى خطورة ما يملكونه، وهناك أسئلة أميركية كثيرة حول ما لا يعرفونه عن آلاف الصواريخ والمسيرات التي نقلتها إيران إلى الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان.
الهجوم الإيراني بمئات الصواريخ والمسيرات على إسرائيل منذ أسابيع، أعاد الأميركيين والشركاء الإقليميين، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، إلى الاندفاع مرة أخرى لتطوير خططهم الدفاعية، خصوصاً أن منطقة انتشار الميليشيات الموالية لإيران تمتد لآلاف الأميال، ومعها تمتد تهديدات الصواريخ والمسيرات.
الخطر محدق
مسئول في وزارة الدفاع الأميركية وصف الوضع الحالي: “إن ما يفعله الحوثيون يثير القلق”، وأضاف “أن هناك هدوءاً في المناطق الأخرى، لكن الوضع يمكن أن يتغيّر في أي وقت”.
قلق الأميركيين يعود إلى أن إيران هي عامل اضطراب وفوضى في المنطقة، وإن إيران تريد أن تعدّل الأوضاع في المنطقة لتصبح في دائرة مصلحتها.
ويشعر الأميركيون أنهم فشلوا في التوصل إلى حلّ مع إيران. فهم يريدون من طهران أن تتحدّث إلى الميليشيات، وتطلب منها أن توقف الهجمات، لكن إيران لا تفعل ذلك في حالة اليمن والحوثيين، كما أنها اكتفت بالطلب من حزب الله بأن يقف عند حدود من التصعيد في جنوب لبنان، وليس وقف الاشتباكات. في الوقت ذاته، تملك إيران قدرة الأمر على الميليشيات في العراق وسوريا وتستطيع أن تطلب منها معاودة الهجمات على الأميركيين أو الدول المجاورة.
الشبكة الحالية
إلى ذلك يؤكد المسئولون الدفاعيون الأميركيون أن الولايات المتحدة قامت من قبل بمواجهة هذه المشكلة بأساليب مختلفة، مثل مراقبة البحر ومنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، لكن النتائج ليست مشجعة، كما أن منع إيران من تسريب الأسلحة الصاروخية عبر حدودها إلى الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان ليس مطروحاً في خطط الأميركيين.
ويبقى أمام الأميركيين اللجوء إلى شبكة دفاعية تحميهم من المخاطر.
ويؤكد الأميركيون أن لديهم في منطقة الشرق الأوسط ما يكفي من قدرات لحماية جنودهم، فهم يملكون الرادارات والقدرات الصاروخية المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى القوات الجوية ويشعرون أن جنودهم يستطيعون العمل بأمان.
نقطة الضعف المستمرة في المنطقة هي الدفاعات التي تملكها الدول العربية وتنظيم هذه الدفاعات على مستوى الخريطة الشاملة.