أجرى فريق من الأطباء المقيمين على الأرض أول عملية جراحية على الإطلاق في الفضاء، يتم التحكم فيها عن بعد باستخدام روبوت، وذلك على متن محطة الفضاء الدولية “ISS”.
ويمكن لهذا الإجراء الناجح، الذي شهد قيام الجراحين بتقطيع الأربطة المطاطية كبديل للأنسجة البشرية، أن يمهد الطريق لعصر جديد من طب الفضاء الذي يسهل البعثات بعيدة المدى إلى المريخ وما بعده، وفقًا لما ذكرته صحيفة «Independent».
وكان لروبوت «spaceMIRA» الذي قام بالمهمة زمن وصول للإشارة يتراوح بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع الثانية، وهذا أكبر بكثير من الروبوتات الجراحية المماثلة التي يتم التحكم فيها عن بعد والمستخدمة حاليًا على الأرض، على الرغم من أنها قصيرة بما يكفي لإجراء مجموعة من العمليات الجراحية التي كان من الممكن أن تكون مستحيلة في السابق بدون وجود متخصص على متنها.
وقالت رائدة الفضاء في «ناسا» جاسمين مقبلي:«ستمكننا هذه العمليات الجراحية من القيام بهذه المهام الطويلة الأمد بعيدًا عن الأرض، لذا فهو تغيير حقيقي لقواعد اللعبة»، من جانبه، أوضحت شركة «Virtual Incision» وهي شركة خاصة تم إنشاؤها لتطوير الروبوت، أن «spaceMIRA» هو حاليًا جهاز الجراحة الروبوتية الوحيد الصغير بما يكفي ليكون مناسبًا للمهام الفضائية.
وأضافت الشركة أن الروبوت الخاص بها يمكن استخدامه لإجراء عمليات جراحية في أماكن نائية على الأرض، مما يوفر لأي غرفة عمليات خيار الوصول إلى الجراحين المتخصصين.
وظلت وكالة «ناسا» تبحث وتستثمر في هذه التكنولوجيا منذ عقود على أمل أن تستخدمها يومًا ما في بعثات الفضاء الصعبة.
وكتبت ««ناسا»» في تدوينة تشرح تفاصيل المهمة:«المهمات الفضائية الأطول تزيد من احتمالية احتياج أفراد الطاقم إلى إجراءات جراحية، سواء كانت غرز بسيطة أو استئصال الزائدة الدودية في حالات الطوارئ»، مُضيفة:«يمكن لنتائج هذا التحقيق أن تدعم تطوير الأنظمة الآلية لتنفيذ هذه الإجراءات».