أيمن عدلي
رئيس لجنة التدريب والتطوير بنقابة الإعلاميين
* الإعلام المصري الآن ناجح بنسبة 100%
* الإعلام المصري يرد الصاع صاعين
* أصبحنا نقدم إعلاماً إستباقياً
* نحتاج لمبادرة إعلامية تصنع جيلاً جديداً من الإعلاميين
.. كثرت وتعددت لقائتي الصحفية بالعديد من الشخصيات البارزة والهامة بالمجتمع، وكلهم دائما ما يعلنون ويصرحون بأنهم أصحاب رسالة، وحقيقة هذه الجملة وهذا الشرف لا يناله إلا القلة القليلة جدا، إلا أن الإعلامي أيمن عدلي المذيع بالتلفزيون المصري ورئيس لجنة التدريب والتطوير بنقابة الإعلاميين واحداً من أصحاب الرسالات، فهو من القلائل الذين يعد عطائهم الإعلامي عطاءاً بارزاً وهاماً لذا كان لنا معه هذا الحوار …
- ما هي أهم المحطات بمشوارك الإعلامي ؟
- بداية أنا حاصل على بكالوريوس التجارة شعبة إدارة أعمال، ثم درست بمعهد الإذاعة والتليفزيون لـ ٥ سنوات، ولقد تتدرب على يد أهم أساتذة قطاع الأخبار ورموز ماسبيرو مثل الأستاذ إبراهيم الصياد وصلاح الدين مصطفى ورجب عيسى وعبد الوهاب قتاية وصالح مهران ومصطفى شحاته وعادل نور الدين ومجدي غريب، ثم بدأت حياتي الإعلامية بالعمل في ديسك النشرات الاخبارية عام ٢٠٠٥ في قطاع الأخبار وفي إعداد برنامج “صباح الخير يا مصر” لمدة 8 سنوات، كما عملت بعدد من القنوات الخاصة كالمحور و Ontv و Dmc كمدير ورئيس تحرير عدد من البرامج الكبرى ومع نخبة من المذيعين والمذيعات.
- ما هي أهم هذه البرامج ؟
- أبرز البرامج كانت برنامج “مصر كل يوم” مع إيمان الحصري على قناة المحور، ورئيسا لتحرير”أنت المحور” مع إيمان سليم على قناة المحور، ومدير لتحرير برنامح “الطريق إلى الاتحادية” مع لبنى عسل بقناة أون لايف، كما عملت رئيس تحرير لعدد من البرامج والقنوات منها قناة صوت الشعب بالتليفزيون المصري، وحالياً أنا عضوا في العديد من المؤسسات كالمجلس المصري للشئون الخارجية، وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للإعلام، عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، عضو الصالون البحري المصري، كما أسست صالون الإعلام الشهري والذي يعقد مرة شهرياً لمناقشة القضايا الإعلامية المختلفة في مكتبة مصر العامة بالجيزة.
- من أبرز الرموز التي إلتقيت بها في برنامجك؟
- برنامجي “كنوز الوطن” قدمت به عدد كبير من الرموز والشخصيات المحورية والمؤثرة بالمجتمع، فلقد تجاوز عدد حلقات برنامجي الـ 500 حلقة بدءاً من الدكتور مفيد شهاب و دكتور مصطفي الفقي وفي الرياضة كابتن ميمي الشربيني، ومن الدعاة دكتوره آمنه نصير ودكتوره عبله الكحلاوي، ودكتور خالد الجندي ودكتور محمد نبيل غنايم، وفي مجال الموسيقي مجدي الحسيني وهاني مهني، والنجم محمد منير.
- وما الهدف والفكرة الرئيسية للبرنامج ؟
- برنامج “كنوز مصرية” عبارة عن مجموعة من الحوارات المصورة التي تهدف لنقل الخبرة للناس والجماهير العادية من هذه الرموز والقامات الفكرية والثقافية والدينية، من خلال الدخول في كواليس الشخصية، والبرنامج يستهدف كل من قدم لمصر شئياً طيبيا نافعاً، وأستهدف خلال الفترة القادمة التسجيل مع أبطال حرب أكتوبر، والجيل الجديد من الدعاة لأهمية هذه الشريحة في تكوين الوعي الديني مستقبلاً.
- ما أهمية القدوة للمجتمع ؟
- القدوة هي المحرك الرئيسي للناس وصناعة أجيال تنتمي للوطن تطمح لنجاحه وتقدمه، فلو أردنا تعديل سلوك الناس لزرعنا بداخلهم القدوة، أنظر مثلا للدكتور مجدي يعقوب، فالقدوة عدوي والحب عدوي والعطاء والنجاح والأمل عدوي، فالقدوة قادرة أن تجعل المجتمع المصري كله بخير، فالدول تُبني بالعقول والكفاءات والشخصيات الوطنية المحترمة التي تعمل في صمت.
- ما تقيمك للإعلام المصري الآن؟
- الإعلام المصري الآن ناجح و مؤثر جدا في تقديم رسالته، والدليل علي ذلك أن الهيئة الوطنية للإعلام قادرة علي الوصول للناس من خلال العديد من الحملات الإعلامية الهامة هذا بالإضافة لقدرتها الفائقة علي كشف زيف الحملات الإعلامية والإشاعات المغرضة التي يتعرض لها الوطن كل يوم، ولا يجب ألا ننسي أن الدور الرئيسي للإعلام هو صناعة الوعي، فالإعلام المصري الآن ناجح بنسبة 100%، ومنذ عام 2014 لم تستطع حملات ومخططات الجماعات الإرهابية في التأثير علي عقلية المواطن المصري وتشويه الشخصيات والمشروعات القومية، كل هذا من خلال كوادر من أبناء ماسبيرو، وإلي جانبه بالطبع بعض القنوات الخاصة، كمجموعة قنوات المتحدة للإعلام.
- كيف تصف الإعلام المصري الآن؟
- الإعلام المصري الآن يوصف بأنه إعلام المواجهه، فهو إعلاماً يرد الصاع صاعين في نفس التوقيت، فلم يعد الإعلام المصري إعلام رد الفعل، بل لقد أصبح إعلاماً إستباقياً وهي نقطة هامة في إدارة الأزمات الإعلامية، وذلك من خلال تقديم الدلائل والوقائع، والتلفزيون المصري أصبح الآن هو المصدر والمتصدر وليس قنوات الشر، وإحقاقاً للحق لازال لدينا بعض التقصير في بعض البرامج الغير مهنية التي تؤثر علي فكرة المواطنة وبعض المشاكل الإجتماعية، التي تقدم أخبار لا تهم ولا تؤثر بحياة المواطن كأخبار طلقات المشاهير وزواجهم.
- لكن ما هي الاستراتيجية الإعلامية المصرية الآن؟
- دور الإعلام بالأساس هو التثقيف وغرس التهذيب والإخلاقيات وفي النهاية التسلية، وفي ظل إعلام الحرب الذي نعيشه نحن بحاجه إلي إعلام هادف يقدم للناس الوعي والفكر وشرح التحديات التي يواجهها الأمن القومي المصري، والمجلس الأعلي للإعلام قام بوضع أسس ومعايير للعمل والتغطية الإعلامية وتنظيم العمل الإعلامي المصري، ولقد استطاع مخاطبة الناس والوصول إلي عقولهم وخاصة ما تقوم به الإذاعة المصرية.
- ما دور نقابة الإعلاميين بهذا المشهد ؟
- نقابة الإعلاميين تهتم وتُعني بأبناء المهنة كأفراد، بالإضافة لدورها في مساندة الهيئة الوطنية للإعلام، ولو لاحظت أن الأخطاء والتجاوزات الإعلامية قلت جداً، فلقد ساهمت النقابة في ضبط الأداء والمشهد الإعلامي، وخلال 2021 التجاوزات الإعلامية تعد علي الأصبع بسبب تطبيق النقابة للقانون 180 لسنة 2018، والأكواد التي أقرتها الهيئة الوطنية للإعلام سواء بالإعلام الرياضي أو الحوادث أو إعلام الطفل، تطبق بشكل جيد ومن يتجاوزها يُعاقب من جهة نقابة الإعلاميين، وحقيقة لازال الإعلام المصري أقوي إعلام بالمنطقة.
- وما تقييمك لأداء الإعلام الرياضي والإخباري المصري؟
- أوكد لك أن الإعلام المصري هو الأقوي بالمنطقة العربية، وحتي في ظل المنافسة الشرسة بمجال الإعلام الرياضي، ولازال الإعلام الرياضي المصري هو الأقوي، من حيث كثرة وتعدد المنافسات والمسابقات الرياضية، وأيضا من ناحية تقديم المضمون الجيد للمشاهد، فالمسألة ليست شراء حقوق بث مباريات فقط، ولكن غرس الخلق الرياضي بالناس.
- ولكن هناك قنوات ظهرت بقوة وجذبت شرائح هامة من المشاهدين؟
- نعم، ولكن كافة القنوات الخاصة بمصر وخارجها أساسها ويعمل بها أبناء من ماسبيرو، وحقيقة بعض الإعلاميين تسببوا في إحداث وقيعة بين جماهير النادي الأهلي والزمالك، وأيضاً بعض القنوات الدينية وهو ما تصدت له نقابة الإعلاميين بحزم وقوة، وللعلم كل إستطلاعات الرأي تؤكد ما أقوله، فلقد أصبحت قناة النيل للأخبار هي المتابع الأول للمشاهد المصري يليها قناة CBC إكسترا، وأنت من الممكن أن تلحظ هذا بمرورك علي المقاهي والمحال المنتشرة بالشارع، ستجد أن لا أحد يتابع الجزيزة وغيرها، لأن الإعلام المصري أصبح صادقاً، وهذا بسبب الإنجازات الحقيقة التي تقدمها الدولة.
- هل المشهد الإعلامي بكل هذا الكمال والتمام؟
- لا، ولازال ينقصنا بعض الأشياء البسيطة، التي تتعلق بالمورد البشري، فأنت بحاجه لجيل جديد من الكوادر الإعلامية، فلا يصح أن يتصدر المشهد الإعلامي في مصر4 أو 5 إعلاميين أكفاء فقط، فأنت بحاجه إلي 50 أو 100 علي الأقل، من خلال صناعة دماء جديدة، هذا بالإضافة لضعف الجانب الإنتاجي المادي، فلازلنا بحاجه لتطوير شكل الشاشة من ناحية المناظر والديكور، وأيضا بحاجة لجهات إعلامية راعية قوية تساند المشهد الإعلامي المصري وتدعم خطط الدولة المصرية.
- ما أهم ما قدمته النقابة خلال الفترة الماضية؟
- أولا قامت النقابة بضبط المشهد الإعلامي وحافظت علي مهنة الإعلام وأعلت من قيم ومبادئ الإعلام الهادف، فالمواطن العادي برسالة علي الواتس آب يستطيع أن يتقدم بشكوي لتضرره من برنامج أو أخر، كما قدمت النقابة العديد من الخدمات لما يزيد عن 2500 عضو من أعضائها، مثل العديد من الخدمات الصحية وأيضا خدمات الحج والعمرة والمصايف قبل ظهرو جائحة كورونا، هذا بالإضافة للعديد من برامج التأهيل والتدريب للشباب وخريجي كليات الإعلام المصرية.
- ما دور النقابة في ضبط مواقع التواصل الإجتماعي والسوشيل ميديا؟
- حقيقة النقابة بحكم القانون 93 لسنة 2016 مسئولة عن العاملين في مهنة الإعلام لكل من عمل محرر – مذيع- مخرج- مراسل- معد وهي الشعب الخمس التي أقرها القانون وبالتالي لا تضم للنقابة إلا هذه الشعب أمًا مواقع التواصل الاجتماعي فمسئول عنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
- كيف لأصحاب قنوات اليوتيوب الشهيرة توفق أوضاعهم ؟
- في القريب العاجل ستصدر قوانين لضبط طبيعة عمل قنوات الإنترنت وسيكون مسئول عنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
- ومن هم أكثر الشخصيات تأثيراً فيك؟
- أكثرهم تأثير عليّ وعلي مشواري المهني الإعلامي الراحل والعظيم والملهم والموسوعة الثقافية حمدي الكنيسي، هذا الرجل له فضلاً لا ينسي، فلم أكن أطمح يوماً أن أنضم لأي نقابة مهنية، ولكنه إختارني لأكون واحداً من مؤسسي نقابة الإعلاميين المصرية، وهذا شرف لن أنساه وذكري عظيمة أتركها لأهلي وأسرتي، ونحن بالنقابة سعين للحفاظ وتطوير المهنة ونقل الخبرات.
- وما الذي تعلمته من الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي ؟
- تعلمت من الإعلامي الكبير حمدي الكونيسي الإصرار على النجاح والحرص على إتقان العمل، والأهم من ذلك التواصل المستمر مع الجميع، ولقد كان عليه رحمة الله موسوعة ثقافية متنقلة وكان لديه مهارات نادرة في الكتابة والرواية والقصة القصيرة فضلاً عن محبة خاصة لي افتقدتها برحيلة.
- ما هو مشروعك الإعلامي مستقبلاً ؟
- أنا إبن من أبناء المبني العظيم ماسبيرو، ومشروعي هو أن أحافظ علي ريادة هذا المبني من خلال برنامجي الوثائقي “كنوز الوطن” والذي أقدم فيه الشخصيات الأكثر تأثيراً بالمجتمع، وكذلك أسعي لحفظ ذاكرة مصر من خلال “الموسوعة المرئية المصرية”، هذا بالإضافة لحرصي علي التواجد بالمنتديات الإعلامية، وأسعي لإكمال سلسلة من الإعلاميين الأجلاء الذين قدموا للدنيا الثقافة والفن والفكر، وطموحي أن أظل لآخر ويوم لي أنا قدم مهنة هدفها الوطن وليس الترند أو الشو، وأتمني بكل أعمالي أقدم الشخصيات المصرية العظيمة، وتنوير الناس وخلق جيل جديد من المبدعين، وأن أترك تلاميذاً لي يذكروني بالخير فيما بعد.