ثقافة و إبداع
إذا استحالت العشرة: الجانب المشرق للطلاق
معدلات الطلاق
ورغم أن الطلاق يتسم بالخسارة والحزن لإنهاء علاقة الزوجين واضطراب طرفي الأسرة لاسيما مع وجود أطفال، إلا أن الأمر قد يكون له بعض الجوانب الإيجابية حال استحالة الحياة بين الزوجين، بل قد يكون ابتعاد الزوجين في تلك الحالة حلا لدعم بعضهما البعض ولأطفالهم، وأبلغ العديد من الأزواج بعد طلاقهم أنهم وجدوا طريقة للحب والدعم بعد الطلاق.
ولطالما كانت الخيانة الزوجية السبب الرئيسي للطلاق، إلى جانب الاضطرابات المالية، والبحث عن التقارب العاطفي، إذ بات الأفراد لديهم توقعات عالية للعلاقة بعد الزواج وأهمها التفاهم والتقارب، وتشير الأبحاث إلى أن الأسباب الشائعة للطلاق تشمل الافتقار إلى العلاقة الحميمة، وعدم الالتزام، والخيانة الزوجية، وعدم التوافق الأساسي.
أما الأسباب السائدة الأخرى، فتتمثل قي الصراع المستمر، والاختلافات المالية، والإدمان، وسوء المعاملة، ويصف الكثير من الناس سبب طلاقهم بأنه “خيانة للتوقعات والآمال والأحلام المتعلقة بالزواج”. ويرجح الخبراء أن هناك جانبًا مضيئًا للطلاق، وينصحون بأنه عند المرور بتجربة سيئة أو أزمة أو صدمة فالطريقة الوحيدة للتغلب عليها هي خلق المعنى.
وربما يكون المعنى هو التخلص من الانفصال والغضب واستنزاف الطاقة الذي جاء مع انتهاء الزواج، والعثور على النمو يمكن أن يعني إعادة التواصل مع هوية الشخص وما يريده في علاقة أخرى، وقد يحفز الطلاق على التفكير في الطرق التي يريد بها أي من الطرفين إجراء تغييرات أو التحفيز والنمو أكثر، واعتبار أن الطلاق حافز لحياة غير عادية.
حزن الخسارة
وتقول المتخصصة في شئون الزواج والأسرة في نيويورك، ريبيكا هندريكس: “الطلاق يمكن أن يكون وديًا ولكنه لا يزال يتسم بالخسارة والحزن، فهناك خسارة الحياة التي بنيتموها، بما في ذلك المنزل الذي عشتم فيه معًا، والاسم الذي ربما شاركتموه والروتين الذي طورتموه، والروابط العاطفية”، مضيفة: “كما هو الحال مع أي نوع آخر من الخسارة، من المهم العثور على الدعم للتحرك من خلال المشاعر التي تأتي مع الحزن، مثل الغضب والحزن وصعوبة الوصول إلى القبول”.
وتؤكد أنه “من الأفضل طلب أشياء محددة يمكن أن تساعد على التغلب على الحزن، من شبكة الدعم الخاصة بالشخص، مثل تناول العشاء الأسبوعي المتكرر أو المشي مع صديق مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لإخراج نفسك من المنزل يمكن أن يقطع شوطا طويلا”.
توصيات مفيدة
ويمكن إعادة بناء علاقة مع الطرف الآخر بخلاف الزواج مثل الصداقة، وقد يكون ذلك ممكنا في بعض الحالات، لكنه قد يكون غير ممكن لدى أخرى، لكن المهم هو السعي نحو ديناميكية لطيفة وتعاونية، خاصة إذا كان هناك أطفال بين الأزواج المنفصلين، لمعرفة كيفية تربية الأطفال.
ويوصي الخبراء بالعمل مع معالج لمعرفة كيفية التغلب على المشاعر الصعبة التي تصاحب الطلاق لبناء علاقة جديدة وأكثر فاعلية، وكذلك منح الشريك السابق المساحة بدلاً من فرض شعور جديد بالتقارب على الفور، مع المشاركة في رعاية الأطفال بشكل مستمر، فالانفصال لا يعني أنه يجب على أحد الوالدين اتخاذ قرارات بشأن تربية الأطفال من جانب واحد فقط.
شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا في معدلات الطلاق عالميًا، ولا يزال إنهاء الزواج تجربة مدمرة، لأن معظم الناس لا يتجهون إلى الزواج متوقعين الطلاق، لكنهم قد يضطرون إليه في بعض الظروف بسبب غياب التفاهم وغيرها من الأسباب.