Site icon مصر 30/6

إسرائيل تريد السيطرة علي ممر فيلادلفيا

محور فيلادلفيا

أقام الجيش الإسرائيلي ما يسميه ممر فيلادلفيا، وهو شريط حدودي مع مصر، خلال احتلاله قطاع غزة بين 1967 و2005، في حين يطلق الفلسطينيون والمصريون عليه اسم ممر صلاح الدين.

شكل هذا الممر عائقا في المفاوضات بين تل وأبيب وحماس. وقال مكتب نتانياهو الخميس إن إسرائيل لن تقبل اتفاق هدنة من دون “السيطرة” عليه “لمنع إعادة تسليح” الحركة. بالمقابل، ترفض مصر انتشار القوات الإسرائيلية فيه، وترى في ذلك “تهديدا بانتهاك معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في 1979 برعاية أمريكية”.

شكل ممر فيلادلفيا عائقا كبيرافي المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن الهدنة في غزة. وزاد من تعقيد المفاوضات التي تجرى الجمعة بالقاهرة بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية، وقال البيت الأبيض إنها حققت تقدما. فما هي أهمية هذه المنطقة العازلة الواقعة عند الحدود بين مصر وقطاع غزة والتي تصر إسرائيل على إبقاء قواتها فيها؟

فيلادلفيا

التاريخ والأهداف؟

أقام الجيش الإسرائيلي هذا الشريط الحدودي خلال احتلاله قطاع غزة بين 1967 و2005، وهو محاط بالأسلاك الشائكة والأسوار، ويبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر على الأقل ويمتد لمسافة 14 كيلومترا على طول الحدود المصرية.

ثمة القليل من الصور للموقع، لكن المصريين وسكان غزة وكذلك الإسرائيليين على يقين بأنه تم حفر العديد من الأنفاق تحته.

كان الهدف الرئيسي من إنشاء الممر الذي تطلب هدم عدد من المنازل، ضمان الأمن لمصر وإسرائيل اللتين تخشيان عمليات التوغل والتهريب، من خلال تسهيل الإشراف على المنطقة الحدودية.

أما اسم “فيلادلفيا” الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي فهو رمزي، في حين يطلق الفلسطينيون والمصريون عليه اسم ممر صلاح الدين.

في 2005، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة وتم تحديد وضع المنطقة العازلة.

وعمق الممر تقسيم مدينة رفح بجنوب قطاع غزة إلى جانب مصري وآخر فلسطيني وهو ما أثار انتقادات المجتمع الدولي.

عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في سبتمبر 2005، أنشأت مصر قوة مكلفة حراسة الحدود تضم نحو 750 عنصرا.

ولتجنب خرق بنود نزع السلاح في معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، كان الهدف المعلن للقوات المصرية محاربة “الإرهاب” على طول الممر، كما هو منصوص في المعاهدة.

وعلى الجانب الفلسطيني، نشر الرئيس الفلسطيني محمود عباس حراسا لتأمين الممر.

لكن في يونيو 2007، سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة وأصبحت المنطقة الحدودية فيما بعد مصدر قلق متزايد بشأن تهريب الأسلحة لصالح الفصائل المسلحة.

أنفاق لتهريب كل شيء

وجرى خلال تلك الفترة على ما يبدو حفر مئات الأنفاق تحت ممر فيلادلفيا استُخدمت لتهريب كل شيء بدءا بالأسلحة إلى السيارات والمخدرات وحتى المواد الغذائية.

ووفقا للمنظمات الدولية، فإن المقاتلين كانوا يعبرون الأنفاق في حين يقوم المهربون بتسهيل سفر المدنيين لأسباب مختلفة، سواء لمواعيد طبية أو لحضور حفلات زفاف.

كانت الأنفاق وسيلة للالتفاف على الحصار البري والبحري والجوي المفروض الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بأكمله بعدما استولت حماس على السلطة فيه.

وعندما تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة في 2013، تحركت القاهرة لتدمير العديد من الأنفاق، متهمة المسلحين الفلسطينيين باستخدامها لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء المجاورة.

الأهمية الاستراتيجية لفيلاديفيا

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 أكتوبر. ومنذ ذلك الحين يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للممر الحدودي.

أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء سيطرته التامة على الممر. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري “خلال الأيام الأخيرة تمكنت قواتنا من تحقيق السيطرة العملياتية على محور فيلادلفيا”. وجاء ذلك بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 أيار/مايو مع بدء هجومها البري في المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني.

ومساء الخميس، قال مكتب نتانياهو إن إسرائيل لن تقبل اتفاق هدنة في غزة من دون “السيطرة على ممر فيلادلفيا، لمنع إعادة تسليح حماس”. ونفى “التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تدرس فكرة نشر قوة دولية” في الممر.

لكن في المقابل، ترفض مصر بصورة قاطعة انتشار القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا إذ ترى في ذلك “تهديدا بانتهاك معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في 1979 برعاية أمريكية”، وفق ما قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان.

والمسألة حساسة إذ هددت القاهرة بمراجعة المعاهدة وهي الأولى بين إسرائيل ودولة عربية.

وهذا الأسبوع، دعا مسئول مصري كبير مجددا إلى “الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الفلسطيني”، وهو المنفذ الوحيد أمام سكان غزة إلى الخارج والذي لم تكن إسرائيل تسيطر عليه حتى مايو.

Exit mobile version