أقيمت فاعليات ندوة الشعب الفلسطيني بين قمة الرياض وحرب الإبادة الصهيونية.
حيث قال اللواء ممدوح الإمام المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي، أن حرب غزة لها خلفية تاريخية، منذ حرب 1948، ثم وصلنا لاتفاقية أسلوا التي دشنت السلطة الفلسطينية وأعلنت تخليها عن العنف والكفاح المسلح ولجأت للتفاوض السلمي، ثم حدثت الإنتخابات التي فازت فيها حركة فتح، ولكن في إنتخابات 2006 دخلت حماس الإنتخابات الفلسطينية وكسبتها وهذا يعد اعتراف منها باتفاقيات أسلو، والتي تلاتها اتفاقية المعابر الستة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية الإتحاد الأوروبي، ومع تشدد حماس وقيامها بعمليات مسلحة كان يتم غلق معبر من المعابر ولم يتبقى سوي معبري رفح وطول كرم، ثم قامت حماس بعمليات اغتيال ضد عناصر فتح والسلطة الفلسطينية، ومع استيلاء حماس علي غزة انسحب الاتحاد الأوروبي وأصبحت اتفاقية المعابر غير سارية ، فقامت إسرائيل بغلق المعابر ودمرت اتفاقية المعابر، وارتمت حماس في أحضان إيران ثم تركيا وأخيراً قطر، وهو ما يحقق الانقسام الفلسطيني وهو ما تريده إسرائيل.
وأضاف الإمام أن حماس ما هي إلا مليشيا مسلحة، وحالياً الموقف منذ 2013 مرتبك كما نري جميعاً، وحماس راعتها إسرائيل لتدشين الإنقسام الفلسطيني وكل التمويلات تأتي لحماس عبر إسرائيل.
ومصر اقترحت علي الفصائل الفلسطينية المسلحة بوقف إطلاق النار طويل الأمد مقابل مكاسب اقتصادية لغزة، مثل تشغيل حقلي غاز غزة، وتدشين منطقة تجارة حرة بين سيناء وغزة، وهذه المبادرة كانت ستوفر لغزة حياة كريمة، وهذه المبادرة كان يتم الإتفاق عليها في شهر يوليو الماضي أي قبل يوم 7 أكتوبر بشهرين.
وأضاف الإمام أنه حقيقة لا يوجد عملية عسكرية لا تتم إلا بعد حساب النتائج ورد فعل العدو، وعملية طوفان غزة سيكون لها نتائج غير متوقع سواء من الناحية العسكرية العملياتية الاستخباراتية من الجانب الإسرائيلي، وهذه العملية الحمساوية دشنت الرأي العام الغربي مع وفي صف إسرائيل، فأخذت في قتل المدنيين والعزل وتدمير قطاع غزة بالكامل.
وأكد الإمام أنه لا يوجد للإدارة الأمريكية أي تأثير حالياً علي إسرائيل، فاللوبي الإسرائيلي هو الذي يدير أميريكا، ونعم يوجد تعاطف شعبي عالمي ولكن تأثيرها محدود للغاية.
وعن قمة الرياض قال الإمام أن العالم العربي بعافية، فالقمة لم تخرج بقرارات أو مقترحات نافذة تنقذ الشعب الفلسطيني.
وأشار الإمام أنه لا أحد يستطيع الضغط علي مصر لقبول تهجير الفلسطينيين لسيناء، فمصر جاهزة ولديها الخطط الجاهزة منذ التسعينات.
وقال الكاتب الصحفي أسامة الدليل رئيس قسم الشئون الدولية بالأهرام العربي، أن الشعب الفلسطيني أصبح اليوم قادراً للحديث والتعبير عن نفسه فهو حراً في اختياراته.
وأضاف الدليل أن قمة الرياض حضرها 57 دولة أي ما يعادل ربع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقمة إنتهت بقرار ولكن تحفظ علي القرار دولتي تونس والعراق، وهو ما أعقبه رد فعل مرحب من إسرائيل.
وأوضح الدليل أن غزة أرض محتلة محاصرة، ولابد من طريقة لدخول المعونات لها، والآن مدينة العريش أصبحت أكبر مخزن في العالم وبه 7000 طن معونات منها 5000 طن من مصر وحدها.
وتساءل الدليل هل ما قامت به حماس ضد إسرائيل يستدعي وجود حاملتي طيران وغواصة نووية هذا إضافة لقطع حربية من دول مختلفة..؟؟ بالتأكيد لا.
ولفت الدليل إلي أن المنطقة لا يوجد بها سوي مصر المتماسكة بجيشها، ومصر محاصرة من كافة حدودها بجيوش عدة، هذا إضافة لحصار اقتصادي.
وأضاف الدليل أن عملية طوفان الأقصى، لم تكن تستهدف أي مقدسات إسلامية، أو حتي تحرير أي متر من أرض فلسطين المحتلة.
وتساءل الدليل لماذا لم تقم حركة حماس بتحرير سجناءها بالسجون الإسرائيلية، كما قامت في عملية سجن وادي النطرون بمصر إبان ثورة 25 يناير 2011..؟؟.
وأوضح الدليل أن مصر يعيش بها 3 مليون فلسطيني، وأغلب قادة حماس يعيشون خارج غزة وينعمون بحماية قاعدتين عسكريتين أمريكية يحمون هذه الإمارة بما فيهم قادة حماس، والسؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة الآن هل انتهت حماس أم انتصرت؟؟ وعلينا أن نسأل أنفسنا ما وضع الأمن القومي المصري في حال أصبحت غزة دولة تحكمها حماس والإسلام السياسي ..؟.
وأكد الدليل أن حرب غزة لن تنتهي لأنه لا يوجد هدف استراتيجي من وراء هذه الحرب، فإسرائيل كانت شرطي ومندوب لأمريكا الذي هزم وظهرت حقيقتها الهشة بعد عملية طوفان الأقصى، كما أن الحاملات الأميريكية موجودة بالمنطقة لاستعادة هيبتها بعد الهزيمة في حرب أوكرانيا.
وختم الدليل مؤكداً أن ما يحدث هو إعادة رسم خريطة المنطقة، وهذا ما أكده نتانياهو بعد عملية طوفان الأقصى بأيام.
وأوضح القبطان صالح حجازي، المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أن مصر عرضت المشاركة في عمليات التنمية بقطاع غزة ولكن حماس لا ترحب بأي عمليات تنمية بالقطاع، كما أن إسرائيل ليس لها أطماع في حقلي غزة أو أي مشروعات استثمارية دولية كمشروع قناة بن غوريون كما يشاع.
وأشار حجازي أن الحشد العسكري بشرق المتوسط يسمح لهذه القوات الوصول للأراضي الأوكرانية بسهولة خصوصاً بعد فشل أميريكا في الحرب العسكرية علي الأرض بأوربا ضد روسيا، وهذا ما أعقبه تدريب للطيران الروسي بالبحر الأسود استعداداً لهذه القوات الدولية التي ترأسها أميريكا.
وأضاف حجازي أن عملية طوفان الأقصى، خلقت رد فعل عنيف من الشعوب الأوروبية والأمريكية لم نشهده من قبل، وهذا يعد أهم مكسب للقضية الفلسطينية لم يحدث من قبل.