أشادت طهران بالضرر الذي لحق بإسرائيل، موجّهة وسائل الإعلام الحكومية والمعلقين المحافظين للتهليل والإشادة بدور طهران في توفير الأسلحة والتدريب العسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية.
إيران دعمت منذ عقود حركة حماس في غزة والتي تتوافق مصالحها بشأن إسرائيل مع مصالح إيران، مشيرة وعلى مدى سنوات طويلة قدمت لحماس الدعم المالي والسياسي والعسكري من أسلحة، وتكنولوجيا، وتدريب لبناء ترسانتها الخاصة من الصواريخ المتطورة التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
الانتقام عبر غزة، جاء رداً على ما دبرته إسرائيل من سلسلة هجمات سرية على إيران العام الماضي، بما في ذلك تخريب طال منشآت نووية إيرانية. وفي حين أن قادة إيران لم يخفوا رغبتهم في معاقبة إسرائيل، إلا أنهم عملوا جاهدين لإيجاد طريقة فعالة للرد دون المخاطرة بحرب شاملة أو إفشال أي فرصة لاتفاق نووي منقح مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، فكان الباب عبر غزة.
وعليه، انتهزت التيارات والوجوه المحافظة في إيران، والتي كانت تحث على الانتقام من الضربات الإسرائيلية، التصعيد في غزة فرصة لتصوير آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس وحركة الجهاد الفلسطنية، على أنها عملية رد.
وكانت حرب غزة كانت مفيدة لجهة إظهار قدرات إيران. وأن القدرات العسكرية الجديدة التي أظهرتها الفصائل الفلسطينية في غزة أثناء الصراع، من حيث الكمية والمدى للصواريخ، قد تجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل شن هجومها السري التالي.
واعتبرت إيران الهجمات الصاروخية “إعادة إرساء الردع” ضد مزيد من الهجمات الإسرائيلية على أراضيها. ولم تكشف إيران تفاصيل عن كيفية دعمها للفصائل في غزة، في حين وضح أن طهران زودت حماس و”الجهاد الإسلامي”، بتكنولوجيا التخطيط والتدريب على كيفية بناء ترسانة صواريخ محلية ذات مدى أبعد لاستهداف كل الأراضي الإسرائيلية.
يشار إلى أنه فيما كان متشددو إيران متحمسين للانتقام من إسرائيل، واستمرار الهجمات الصاروخية من غزة، كانت شريحة واسعة من الإيرانيين على الجهة المقابلة يرفضون الانخراط في هذا الصراع، معارضين قيام النظام في طهران بتحويل ملايين الدولارات إلى جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وكان العديد من الهتافات التي تعالت خلال تظاهرات سابقة في إيران، قدمت دلائل على هذا التوجه، حين صرخ المحتجون: لا فلسطين ولا لبنان، دمي فدا إيران”.