Site icon مصر 30/6

اكتشاف مدينة فرعونية مفقودة عمرها 3400 سنة تحت الرمل في الأقصر

اكتشف علماء آثار مصريون مدينة مفقودة يعود تاريخها إلى أكثر من 3400 سنة، في زمن الفراعنة.

وبدأ الخبراء، الذين كانوا ينقبون عن معبد في الصحراء بالقرب من مدينة الأقصر، في العثور على جدران منازل ممتدة في جميع الاتجاهات. وعثر الخبراء على غرف مليئة بالمتعلقات التي كان المصريون القدماء يستخدمونها في الحياة اليومية. ومما عُثر عليه، خواتم وآنية من الفخار الملون تحمل ختم أمنحتب الثالث، الذي يعد واحدا من أقوى حكام مصر القديمة. ووُصف هذا الاكتشاف بأنه أحد أهم الاكتشافات منذ العثور على مقبرة توت عنخ آمون. كما وُصفت المدينة المصونة جيدا بأنها “بومبي المصرية”، في إشارة إلى مدينة بومبي الرومانية القديمة.

وفي بيان لوزارة الآثار المصرية، قال عالم المصريات زاهي حواس إن البعثة عثرت على ما وصفه بـ”أكبر مدينة” في مصر، التي أسسها الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشرة، واستمر استخدامها من قبل الملك توت عنخ آمون. ويعود تاريخ المدينة إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، الذي حكم مصر من عام 1391 إلى 1353 قبل الميلاد.

وأضاف حواس أن المدينة هي “أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عثر فيها على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع”. وبدأت أعمال التنقيب في هذه المنطقة للبحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ آمون عام 2020، لتظهر بعد ذلك تشكيلات من الطوب اللبن وجدران شبه مكتملة وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، على حد وصف البيان المصري.

ونقل البيان عن بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، قولها إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة يعد “ثاني أهم اكتشاف أثري بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون”.

وبدأت البعثة بالتنقيب في سبتمبر 2020 بحثا عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، في منطقة بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون بمحافظة الأقصر.

وقال البيان “وفي غضون أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات، وكانت دهشة البعثة الكبيرة، حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية”.

وأفاد البيان بأن النقوش الهيروغليفية على الأواني والخواتم والطوب اللبن تشير إلى فترة الملك أمنحتب الثالث. وأشار البيان إلى العثور على مناطق عدة في المدينة المفقودة، إذ عثرت البعثة “في الجزء الجنوبي على المخبز ومنطقة الطهي”. وكُشف بشكل جزئي عن منطقة تمثل الحي الإداري والسكني، حسب البيان، بالإضافة إلى منطقة ورشة العمل، والتي تضم منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد.

كما عُثر بحسب البعثة على “دفنة رائعة لشخص ما بذراعيه ممدودتين إلى جانبه، وبقايا حبل ملفوف حول ركبتيه (..) وهناك المزيد من البحث حول هذا الأمر”.

وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر “لم تمسها يد مليئة بالكنوز”، في هذه المدينة. وتسعى مصر باستمرار للترويج لتراثها الفرعوني عن طريق هذه الاكتشافات من أجل إنعاش قطاع السياحة الذي تلقى ضربات متتالية بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني في البلاد عقب إسقاط الرئيس حسني مبارك قبل عقد من الزمن.

Exit mobile version