قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الاحتياجات الإنسانية الهائلة للناس في قطاع غزة من المرجح أن تزداد سوءًا بعد قرار ما يقرب من 20 حكومة بتعليق التمويل للمنظمة.
وجاء قرار المانحين الرئيسيين بوقف التمويل بعد مزاعم من جانب إسرائيل بأن 13 من موظفي الأونروا تورطوا في الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر. ووفقاً للأونروا، علّقت الدول المانحة تمويلاً للوكالة بقيمة 440 مليون دولار.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، الخميس: “إذا ظل التمويل معلقا، فسنضطر على الأرجح إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية فبراير، ليس فقط في غزة ولكن أيضًا في جميع أنحاء المنطقة”. تساعد الأونروا اللاجئين الفلسطينيين في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط.
وقالت الأونروا، في بيان من عمّان، الأردن، إن “عشرات الآلاف من الأشخاص أُجبروا على الفرار إلى جنوب غزة بسبب القصف والقتال في خان يونس خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى أكثر من 1.4 مليون شخص محشورين بالفعل في الجنوب في محافظة رفح. ويعيش معظمهم في هياكل مؤقتة أو خيام أو في العراء، ويخشون الآن أيضا أنهم قد لا يتلقون أي طعام أو مساعدات إنسانية أخرى من الأونروا”.
وقال توماس وايت، مدير شئون الأونروا في غزة: “لقد أصبحت رفح بحرًا من الناس الفارين من القصف”. وكان معظم الفارين من خان يونس قد نزحوا بالفعل عدة مرات، واضطر العديد منهم إلى مغادرة أكبر ملجأ للأونروا في مركز تدريب خان يونس.
ما هي الأونروا وما حجم الاعتماد على المساعدات التي تقدمها المنظمة للاجئين في المنطقة؟
وأشارت الأونروا إلى أنه في شمال غزة “حيث تلوح المجاعة في الأفق، لم يكن لدى الأونروا سوى القليل من الوصول منذ بدء الحرب”.
وأضاف وايت أن “الأونروا تلقت تقارير تفيد بأن الناس في المنطقة يقومون بطحن علف الطيور لصنع الدقيق. نحن نواصل التنسيق مع الجيش الإسرائيلي حتى نتمكن من التوجه إلى الشمال، لكن تم رفض ذلك إلى حد كبير”. وتابع: “عندما يُسمح لقوافلنا أخيرًا بالذهاب إلى المنطقة، يهرع الناس إلى الشاحنات لإحضار الطعام وغالبًا ما يأكلونه على الفور”.
وقال لازاريني: “بينما تستمر الحرب في غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذي تدعو فيه محكمة العدل الدولية لمزيد من المساعدات الإنسانية، فقد حان الوقت لتعزيز الأونروا وليس إضعافها”.
وكرّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت موقف الحكومة القائل بضرورة تفكيك الأونروا في شكلها الحالي.
وقال أمام اجتماع لسفراء الأمم المتحدة، الخميس، إن “الأونروا هي حماس مع عملية تجميل”.
وقال غالانت: “لقد فقدت الأونروا شرعيتها للوجود في شكلها الحالي – فقد تم تحويل الأموال من دول في جميع أنحاء العالم من خلال الأونروا واستخدامها لتعزيز البنية التحتية للإرهاب، ودفع الأموال للإرهابيين”.
وتواصل منظمات الإغاثة التحذير من خطر وقف تمويل الأونروا. في وقت قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن “حجب الأموال عن وكالة الأمم المتحدة الأكثر قدرة على توفير الغذاء والماء والدواء المنقذ للحياة بشكل فوري لأكثر من 2.3 مليون شخص في غزة، يظهر لا مبالاة قاسية تجاه ما حذر منه كبار الخبراء في العالم من خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق”.
وفي الأسبوع الماضي، قالت 21 منظمة إنسانية إنها “صُدمت من القرار المتهور بقطع شريان الحياة لسكان بأكملهم من قبل بعض الدول ذاتها التي دعت إلى زيادة المساعدات في غزة، وحماية العاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بعملهم”.