ثقافة و إبداع

الإكوادور تبدأ التنقيب عن النفط قرب محمية بالأمازون

 بدأت الإكوادور عمليات التنقيب عن النفط بالقرب من محمية طبيعية في الأمازون تعرف باسم ياسوني وهو الموقع الذي كان الرئيس رفاييل كوريا يسعى في وقت سابق لحمايته من التلوث عن طريق خطة رائدة للحفاظ على البيئة.
خاض السكان الأصليون في الإكوادور معارك طاحنة على مدى أكثر من عقد للفوز في استفتاء تاريخي يحظر التنقيب عن النفط في منتزه ياسوني الوطني الذي يعتبر من أكثر المناطق تنوعاً حيوياً على وجه الأرض، وقد تأثرت مجتمعات السكان الأصليين والغابات المحيطة سلباً بتسربات النفط التي حدثت.
الإكوادور تبدأ التنقيب عن النفط قرب محمية بالأمازون
رئيس الإكوادور رفاييل كوريا
في خطوةٍ تتحدى إرادة الشعب، يسعى رئيس الإكوادور إلى استئناف عمليات التنقيب عن النفط في غابات الأمازون المطيرة على الرغم من قرار الحظر التاريخي الذي أقره الشعب في استفتاء وطني جرى العام الماضي بقيادة مجتمعات السكان الأصليين، لكنّ الرئيس يصرّ على استمرار تدفق النفط.
وطلب كوريا في 2007 من الدول الغنية نحو 3.6 مليار دولار تعويضا عن فقد الإيرادات الناجم عن عدم التنقيب في متنزه ياسوني الوطني. لكن المبادرة ألغيت في 2013 بعدما حصلت البلاد على أقل من أربعة بالمئة من المبلغ المطلوب.
وألقت حكومة كوريا باللوم على المجتمع الدولي في فشل الخطة التي كان ينظر إليها كنموذج محتمل للدول النامية الأخرى الساعية لمقاومة إغراءات مال النفط.
كان كوريا قالت في وقت سابق إن أنشطة الحفر ستؤثر على أقل من واحد بالمئة من المحمية.
وقال جورج جلاس نائب الرئيس بعد جولة في الموقع “إنها بداية حقبة جديدة لنفط الإكوادور”

وقال للصحفيين “في هذه الحقبة الجديدة يأتي الحفاظ على البيئة في المقام الأول ويلي ذلك المسئولية تجاه المجتمعات والاقتصاد ومواطني البلاد” مضيفا أن تكلفة الإنتاج أقل من 12 دولارا للبرميل.
والإكوادور أصغر عضو في منظمة أوبك وتعاني بشدة من هبوط أسعار النفط حيث تشكل إيرادات النفط نحو نصف دخلها بحسب تقديرات البنك الدولي.
وهي أيضا من أكثر الدول ذات التنوع الحيوي في العالم حيث تباهي بالغابات المطيرة في الأمازون وجبال الأنديز وجزر جالاباجوس.
كان إنهاء مبادرة حماية ياسوني وهي منطقة غابات مطيرة شاسعة تقع على خط الاستواء قد أثار استياء أنصار حماية البيئة عندما أعلن للمرة الأولى.
وقال كيفين كوينينج مدير برنامج الإكوادور بمنظمة أمازون ووتشهذا أسوأ مكان من الممكن تخيله للتنقيب عن النفط. العالم لا يستطيع ببساطة تحمل تبعات فقد منطقة مثل ياسوني.”
ويقبع تحت تربة ياسوني نحو 1.67 مليار برميل من النفط.
ويقول مسئولون حكوميون إنه بإضافة إنتاج حقل تيبوتيني فإن إنتاج الإكوادور النفطي سيرتفع إلى نحو 570 ألف برميل يوميا من المستوى الحالي البالغ حوالي 550 ألف برميل يوميا.

على الرغم من أن الرئيس كان من داعمي هذا الحظر خلال حملته الانتخابية، لكنه يريد اليوم تأجيل تنفيذ قرار الحظر والمضي في عمليات استخراج النفط لتمويل الحرب التي تخوضها البلاد ضد عصابات المخدرات.

لا يتوقف الأمر على رئيس الإكوادور، حيث نقض رئيسا البرازيل والبيرو قبله بوعودهما، وأطلقا يد شركات النفط وأصحاب المزارع العملاقة وشركات التعدين في أراضي الأمازون الثمينة، ولا بدّ من إنهاء هذه المأساة.

إذا مضى الرئيس نوبوا في قراره فقد يؤدي ذلك إلى حالةٍ من انعدام الثقة في البلاد وسيودي بغابات الأمازون إلى مرحلة حرجة وهو ما يهدد كلّ الانتصارات البيئية التي تحققت بعد نضالٍ شاق في جميع أنحاء العالم، وسيكون بمثابة إشارة لباقي الزعماء في المنطقة ليشرعوا في عملية تدمير الأمازون.
وقف التنقيب عن النفط في الأمازون
غابات الأمازون هي نظامٌ بيئي في غاية الحساسية والتعقيد ولا يمكننا وقف ظاهرة تغير المناخ بدونها. لطالما وقف العالم دفاعاً عن الغابات المطيرة ودعماً لمجموعات السكان الأصليين الذين يحمون أرض أسلافهم، حيث دق ناقوس الخطر بشأن حقوق السكان الأصليين في أراضي  البرازيل، ودعمنا الجهود الرامية إلى حماية شعوب البيرو المنعزلة ويمكن تغيير المعادلة لتزدهر منطقة الأمازون وتصبح مكاناً آمناً للحياة.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights