الاستخبارات الأمريكية: الترويج للمثلية والتحول الجنسي خطر على الأمن القومي
د سامح توفيق
ضابط مخابرات يثيرون موجة من الغضب بسبب ادعاء زميل لهم بأن مثليته تساعده في أداء وظيفته الاستخباراتية بشكل أفضل!
أثار مكتب مدير المخابرات الوطنية موجة من الغضب بسبب نشر مقال بقلم ضابط مخابرات حالي يدعي أن ميوله المثلية تجعله أفضل في وظيفته. وعادة ما تُقابَل ردود الفعل السلبية بشأن مثل هذه القضايا باستهتار من جانب الديمقراطيين.
إنه رد فعل مثير للسخرية، بالنظر إلى العدوانية التي فرض بها اليسار أيديولوجيته الثقافية الجديدة على المؤسسات الأمريكية. ولكن بغض النظر عن موقف المرء من هذا النقاش ، فقد جعلت إدارة بايدن الوصول إلى معايير التنوع والمساواة والشمول المختلفة (DEI) هدفًا أعلى في استراتيجية الاستخبارات الوطنية، على حساب الأمن القومي الأمريكي.ِ
إن أحد أهم أدوار مدير الاستخبارات الوطنية هو تقصي الجماعات الإرهابية والتقنيات الجديدة وترقية الأفراد المناسبين لأدوار قيادية والقيام بعمليات استخباراتية في بلدان معينة. والسؤال هنا: هل تفوق استراتيجية التنوع والمساواة والشمول أهمية هذه المهام؟
قد يشكل التنوع أهمية لا يمكن إنكارها في مهنة الاستخبارات، فمن الذي سيسهل عليه الاندماج في شوارع طهران: شخص من أصل فارسي تعتبر الفارسية لغته الأم، أو شخص يشبهني ويتحدث مثلي؟
أو ربما الأمر الأكثر أهمية، عندما تحاول فهم الظروف المحيطة بتفشي جائحة نشأ في الصين، ألن يكون من المفيد وجود علماء فيروسات في الفريق يجيدون لغة الماندرين؟ كان هذا في الواقع تحديًا حقيقيًا أدى إلى إبطاء قدرتنا على ترجمة وتحليل بعض المعلومات الاستخبارية حول أصول كوفيد-19.
ومع ذلك، فإن هذه الأمثلة ذات الصلة بالتنوع ليست هي ما يتم التركيز عليه. ففي المرة الأولى التي زرت فيها مقر وكالة المخابرات المركزية في عام 2020 أثناء عملي في مكتب مدير المخابرات الوطنية، كانت الممرات مليئة بالملصقات التي تعلن أهمية “هوية” كل ضابط بعبارة “حياة المتحولين جنسيا هي حياة إنسانية”.
وسرعان ما أدركت بشكل مفاجئ أن عددًا كبيرًا ممن يطلق عليهم ضباط المخابرات لم يقضوا أيًا من وقتهم في الاستخبارات، ناهيك عن التهديدات الخارجية للأمة، لأن وظيفتهم الممولة من دافعي الضرائب كانت مخصصة بالكامل للمناصرة السياسية، والتنمر لإخضاع أي يخالف توجهاتهم.
في مرحلة ما، تساءلت كيف تطورت الأمور إلى هذه النقطة، فقط لأدرك أنه في عام 2019، عندما كان مدير الاستخبارات الوطنية آنذاك دان كوتس في منصبه، سمح بزراعة بذور التنوع والإنصاف والشمول في استراتيجية الاستخبارات الوطنية من خلال إشراك بعض العناصر البشرية ذات الميول المختلفة. وبحلول عام 2020 كانت تلك البذور البشرية قد نمت لتصبح غابة.
ورغم تصاعد الصراعات والحروب في العالم من أوروبا الشرقية إلى الشرق الأوسط ، إضافة إلى الفوضى على الحدود الجنوبية، ظل تركيزمديرية الاستخبارات الوطنية على استراتيجية التنوع والإنصاف والشمول، بدلا من القيام بالمهام اللازمة خلال هذه الظروف.
باختصار، إن جهود DEI التي تبذلها اللجنة الدولية ليست أكثر من مجرد محاولة لفرض سياسات الهوية اليسارية المتطرفة على مؤسسات الأمن القومي الأمريكية. ومن الواضح أن ما يغيب عن ما يسمى بجهود التنوع هو أي ذكر للتنوع الأيديولوجي، أو إدراج الضباط الذين تجبرهم معتقداتهم الدينية على رفض فكرة المثلية أو التحول الجنسي أو رفض الامتثال لاستخدام الضمائر الجنسية التي لا تتوافق مع الجنس البيولوجي.
لقد أدى الافتقار إلى هذا التنوع، البعيد عن معناه الحقيقي، إلى ظهور مشاكل ملموسة، مثل قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بجمع معلومات عن “الكاثوليك التقليديين” في الولايات المتحدة. فهل يثير مجتمع استخباراتي “أكثر تنوعا” المخاوف بشأن مثل هذه المهام الاستخباراتية التي تستهدف مواطنيهم الأميركيين بسبب معتقداتهم الصادقة؟
قبل كل شيء، ينبغي أن لا يضحي أحد بمعتقداته الدينية كشرط للتوظيف. يجب علينا حماية حقوق التعديل الأول للضباط الذين لا يرغبون في المشاركة في تدريب DEI الإلزامي أو الاستخدام القسري للضمائر.
في نهاية المطاف، يجب على القادة المقبلين لمجتمع الاستخبارات الأمريكي الوقوف في وجه المتنمرين التابعين لـ DEI – من أجل معنويات القوى العاملة والأمن القومي الأمريكي، واستعادة الجدارة في مكان العمل وبناء ثقافة تتحد حول المهمة الجماعية المتمثلة في الحفاظ على الشعب الأمريكي آمنا بدلاً من الانقسام على أساس الهوية الفردية.