بينما تستعد كوريا الجنوبية لانتخابات «الجمعية الوطنية»، يوم الأربعاء، يواجه رئيسها المحافظ يون سوك يول غضباً من قبل بعض الناخبين بسبب «البصل الأخضر».
وفي الأسابيع الأخيرة، تحول «البصل الأخضر» من عنصر أساسي بسيط في المطبخ الكوري إلى رمز قوي لغضب الناخبين من ارتفاع الأسعار، في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وجاء تغيير بوصلة الاهتمام بـ«البصل الأخضر» من المطبخ إلى السياسة، بعد زيارة يون الأخيرة إلى أحد المتاجر الكبرى في سيول، والتي كان المقصود منها تصويره كشخص يتفهم الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الأسر العادية.
الرئيس الكوري يون سوك يول يتفقد سعر البصل الأخضر في زيارة إلى أحد المتاجر الكبرى في سيول
وخلال الزيارة، قال يون إنه ذهب إلى كثير من الأسواق، ووصف سعر حزمة «البصل الأخضر» بهذا المتجر، البالغ 875 ووناً (0.65 دولار)، بأنه «معقول».
ومع ذلك، سارع المراقبون إلى الإشارة إلى أن سعر هذا المنتج تم تخفيضه مؤقتاً فقط بفضل الدعم الحكومي، هذا بالإضافة لحقيقة أن المتجر كان قد أطلق تخفيضات مؤقتة في الأسعار، في حين أن سعر التجزئة الفعلي أعلى بثلاث إلى أربع مرات، ويتراوح بين 3000 إلى 4000 وون في الأسابيع الأخيرة.
ويأمل حزب سلطة الشعب الحاكم في السيطرة على «الجمعية الوطنية»، وهي الهيئة التشريعية لكوريا الجنوبية، والتي تتألف من 300 مقعد، والتفوق على الحزب الديمقراطي المعارض؛ لكن الرحلة إلى المتاجر زادت من الانتقادات بأن يون يبدو منعزلاً عن الشعب.
وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في الدعم للأحزاب الصغيرة، وهو ما قد يخل بتوازن القوى، ويقوض صورة يون بعد عامين فقط من رئاسته.
وكان حزب يون يعاني بالفعل من معدلات تأييد منخفضة حتى من قبل التصويت، والذي يُنظر إليه على أنه استفتاء على مدى الرضا عن إدارة يون.
ولم يكن سعر «البصل الأخضر» وحده هو الذي شهد ارتفاعات كبيرة في كوريا الجنوبية. فقد ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية بشكل عام خلال شهر مارس بنسبة تزيد على 20 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وارتفعت أسعار التفاح بنحو 90 في المائة، مسجلة أكبر قفزة لها خلال سنة منذ عام 1980.
ومع ذلك، فإن مرشحي المعارضة استخدموا «البصل الأخضر» على وجه الخصوص، لانتقاد يون خلال خطاباتهم الانتخابية، نظراً لكونه من الخضراوات البسيطة التي تستخدم بشكل أساسي في كل منزل كوري.
وحظرت لجنة الانتخابات الوطنية دخول الناخبين مراكز الاقتراع، حاملين «البصل الأخضر»، ووصفت ذلك بأنه بمثابة «تدخل في الانتخابات».
وقالت اللجنة: «بينما يجب احترام تعبير الناس عن آرائهم السياسية إلى أقصى مستوى، فإن استخدام عنصر معين كوسيلة للتعبير بشكل يتعارض مع استخدامه الأصلي له قدرة كبيرة في التأثير على الانتخابات».