صرح الدكتور خالد فهمي، أستاذ اقتصاديات البيئة بمركز التخطيط والتنمية البيئية في معهد التخطيط القومي ووزير البيئة السابق، بأن قمة المناخ COP30 المقررة في البرازيل تأتي في وقت حساس يشهد العالم فيه تحولات جذرية على مختلف الأصعدة.
وأوضح الدكتور فهمي خلال ندوة بعنوان “الطريق إلى بيليم البرازيل COP 30، ماذا بعد COP 29؟”، نظّمها معهد التخطيط القومي، أن الأوضاع الجيوسياسية الحالية تعكس تصعيدًا ملحوظًا في الصراعات العالمية، وهو ما ينعكس بشكل كبير على قضايا المناخ والتنمية المستدامة.
وأشار الدكتور فهمي إلى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، والصين وإيران من جهة أخرى، لافتًا إلى أن هذه الصراعات تُلقي بظلالها على قضايا المناخ والتنمية. وأوضح أن التسوية المحتملة للصراع الأوكراني-الروسي تزامنًا مع الفوضى المتزايدة في الشرق الأوسط، يُظهر تغيرات جيوسياسية تفرض تحديات جديدة على صعيد المناخ.
وفي سياق أزمات الأمن المائي والغذائي، أضاف الدكتور فهمي أن هناك تصاعدًا في الصراعات على الموارد المائية العذبة، بجانب الزيادات الضخمة في أسعار المواد الغذائية الأساسية. وأكد أن هذه الأزمات قد تصبح الأخطر منذ عقود إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة في قمة المناخ المقبلة.
كما تناول الدكتور فهمي التحولات في التحالفات العالمية، مشيرًا إلى أن تحالف “البريكس” بات يشهد أهمية غير مسبوقة ويعيد تشكيل موازين القوى العالمية، ما يؤثر على الاقتصاد والسياسة الدولية. وأوضح أن نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا تُظهر صعود اليمين الشعبوي، مما قد يضعف الالتزام بالعولمة ويؤدي إلى تجزؤ اقتصادي يعيق التحول الطاقي وزيادة المرونة المناخية.
وأكد الدكتور فهمي أن الدول النامية، خاصة في إفريقيا، ما زالت تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب المديونية العالمية، مشيرًا إلى أن التضخم الركودي في أوروبا قد يتراجع لكنه قد يرتفع في الولايات المتحدة، بينما الاقتصاد الصيني يشهد مؤشرات على التعافي.
وفيما يتعلق بمسائل الطاقة، أشار الدكتور فهمي إلى أن الطلب العالمي المتزايد على الطاقة يُبطئ جهود التحول الطاقي، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان.
وتطرق الدكتور فهمي إلى التحديات التي تواجه قمة COP30، مؤكدًا أن أبرز التحديات تتمثل في غياب التوافق العالمي بشأن التقييم لخطط المساهمات الطوعية، إضافة إلى تعثر التوصل إلى اتفاق حول التمويل المناخي بين الدول المتقدمة والنامية. كما أشار إلى أن صندوق الخسائر والأضرار يعاني من بطء في التفعيل وقلة التمويل، بينما تبقى مرونة التكيف مع التغيرات المناخية محدودة للغاية، رغم أن عام 2024 كان الأشد حرارة في تاريخ البشرية.
واختتم الدكتور فهمي بالقول إن التحديات المناخية أصبحت متشابكة مع الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، مما يستدعي إرادة دولية قوية واتخاذ إجراءات غير تقليدية لتجاوز هذه العقبات في قمة البرازيل المقبلة.