Site icon مصر 30/6

التدخل العسكري في النيجر

 

 أبرز المعلومات عن تياني
يطرح الوضع الراهن في النيجر عدة تساؤلات لاسيما الجوانب المتعلقة باحتمالية التدخل العسكري هناك، وتداعيات ذلك التخل المحتمل على المنطقة بأكملها.
أعلن المجلس العسكري في النيجر، أمس الخميس، إنه سيرد فورا على أي “عدوان أو محاولة للعدوان” ضده من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، وذلك قبل انتهاء المهلة الممنوحة من قبل المجموعة لاستعادة النظام.

تهديد بالرد الفوري

وقال أعلن أحد أعضاء المجلس العسكري في بيان: “سيتسبب أي عدوان أو محاولة للعدوان على دولة النيجر في استجابة فورية وغير معلنة من قوات الدفاع والأمن النيجيرية تجاه أحد أعضاء (المجموعة)، باستثناء الدول الصديقة التي علقت عضويتها” مشيرًا إلى بوركينا فاسو ومالي المجاورتين كبلدين مستثنيين.
يأتي الرد من المجلس العسكري في النيجر بعد تلميح القوى الغربية بتدخل عسكري، بعد تنديدها بالانقلاب العسكري الذي وقع هناك.
وفي وقت سابق، أمس الخميس، أعلنت السنغال “استعدادها إرسال قوات عسكرية إلى النيجر، في حال قررت منظمة غرب أفريقيا الاقتصادية (إيكواس) التدخل”.

السنغال تدخل على الخط

وأكدت وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال، في حديثها للصحفيين التزام بلادها تجاه الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا خصوصا وأن هذا الانقلاب كان الانقلاب الفاصل”، قائلة: “لكل هذه الأسباب سنرسل جنودا سنغاليين إلى النيجر، بحسب قولها.
وكانت بوركينا فاسو ومالي، قد اعتبرتا، في بيان مشترك، الإثنين الماضي، أن أي تدخل عسكري في النيجر بمثابة إعلان حرب عليهما.

ما هي “إيكواس”

وتضم “إيكواس” 15 دولة هي الرأس الأخضر وغامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوغو.
ويرى الخبراء أن أي عملية تدخل عسكري “بالوكالة” تدعمها فرنسا وأمريكا”، ستؤثر بشكل كبير على المنطقة بشكل كامل، فيما تخشى العديد من الدول التدخل العسكري في النيجر، وما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات ارتباطا بالجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة.

تحريض فرنسا

من ناحيته، قال الدكتور إسماعيل محمد طاهر، فرنسا تحاول جادة أن تحتفظ بالنيجر، خاصة أن هناك ارتباط وثيق بين الاقتصاد الفرنسي والمواد الخام في النيجر.
يضيف أن اليورانيوم الذي يستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية لفرنسا يأتي من النيجر، وعليه ليس من السهل أن تفرط بالنيجر.
وبشأن احتمالية التدخل العسكري في النيجر يقول الأكاديمي التشادي، إن “التدخل العسكري وارد لكنه في المقام الأول سيكون بالوكالة، عبر تحريض دول الجوار من أجل القيام بذلك، وربما يأتي ذلك التدخل عبر تشاد بالتنسيق مع القواعد العسكرية الفرنسية في النيجر، لكنه يؤثر على المنطقة بشكل كامل”.

موقف دول الجوار

وأوضح أن مالي وبوركينا والجزائر وهم دول جوار، لن يوافقوا على التدخل، في حين أن موقف بنين ونيجيريا وليبيا، موقفهم غير واضح حتى الآن.
وشدد على أن عملية التدخل العسكري في تشاد ليست سهلة، خاصة أن تشاد تخشى من وجود الحركات المتطرفة منها بوكو حرام، وداعش” وهي تنظيمات مصنفة على لوائح الإرهاب في روسيا”.

ضمانات فرنسا وأمريكا

ويرى أن الضمانات الفرنسية والأمريكية يمكن أن تساعد على التدخل، إذا قدمت ضمانات للقوات التي يكن أن تقوم بذلك، لكنها حتى اللحظة تظل في إطار التهديد فقط.

المجلس العسكري في النيجر يبطل اتفاقيات عسكرية موقعة مع فرنسا
في الإطار، قال محمد علي كيلاني مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الأفريقي، إن الوضع في المنطقة الأفريقية حاليا، يعزز النضال الشعبي ضد أي تدخل محتمل.
مضيفا أن “توما سانكارا في بوركينا فاسو أصبح أنشودة الشباب الأفريقي ورمزا للاستقلال والتحرر في منطقة الساحل الأفريقي ، وأن أية محاولة لإحياء إرثه يلعب دورا في تحريك النضال الشعبي في المنطقة، التي تتنامى فيها الشعبوية المعادية لفرنسا”.
يوضح كيلاني، أن فرنسا عقب انسحابها من مالي وبوركينا فاسو من مهمة عملية مكافحة الارهاب، اتضح أنها لم تعد الشريك المثالي للحرب على الإرهاب.
ويرى أن بعض الدول ومنها مالي حتى وقت قريب كانت تتهم باريس بالضلوع في ذات الملف ( الإرهاب)، وجرى سجال في ذلك في منصات الأمم المتحدة، وهو ما دفع قادة بعض الدول الأفريقية إلى الاستعانة بروسيا في ملف مكافحة الإرهاب الأفريقي.
يذكر أن آخر محاولة انقلاب فاشلة نُفذت في النيجر كانت في مارس 2021، قبل أيام من أداء بازوم اليمين الدستورية لتولي منصبه، حيث تحركت قوة من الجيش للاستيلاء على السلطة دون جدوى.
Exit mobile version