“التصنيع العسكري” .. استثمار وتنمية واستقرار ..

فرج: التصنيع العسكري أهم ركائز القوة العسكرية

أبو الهول: الكل يتسابق في مجال التصنيع العسكري

الإمام: صانع السلاح دائما له اليد العليا

مبارك: لصناعة السلاح أبعاد سياسية واقتصادية وتنموية

تحقيق/ أحمد إبراهيم

يعد عنصر التصنيع وتحديداً التصنيع العسكري، الركيزة الأهم في تحديد مدي قوة الدول وقدرتها علي التطور، وفي ظل التحديات التي تضاعفت وتنوعت في مواجهة الدولة المصرية، والتي هي ليست فقط تحديات اقتصادية وسياسية، بل وأيضا تحديات عسكرية، فالحروب تنتشر بالمنطقة العربية وتحاصر كافة حدود مصر، كما أن دولاً كُثير من حولنا بإقليم الشرق الأوسط وبالمنطقة بدأت سابقا جديداً من نوعه وهو التسابق نحو التصنيع والإنتاج الحربي ..

حيث قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، إن الدولة المصرية وعلي رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يدعم بقوة التصنيع العسكري المصري وذلك لتحقيق سياسة تنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على مصدر واحد وتطوير التصنيع العسكري من خلال قاعدة ومنظومة صناعية عسكرية عريقة، فالتصنيع العسكري هو أهم ركائز القوة العسكرية، ومصر الآن تسوق سلاحها وتبيعه.

وأشار فرج، إلي أن معرض EDEX2023 يعد فرصة للاطلاع على تكنولوجيا تصنيع السلاح في العالم كله ومعرفة آخر ما توصلت إليه صناعة السلاح عالمياً، هذا إلى جانب كونه فرصة لمقارنة ما تصنعه مصر بما لدى الدول الأخرى من مميزات.

ونوه فرج إلي أن المعرض يُدر لمصر أموالاً طائلة، من خلال تأجير قاعات العرض لـ 400 شركة مصنعة للسلاح، فضلا عن مشاهدة الضباط المصريين للترسانة العسكرية العالمية، خاصة وأن السلاح المصري يتميز برخص سعره مقارنة بباقي الأسلحة العالمية.

وقال المحلل السياسي أشرف أبو الهول، مدير تحرير الأهرام، أن التصنيع العسكري ضرورة قصوي لأي دولة تريد أن يكون لها قرارها واستقرارها، ونحن نعيش بعالم الكل فيه يتسابق في مجال التصنيع العسكري هذا إضافة لإرتفاع أسعار الأسلحة بسبب التطور الكبير والتكنولوجيا العالية التي تستخدم في صناعة النوعيات الجديدة من الأسلحة.

وأضاف أبو الهول أن سلاح الطائرات المسيرة وهو سلاح غير مكلف يستخدم في المعارك الآن ويحقق خسائر كبيرة وإنجازات كبيرة في المعارك المتعددة، ويحقق إصابات كبيرة في معدات وآليات ثمنها مئات الدولارات، بالرغم من تكلفته المتواضعة.

وأشار أبو الهول أن سلاح المسيرات يجب أن يهتم به في الفترة الحالية إضافة لكافة أنواع السلاح التي تناسب طبيعة الوطن، الذي يتميز بمساحات شاسعة تحتاج أعداد كبيرة منن المدرعات والغطاء الصاروخي الجوي.

وقال الخبير الاستراتيجي اللواء ممدوح الإمام، إن صانع ومصدر السلاح دائما له اليد العليا علي طالب ومستورد السلاح، وذلك لأن هذا السلاح يحتاج لقطع غيار وعمارات دورية، ومن الممكن أن تتسبب قطعة غيار صغيرة في توقف المعدة والآلة العسكرية، ومن هنا كان من المهم الإتجاه لتصنيع السلاح لتحقيق إستقرار القرار.

وأضاف الإمام أن التصنيع العسكري له قواعد تصنيع وقواعد فنية ويحتاج لتمويلات وكوادر فنية، ونجاح الدولة المصرية في تحقيق تصنيع للعديد من الأسلحة يعد خطوة في الطريق الصحيح التي يتم البناء عليها، والأساس المتين لوجود لجيش مصري قوي.

وأشار الإمام أن وجود جيش مزود بسلاح قوي يحقق النهضة التصنيعية ويصب في كافة مناحي الحياة، فهو أساس الاستقرار والنهضة، ومصر تشترط الآن عند شراء معدات أو أية سلاح بالحصول علي الـ know how بل وتصنيع هذا السلاح في مصر فيما بعد.    

كما قال اللواء وليد مبارك رئيس مجلس إدارة مجموعة إيجلز إنترناشيونال ديفنس سيستمز، في ظل الصراع الدولي والإقليمي بين الدول وانتشار المليشيات المسلحة أصبح التوجه للتصنيع العكسري من الأمور الهامة والمحورية، بل وأمراً ضرورياً لا نقاش فيه.

وأوضح مبارك أن التصنيع العسكري من الصناعات المعقدة والمتعددة المراحل والتي تحتاج للتدرج والتتابع في استراتيجية ومنظومة صناعية عسكرية، فحتي في داخل كل مرحلة وخطوة من خطوات التصنيع العسكري تحتاج إلي التدرج، من فكر ودراسة وكوادر مؤهلة ومدربة علي هذا النوع من التصنيع الدقيق.

وأشار مبارك أن صناعة التسليح، ليست صناعة معنية بالأمن وتحقيق الاستقرار للدول فقط بل هي صناعة لها أبعاد سياسية واقتصادية وتنموية.

ومن دولة الإمارات العربية أوضح يوسف البلوشي مدير تطوير الاعمال شركة ايدج القابضة للصناعات العسكرية، أن الصناعات العسكرية أصبحت محوراً لتطوير الأنظمة والمنتجات التكنولوجية كافة، وكذلك تحقيق التوازان فيما يتعلق بالإنفاق العسكري، هذا إضافة لما تحققه هذه الصناعة من قيمة مضافة، سواء بتغطية احتياجات السوق المحلي من المنتجات العسكرية أو بالتصدير فيما بعد.

وأضاف البلوشي، أن التغيرات السياسية والدولية خلقت احتياجات وطلبات جديدة علي صناعة السلاح العالمي، ويتم التعامل مع هذه المتغيرات، أولاً بدراسة الأسواق العالمية ومدي احتياجها للسلاح، وما الفجوات والاحتياجات المطلوبة، وما هي القدرات أو الصناعات التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية وتم تطويرها بإضافة العنصر التكنولوجي تحديث الصناعات القائمة.

وأوضح البلوشي أن الصناعات العسكرية لها دور أساسي في تحقيق التنمية الشاملة، وأهمها وأولها الحد من الإنفاق الخارجي وتوفير العملة الأجنبية، وإضافة تكنولوجية وتقنية كبيرة لأي مجتمع أو أي دولة تهتم بتوطين هذه الصناعة، وكذلك خلق وظائف حديثة.