«الحاوي» يكتب: علاقتنا مع أمريكا مستقرة فى عهد بايدن
الكاتب الصحفي/ ماهر الحاوى
لهذه الأسباب .. علاقتنا مع أمريكا مستقرة فى عهد بايدن
بمجرد إعلان فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أثيرت تساؤلات حول العلاقة مع اكبر شريك استراتيجي لمصر فى عهد بايدن فى ظل تزايد التحديّات الإقليمية والدولية التي تواجهها مصر حالياً، وفى الوقت الذى ينظر فيه كثيرون إلى بايدن باعتباره امتداد لباراك أوباما وإدارته التى دعمت جماعة الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام لتولى سدت الحكم فى مصر بعد الاطاحة بالرئيس السابق مبارك.وسادت لدى مصر مؤخراً مخاوف من استخدام ملف حقوق الإنسان كما هو متعارف عليه من جانب إدارة بايدن للتدخل فى شئون مصر الداخلية وممارسة ضغوطات بحجة دعم ملف حقوق الإنسان.ولكن الحقيقة التي لا تقبل الشك، أن مصر بعد 30 يونيو أحدثت نوعًا من التوازن في علاقاتها الخارجية، موضحًا أن هذا التوازن أبعدها عن أي تبعات خارجية وأكسبها نوعًا من التنافسية على خلق علاقات جيدة مع الجميع، وبالتالى فإن أي مخاوف طُرحت الفترة الماضية تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، ليست منطقية؛ لأنه يجب الوثوق في الاستقلالية المصرية، ومن ثَم التعويل على الداخل المصري وقوته وصلابته لا على رغبات الخارج.واذا كان الشعب المصري لم يستسلم للتهديدات الأمريكية في 30 يونيو بقطع المعونة، وبالتالي الإرادة الشعبية هي المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية المصرية”.وفيما يتعلق بالمخاوف من إعادة دعم الديمقراطيين للإخوان، فإن الإخوان أصبحوا “ورقة محروقة لدى الديمقراطيين لن يعيدوا تدويرها مرة أخرى.وحول اللاعب والمحرك الكبير في الأزمة الليبية وهو أردوغان، فهناك ملفات كبيرة تقع في دائرة الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا –الداعم الأكبر للإخوان فى مصر وفائز السراج فى ليبيا، أصبح هناك تربص لسياسات أردوغان من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وسيكون بايدن أكثر شدة من ترامب بسبب الخلاف حول منظومة إس400 التي تهدد حلف الناتو والولايات المتحدة، والخلافات مع اليونان وقبرص وفرنسا وإحداث الفوضى في شرق المتوسط.ويعتبر ملف شرق المتوسط، نقطة اتفاق أخرى في صالح مصر،لأن الولايات المتحدة طلبت صفة مراقب داخل منظمة دول غاز شرق المتوسط التي استحدثتها مصر، وبالتالي فإن المصالح الأمريكية تشابكت مع اليونان ومصر وقبرص، إضافة إلى وجود إسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة داخل المنظمة. وبحسب ماهو قائم، فإن مصر حالياً ليست هى مصر قبل 10 سنوات، فلن يكون هناك عودة للإخوان، ولن تستطيع الولايات المتحدة قطع المعونة عن مصر والاحتمال الأكبر هو أن الدعم سيكون للمعارضة بشكل عام، وموقف بايدن المعارض لثورة 25 يناير في مصر خوفًا من صعود الإسلاميين إلى الحكم بعد سقوط الرئيس الراحل حسني مبارك، إذ قال وقتذاك: “سقوط مبارك سيصب في مصلحة التيارات الراديكالية في مصر” وهو ما كان مناقضًا لموقف أوباما الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة.ولم تشِر تصريحات بايدن خلال فترة الانتخابات إلى أي دعم لجماعة الإخوان، بل أبدى اختلافه مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في تخفيض عدد القوات المكافحة للإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء. وتصريحات بايدن الرافضة أساسا لسياسات تركيا، دليل آخر على عدم توافق الطرفين ورفض إدارة بايدن المُقبلة لتنامي التيارات الراديكالية، وملفات شرق المتوسط، والتدخل في سوريا، ومنظومة إس400 ستتفاقم وتنفجر في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتوتر علاقته مع الولايات المتحدة.كل ماسبق يؤكد أن علاقة مصر بالولايات المتحدة لن يشوبها اى تغيير خلال حكم بايدن وربما تصبح أكثر استقرارا وتعاون فى النواحى السياسة والاقتصادية لأن ذلك ببساطة يصب فى مصلحة الجانبين.