رغم الوساطة العمانية والعراقية، تظل العلاقات الإيرانية المصرية محلّ ترقب، وسط تصريحات بصورة أكبر من الجانب الإيراني وتحفظ مصري.
في أوقات سابقة، رجحت مصادر تقدم الحوار بين الجانبين، وكان من المقرر أن تعلن عن خطوات عملية، لكن التصريحات الأخيرة للخارجية الإيرانية تشير إلى ما يشبه الجمود، أو الخلاف حول بعض النقاط.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، إنه إذا رغبت مصر في استئناف العلاقات مع طهران، فسوف ترد الأخيرة على ذلك بخطوة مماثلة.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس الاثنين، نقلتها وكالة أنباء “فارس”.
وقال كنعاني: “موقف الحكومة الإيرانية الحالية إزاء أولوية تعزيز العلاقات مع الدول الجارة والإسلامية، هو واضح وصريح”.
تعليقًا على تصريحات الخارجية الإيرانية، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير رخا أحمد حسن، إن بعض الملفات ما زالت محل اختلاف في الرؤى بين مصر وإيران.
وأضاف أن علاقة إيران ببعض الجماعات التي هي على صلة بجماعة الإخوان، وفروعها، تحتاج إلى توضيح.
ويرى أن “القاهرة بحاجة لتوضيح إيراني بشأن هذا الملف، كما يتضح من التصريح الإيراني الأخير، أن طهران لا تريد التوضيح أو الالتزام في هذا الجانب، وقد يرى الجانب الإيراني أن الأمر خاص به، في حين أن القاهرة ترى أنه تنظيم مصنف ضمن الجماعات الإرهابية، ما يتطلب التعاون لمعرفة طبيعة العلاقة، وهو ما يفترض أن توضحه طهران”.
وفق الدبلوماسي المصري، فإن سلطنة عمان والعراق لعبا دور الوساطة على مدار الفترات الماضية، بحكم العلاقات الوثيقة بينهما وبين إيران، مرجحًا أن تناول رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني للملف خلال زيارته الحالية للقاهرة.
ولفت إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي للقاهرة التي تهدف بشكل رئيسي للتوافق على مذكرات التفاهم السابقة ووضعها محل التنفيذ، ربما يتناول الجانب السياسي فيها الملف الخاص بالعلاقات بين القاهرة وطهران.
وأشار إلى أن الأمر في الوقت الراهن يتوقف على رغبة الأطراف، خاصة أن المفاوضات بين الجانبين بدأت منذ التسعينيات، لكنها كانت كل مرة تتوقف عند نقطة محددة، في حين أنها تقدمت في الوقت الراهن لمستويات مهمة من التفاهم والتوافق لإعادة العلاقات.
وفي 30 مايو الماضي، أوعز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر.
ووقتها، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في مؤتمر صحفي إن “الرئيس الإيراني أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات قائد الثورة علي خامنئي”.
وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أكد، قبل ذلك بيومين، أن بلاده ترحب باستعداد مصر لاستئناف العلاقات مع طهران.
وجاء ذلك، بعد أيام من قيام سلطان عمان هيثم بن طارق، بزيارة لمصر استمرت يومين، حيث ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بما في ذلك، علاقات القاهرة مع طهران، وفقًا للمسؤولين.