’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق: السجائر الإلكترونية ما لها وما عليها
تعد السجائر الإلكترونية بدائل شائعة للسجائر العادية، ولكن هل هي آمنة؟
لم يتم اعتماد السجائر الإلكترونية من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كوسيلة مساعدة للإقلاع عن تدخين التبغ، وبالتالي هي ليست وسيلة حقيقية للاقلاع عن التدخين. فضلا عن استخدامها من قبل غير المدخنين على أعتبار أنها آمنة ولا ضرر منها.
اكتشف الباحثين أن التدخين الإلكتروني يسبب السرطان وضعف الذاكرة وتصلب الشرايين، فقد كشفت دراسة جديدة عن المخاطر الصحية والمضاعفات التي تتسبب فيها السجائر الإلكترونية، والتي تضيف تفنيدا جديدا لمزاعم القائمين على تصنيعها بأنها آمنة تماما وبديل صحي عن سجائر النيكوتين التقليدية، أن تدخين السجائر الإلكترونية يصيب مدخنيها بالتهابات في المعدة والأمعاء.
اكتشف علماء مركز أبحاث موورس بجامعة كاليفورنيا، أن استخدام السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين على نحو مزمن، يتسبب في ارتشاح المعدة، مما يؤدي إلى تسرب الميكروبات وجزيئات أخرى، مؤكدين أن ذلك يصيب المدخنين بالتهابات مزمنة. وأن تلك الالتهابات يمكن أن تساهم بدورها في الإصابة بعدة أمراض تشمل ضعف الذاكرة وبعض الأمراض السرطانية والتهاب الأمعاء وتأليف الكبد ومرض السكر والتهاب المفاصل وتصلب الشرايين.
وقد تبين أن عقاري، بروبولين جلايسكول، وجلايسيرول، تتسببان في الإصابة بالالتهابات، وأن تسخينهما للحصول على الدخان يؤدي إلى ظهور عديد من المواد الكيميائية الأخرى، مما يسبب الإصابة بالأضرر لبطانة المعدة.
هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تثبت كيف تؤدي السجائر الإلكترونية إلى تعرض المعدة للأمراض البكتيرية، مما يؤدي إلى الالتهابات المزمنة وغيرها من المتاعب الصحية.
النكهات المضافة للسجائر الإلكترونية تضر بالقلب، حيث تعمل على تعطل النشاط الكهربائى الطبيعى له. وتشير الدراسات إلى أن النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى التى تدخل جسم الإنسان عن طريق التدخين الإلكترونى تسهم بصورة مباشرة فى تلف الرئة والقلب.
النتائج التي تم دراستها على الخلايا وفئران التجارب، أشارت إلى أن التدخين الإلكتروني يتداخل مع الأداء الطبيعي للقلب ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في نظم القلب، وفى خلايا عضلة القلب لدى الفئران.
وأن هذه المواد الكيميائية المنكهة المضافة إلى أجهزة التدخين الإلكتروني يمكن أن تزيد الضرر بما يتجاوز ما يمكن أن يفعله النيكوتين وحده.
كما تبين أن الفئران التي تعرضت للتدخين الإلكترونى، كانت أكثر عرضة لاضطراب نظم القلب غير الطبيعي والخطير المعروف بإسم تسرع القلب البطيني مقارنة بالفئران الضابطة.
كما إن استخدام السجائر الإلكترونية يُزيد بقوة من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة مثل الربو أو التضخم . كما أن بخار السجائر الإلكترونية الذي يُفترض أنه غير ضار، يمكن أن يضر بصحة الأوعية الدموية.
وقد حذر أطباء الأسنان منها لأنها تزيد احتمالات الإصابة بأمراض اللثة والتهابات الفم، وتؤدي إلى حدوث خلل في الميكروبيوم الفموي الذي يؤدي دورًا أساسيًّا في الحفاظ على التوازن الصحي، فتُحدث تغييرًا في المحيط البكتيري للفم، الذي يضم بكتيريا وكائنات دقيقة أخرى، ما يجعل مستخدميها أكثرَ عُرضةً للالتهابات والعدوى.