كشفت تقارير أن السفير الإسرائيلي في أبوظبي، أمير حايك، أجرى محادثة هاتفية، أمس الأربعاء، مع وزيرة الدولة الإماراتية، ريم الهاشمي، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي، لمناقشة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى.
وأكد حايك في المحادثة أن “إسرائيل تتوقع من دولة صديقة مثل الإمارات تهدئة الأجواء، بدلا من تضخيم الأمر”.
من ناحيتها، أبدت وزيرة الدولة الإماراتية، ريم الهاشمي، في المحادثة الهاتفية مع السفير الإسرائيلي في أبوظبي “استعدادها لتهدئة الوضع، ولكنها أوضحت كذلك موقف أبوظبي الحساس كممثل لجامعة الدول العربية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يرغب في الحفاظ على المصداقية كقوة توازن في المنطقة”.
واقتحم الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى في القدس يوم أمس الثلاثاء، مما أثار غضب الفلسطينيين، وخلف إدانات عربية ودولية واسعة، وحذرت الولايات المتحدة من خطوات قد تضر بالوضع الراهن.
والوضع الراهن، أو ما يعرف بالإنجليزية بـ “ستاتس كو”، هو ذلك المتعلق بإدارة الأماكن المقدسة في القدس الشرقية منذ إقراره في العهد العثماني.
وينص الوضع الراهن، بما في ذلك على أن المسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين فقط وتحت إداراتهم.
واستمر الوضع الراهن (القائم) خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين (1920-1947) ولاحقا في العهد الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي لتغيير الوضع الراهن، عبر تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين، وبدأت إسرائيل في السماح للمستوطنين اليهود بتنفيذ اقتحامات للأقصى منذ عام 2003.
وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى منذ توليه مهام منصبه وزيرا للأمن القومي يوم الخميس الماضي، ضمن حكومة شكلها نتنياهو من أحزاب أقصى اليمين الديني والقومي.
إلا أن الوزير المتشدد لطالما أشعل توترات جارفة في المدينة المقدسة بعد اقتحامات سابقة للمسجد قاد خلالها عشرات المستوطنين، كما تسبب اقتحامه لحي الشيخ جراح في المدينة في مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جهة وسكان الحي الفلسطينيين.