أكد الأكاديمي والباحث السياسي، أحمد الركبان، أن “المملكة العربية السعودية لديها شروط وضوابط فيما يخص تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وأوضح الركبان أن “على الحكومة الإسرائيلية الانصياع للطلبات والشروط السعودية، وفي مقدمتها القدس عاصمة لفلسطين وعودة اللاجئين واسترداد الأراضي التي تم بناء مستوطنات عليها”.
وأضاف أن “الرياض سوف تشترط على البيت الأبيض إنهاء بعض الصفقات حتى تمرر التطبيع مع إسرائيل إن تم، ومنها زيادة التسلح السعودي من دون شرط، وامتلاك الصناعة النووية السلمية، حتى تقاوم إيران وإسرائيل على حد سواء”.
وفي نفس الوقت، رأى الركبان أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يستطيع تمرير هذه الصفقة، في ظل معارضات كثيرة داخل الولايات المتحدة، لكن هناك انتظار لموقف البنتاغون، خصوصا مع فتور العلاقات مع الرياض، واتجاه السعودية لحلفاء أكثر نضجا ورشدا مثل الصين وروسيا”.
ولفت إلى أن “العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة متجذرة، وهي حليف استراتيجي للمملكة، حتى وإن صحبها بعض الفتور بين الجانبين خلال فترتي بايدن وأوباما، بسبب دعمهم لبعض الجماعات خاصة الإخوان، وكذلك دعم إسرائيل في كثير من الملفات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية”.
وعن موافقة إسرائيل على المطالبات السعودية، وضغط واشنطن في اتجاه تطبيقها، قال إن “الرياض لا يعنيها الضغط الأمريكي من عدمه على حكومة إسرائيل، ولكن المملكة تريد تحقيق مصالحها مع دول عديدة”.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد أن “اتفاقا ربما يكون في الطريق مع السعودية، بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي مع مسؤولين سعوديين في جدة بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة وإسرائيل”.
وقال بايدن، للمساهمين في حملة إعادة انتخابه لعام 2024 في حدث أقيم في فريبورت بولاية مين، إن “هناك تقاربا ربما يكون جاريا”، ولم يذكر أي تفاصيل عن الاتفاق المحتمل، وذلك حسب قناة “i24news” الإسرائيلية.
كما قال الرئيس الأمريكي، في الآونة الأخيرة، إن “إسرائيل والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما”.
وأضاف بايدن أن “السلام مع إسرائيل سيعتمد على ما هو مطلوب من المملكة لتحقيق التطبيع، مثل تحالف أمني بين الرياض وواشنطن وإسرائيل، ولكن أيضا ما يمكن أن يحصل عليه في المقابل، وهو برنامج نووي مدني”.
وفي أكثر من مناسبة، تحدث مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية.
لكن الرياض أكدت مرارا أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002، وتنص على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.