أخبار عربية ودولية
الغرب يدير الصراع في الشرق الأوسط وفق مصالحه
وجه خبراء تحذيرات من اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، في ظل إصرار واشنطن على إدارة الصراع مع محور الشرق، من أجل تنفيذ أجندتها ومصالحها الخاصة.
منذ فترة تعمل واشنطن ودول الغرب للحد من التقارب العربي والأفريقي مع دول الشرق، وفي المقدمة منها روسيا والصين، وذلك على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وفق الخبراء، فإن استمرار الحرب في غزة، وما تبعها من عمليات على الحديدة اليمنية، وجبهة لبنان المرشحة للتوسع، تشير إلى إصرار الغرب على الإمساك بمفاتيح المنطقة، بتوسيع رقعة الصراع أو إنهائه، بما لا يخرج عن مصالحها وأجندتها.
ماذا بعد صعود ترامب
ويرى الخبراء أن الفترة المقبلة في حال صعود ترامب، قد تحمل تغيرات على مستوى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران، وفصائل المقاومة بالمنطقة.
ردت وزارة الخارجية الصينية على تصريحات للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال خطاب قبول ترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة، بأنه “سيعيد السلام إلى العالم”، وتحذيره من أن “شبح الصراع المتزايد يخيم على تايوان وكل آسيا”.
وقال المتحدث باسم الوزارة، لين جيان، في مؤتمر صحفي، الجمعة، إن “مسألة تايوان هي شأن داخلي محض للصين، ولا تحتمل أي تدخل خارجي، ونحن نعارض جعل الصين قضية في الانتخابات الأمريكية 2024”.
وردا على طلب التعليق في المؤتمر الصحفي، حول تصريح لرئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، أنه إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة ستتخذ موقفا متشددا تجاه بكين، قال لين جيان: “الانتخابات الرئاسية هي من الشئون الداخلية للولايات المتحدة، لن أعلق على ذلك، نحن نعارض جعل الصين قضية في الانتخابات”.
رسائل غربية
من ناحيته، قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن “إسرائيل أرادت من وراء عمليتها التي أسمتها (اليد الطولى) باليمن، توجيه رسائل حول قدرتها العسكرية إلى إيران ولبنان والمقاومة العراقية، ليرسم منها نتنياهو صورة إنجاز يصطحبها معه في زيارته إلى الولايات المتحدة، بعدما عجز عن تحقيق أي هدف سياسي في حربه على غزة”.
وأضاف أن نتنياهو يريد من وراء قصف الحديدة تصوير إسرائيل أمام الإدارة الأميركية، وخاصة أمام المرشح الرئاسي دونالد ترامب، على أنها رأس حربة في المواجهة الأطلسية مع إيران.
وتابع: “ترامب يرفض إبرام أي صفقة خاصة بالمفاعل النووي الإيراني، بل هو الذي أعلن عام 2018 ضمن خطابه عن أحوال الأمة التوجه لاجتثاث أذرع إيران في الشرق الأوسط”.
واستطرد: “الوقائع تشير بقوة إلى احتمال أن تصبح مواجهة اليمن ضمن الأولويات الأساسية للهجمة الأمريكية الأطلسية الإسرائيلية من أجل إعادة فتح الملاحة والتجارة الدولية، بأمان في البحر الأحمر ومحاولة إسقاط العائق اليمني الاستراتيجي أمام تنفيذ خط التجارة الهندي نحو أوروبا، والذي يحاول الغرب إنشاءه بمواجهة مشروع “الحزام والطريق” الذي يعمل محور الشرق على إقامته”.
وتابع: “السؤال الأساسي الذي يطرح الآن، يتعلق بما إن كانت إسرائيل ومن ورائها أمريكا تنفيذ كل هذا المخطط ضد اليمن والمنطقة بأسرها ؟”.
تغير موازين القوى
ولفت الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إلى أنه من المحتمل أن توجه اليمن ضربة قوية لإسرائيل تسقط ورقة نتنياهو أمام الكونغرس وتبتر يده الطولى، بالإضافة إلى أن زمن استفراد إيران لم يعد موثوقا، في ضوء تحالف طهران مع روسيا والصين ومنظومة “دول البريكس”، إضافة إلى أن خطط واشنطن نحو المنطقة العربية لم تعد تنساب بسهولة، في ظل المواقف المستقلة لعدد من الدول العربية التي تحترم سيادتها الوطنية مثل مصر وتوجهها نحو الشرق، تسليحا وتنمويا.
وكذلك إصرار السعودية على بيع النفط للصين بالعملة المحلية، وليس بالدولار.
واستطرد: “ثم تأتي حرب الإبادة في غزة وآثارها الضخمة والدعم الأمريكي المفتوح لجرائم الحرب الإسرائيلية، وتهاوي سمعة أمريكا عالميا، وتسارع التحولات في أوروبا”.
ويرى أن كل الوقائع تشير بوضوح إلى أن المستقبل المنظور لم يعد مرهونا بالقبضة الأمريكية، بقدر ما أصبح متجها نحو اليد المفتوحة الممتدة من محور الشرق.
رفع كلفة المواجهة