أشار الباحث في تاريخ العلاقات الدولية سمير أيوب إلى أن الصراع القائم بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كشف حقيقة السياسة التي تتبعها واشنطن مع حلفائها.
ونوه أيوب بأن هذه السياسية التي تتبعها أمريكا مع حلفائها تقوم على السيطرة والهيمنة والاستمرار في ركوب سياسة القطب الواحد التي اعتمدتها واشنطن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عندما استغلت الأوضاع التي كانت سائدة في حينها لفرض هيمنتها وإملاءاتها على العديد من دول العالم.
وشدد أيوب على أنه لا يمكن الاستمرار بهذه السياسة التي أتت بالحروب والويلات على العديد من الدول بسبب السياسات الأمريكية الهدامة من خلال تدخلّها في الشؤون الداخلية للدول وشنّها عمليات قصف واجتياح كما حصل في العراق وأفغانستان، إضافة إلى التدخلات عبر ما سمّي بالثورات الملوّنة بهدف ضرب أي دولة أو نظام يشكل عائقا أمامها أو لا يقيم علاقات جيدة مع واشنطن.
وتابع أيوب: “هناك دول وقفت إلى جانب روسيا دعما لتغيير السياسة العالمية وأخذ هذا الطابع يلقى ترحيبا وتوسّعا كبيرا وبرز من خلال مجموعات دولية مثل قمة شانغهاي وحلف “بريكس” وغيرها وبالتالي هناك دول ترغب بأن يكون لها دور رائد في السياسة العالمية”.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
طائرات انتحارية روسية تباغت القوات الأوكرانية في أوكارها
وأضاف أن “أمريكا لا تريد التسليم بهذا الوضع لذا افتعلت مشاكل وفجرت نقاطا ساخنة في العالم لاستفزاز الدول كما حصل مع روسيا من أجل فرض عقوبات مالية قاسية على العديد من البلدان على غرار ما حصل مع كوريا الشمالية، إيران، سوريا، الصين وروسيا”.
ورأى أيوب أن “فشل الهجوم الأوكراني على جبهة القتال ينعكس تخبّطا في الدول الأوروبية وكذلك داخل الولايات المتحدة الأمريكية حيث برز ذلك في النقاش بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يخص الإغلاق الحكومي من عدمه ولم يتم التوصل إلى اتفاق إلا عند استثناء مسألة المساعدات إلى أوكرانيا، ما يدلّ على فشل أمريكي أوروبي في تحقيق أي نتائج إيجابية من خلال دعم نظام كييف لإضعاف روسيا”.
مدرعة غربية سلمت لأوكرانيا تنفث دخانا ساما يفتك بطاقمها
وأشار أيوب إلى أن أوروبا خسرت مبالغ مالية ضخمة نتيجة تمويل أوكرانيا ذهبت سدى، فالمساعدات العسكرية وحدها تقدر بما يقارب 27 مليار دولار، متحدثًا عن مخاوف أوروبية كبرى على مستوى الانعكاسات العسكرية إذ أنه في حال لم تقبل الأطراف الأخرى بالجلوس إلى طاولة مفاوضات مع روسيا لدرس وقبول المطالب الروسية المشروعة التي طرحتها قبل بدء العملية العسكرية قد ينعكس ذلك بتغيير روسيا استراتيجيتها العسكرية وتوسيع العملية العسكرية.
وتعليقا على كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن بلاده تعتزم تطوير العلاقات مع طهران، توقّع أيوب أن نشهد تطورا جذريا في العلاقات بين الدولتين لتصل إلى نوع من الحلف الاستراتيجي بفضل صمود إيران أمام العقوبات الأمريكية والاستمرار في التطور والنمو، لافتًا إلى أن روسيا كذلك الأمر تمكنّت من الصمود والالتفاف على أكثر من أربعة عشر ألف عقوبة أمريكية.
وتابع: “ما يشدد عليه بوتين هو أن موسكو استطاعت البدء ببناء أسس لعالم متعدّد الأقطاب بعد فشل العقوبات على روسيا أي أنها مقابل النافذة التي أُغلقت مع أوروبا فتحت بابا واسعا مع العديد من دول العالم وخاصة دول العالم الثالث المؤثرة والتي بات لها وزن اقتصادي مثل الصين والهند وباكستان ووزن سياسي أيضا كإيران”.