المقاطعة مساندة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي
فكرة المقاطعة انتهجتها الشعوب العربية الحرة لتكون رديفاً لحركات المقاومة المسلحة في مواجهة المحتل الإسرائيلي وداعميه، هذه الوسيلة لجأت إليها الشعوب العربية، وأبدت موقفاً مشرفاً مما يجري في انتهاكات فظيعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ونتيجة لعدم قدرتها على أن تكون جزءاً من المعركة الوطنية المسلحة في مواجهة العدو، تعكس اهتمامات واسعة في سبيل تغيير في السياسات الإجرامية، وتعطيل في سلاسل التوريد، وتقليل الطلب، وإحداث خسائر اقتصادية للكيان المستهدف.
منذ انطلاق انتفاضة الأقصى في عام 2000، بدأت تتصاعد فكرة المقاطعة كنوع من أنواع نضال الشعوب العربية والإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولعل أبرز تجليات هذا التغير في الرأي العام هو تزايد حملات المقاطعة العربية للمنتجات والمؤسسات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.
حملات المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ليست بجديدة، فهي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي حين بدأت بمقاطعة بضائع الإسرائليين اقتصادياً وتوسعت لتشمل مجالات أخرى، وهو فعل تضامني مكمل لجميع أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي ثقافة تبدأ من المقاطعة الاقتصادية بهدف جذب وتوعية شرائح المجتمعات عامة وإرشادهم على هذه الثقافة لاعتمادها لاحقاً كأسلوب للحياة، ومن ثم تتطور لتصبح مقاطعة تشمل مختلف الجوانب السياسية والثقافية والرياضية والمقاطعة الأكاديمية، وإحداث صدمة توازي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال.
لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة يعطي دفعة قوية لحملات المقاطعة مع انتشار صور ومشاهد مروعة وتقارير عن الدمار والضحايا الفلسطينيين عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فنحن نعيش اللحظة التاريخية المناسبة لكشف نازية الصهاينة، والتأثير في الأفراد وشرائح واسعة من الرأي العام العالمي وفي الاصطفافات السابقة، ولإطلاق حركة عالمية لدعم القضية الفلسطينية، وبالتالي مثل هذه الصدمة التاريخية وبهذا الحجم ستُحدث مراجعات على مستوى الأفكار والمواقف المسبقة والسرديات والصور النمطية السائدة واتجاهات الرأي العام، وتوفر اللحظة المناسبة لإعادة تموضع شرائح ومجموعات واسعة من الشعوب والجماهير والنخب في مختلف بلدان العالم.
ينبغي علينا تحمّل المسئولية، وعلى كل فرد أن يقوم بدوره، ويسأل نفسه: أي نوع من المساندة أستطيع القيام بها في هذه المرحلة التاريخية، التي فتحت عملية “طوفان الأقصى” وتداعياتها آفاقاً جديدة فيها؟ مع التأكيد المستمر والتذكير بضرورة القيام بحملات المقاطعة، إضافة إلى المبادرة المتنوعة في كشف ممارسات العدو الصهيوني وتعميم ونشر أي صورة من الصور التي تكشف وحشية وهمجية الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني، ومطالبين بالتالي:
1- المشاركة في النشاطات والفعاليات (مسيرات، مظاهرات، اعتصامات، ندوات) التي قد تساهم بالضغط على مواقف الدول والرأي العام.
2- المشاركة بمواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على العدو ورفع معنويات أهلنا والرد على المتآمرين والمتخاذلين والمرجفين.
3- نشر الوعي بأن معركتنا معركة بين حق وباطل بين الإسلام من جهة واليهود والصليبيين من جهة أخرى.
4- التبرع بالمال ولو بشيء يسير وتسليمه لأهل الثقة.
5- المشاركة في مقاطعة كافة سلع ومنتجات ومؤسسات وشركات ومطاعم التي تقف بجوار الأعداء.
6- الوقوف بكل قوة بوجه الدعوات إلى أشكال التطبيع، فكل تطبيع يعد طعناً وخنجر غدر في قلب الشعب الفلسطيني وخاصرة الأمتين العربية والإسلامية.
7- المساهمة في نشر ما أفرزته معركة “طوفان الأقصى” من حقائق مفجعة وجرائم مروعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي وفضح ادعاء الغرب بالحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وأن كل ما يزعمونه كذب وافتراء وتزوير للحقائق ولواقعهم الإرهابي الفاشي.
8- الحرص كل الحرص على الاستمرار في نصرة أهل غزة ومؤازرتهم، ولا ينبغي بسبب طول وقت المعركة وتكرار مشاهدة الدمار والموت أن يثبط ذلك من الهمم والعزائم.
9- تجديد الدعوة لكل فرد له اهتمام واختصاص يختلف عن الآخر (الخطيب – الشاعر – الرسام – الفنان – المنشد – المصور – الصحفي) لذلك فليساهم كل واحد منا حسب طاقته وقدراته.