“أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم.. إلى ربى حزينة كوجه المجدلية.. إلى القباب الخضر والحجارة النبية”.
بكل هذا الشجن الذي سطره نزار قباني في الذكرى العشرين لنكبة فلسطين، صدحت حناجر أعضاء الأوركسترا الوطنية السورية في أوبرا دمشق، في ذكرى مرور ثلاثة أرباع قرن من الزمان، على تلك النكبة التي لا زالت جذوتها متقدة في نفوس أحرار العالم.
“شدوا بعضكم يا أهل فلسطين.. شدوا بعضكم”، مقطوعة أخرى من الرسالة التي صدحت بها الأوركسترا، تأكيداً على الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الحرب المتجددة التي ما فتئت ترهق دماءهم على مدى عقود طويلة.
خلال الأمسية التي أقيمت على مسرح دار الأوبرا بدمشق بعنوان “إلى فلسطين”، أعادت الفرقة الوطنية السورية، بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، توزيع سلسلة من الأعمال الفنية الفلسطينية والعربية التي تؤرخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وزيرة الثقافة السورية، الدكتورة لبانة مشوح، أكدت في حديثها لوكالة “سبوتنيك” أن أمسية “إلى فلسطين” تحمل في مضامينها رسالة إلى العالم، أن القضية الفلسطينية ستبقى متقدة في قلوب السوريين وأحرار العالم”.
وأضافت الدكتورة مشوح، أن “الأحداث الأخيرة والعدوان الإسرائيلي على غزة، هو بداية النهاية لانتهاء هذا الظلم بحق الفلسطينيين، مهما طال الأمد”، مشددة على “حتمية انتصار الشعب الفلسطيني، وتحرير أرضه، لأنهم صبروا وجاهدوا، وذلك يعني أنهم منتصرون”.
أما المايسترو عدنان فتح الله، فقد أشار خلال حديثه لـ “سبوتينك” إلى “أثر الموسيقى الإيجابي في إيصال رسائل الوفاء والتضامن مع الشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى “أهمية الكلمة التي تحمل قيمة فكرية وثقافية، وتلامس في طياتها أوجاع المظلومين، كونها وسيلة الموسيقيين للتعبير عن تعاطفهم”.
“إلى فلسطين خذوني معكم”
وأكد فتح الله، أن “الموسيقى ليست محصورة في ظرف أو زمان معين، بل حاجة ملحة، تنقل من القلب إلى القلب، رسائل التعاطف والتضامن، لذلك جاءت أمسية “إلى فلسطين” الموسيقية”.
“إلى فلسطين خذوني معكم”
من جهتها، قالت الفنانة سيلفي سليمان أن: “أمسية (إلى فلسطين) رسالة مساندة وتضامن مع فلسطين الجريحة والمظلومة، وعلينا التعبير بكافة الوسائل المتاحة”.
وقدمت الفنانة سليمان خلال الأمسية، أغنية “أصبح عندي الآن بندقية”، من كلمات الشاعر نزار قباني وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب.
بدوره، أوضح المدير الإداري للفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية، الفنان محمد زغلول، في حديثه لـ “سبوتنيك” أن: “كل شخص مطالب من موقعه، تقديم رسالة دعم”، مضيفاً: “بالرغم من كل الظروف التي تعيشها سوريا، نحن كموسيقيين سوريين، نقدم رسالة محبة وسلام وانتماء للقضية الفلسطينية، مشدداً على المقاومة والصمود في الأرض حتى تحقيق النصر”.
وتابع زغلول: “من هذا الصرح الحضاري في دمشق، نؤكد أن موسيقانا أعلى من رصاصهم، فالموسيقى لا تموت، تبقى حية على الأرض.