صرح خبراء بأن الموقف الأمريكي من الحرب على غزة ومساندتها لإسرائيل يعزز استراتيجية توازن العلاقات العربية مع الأقطاب الدولية، والابتعاد تدريجيا عن واشنطن.
ويرى الخبراء أن “الموقف السلبي الأمريكي من القضية الفلسطينية والداعم لإسرائيل يدفع نحو تمدد الصراع إلى مناطق أخرى، وهو هدف غربي مفاده تقسيم المنطقة وإضعافها، للإبقاء على هيمنتها في الشرق الأوسط”.وفق تقارير إعلامية، فإن ممثلي مجموعة الدول العربية الست سلموا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، ورقة سياسية تشكل أساسا لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وضمت المجموعة وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقوم على إنشاء مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية خلال فترة لا تزيد عن ثلاث سنوات، كما طلبت المجموعة من بلينكن دراسة الورقة وتقديم رد أمريكي بشكل عاجل، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
بشأن مسار العلاقات العربية – الأمريكية خلال الفترة المقبلة، يقول المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن “جوهر العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية ستينيات القرن الماضي وحتى الآن مع العرب، يستند إلى سعي أمريكي لتحويل إسرائيل من كيان محتل لفلسطين، إلى دولة طبيعية قوية وسط دول ضعيفة”.
وأن “الموقف الأمريكي يعود إلى توجه استراتيجي دائم لدى كل إدارات البيت الأبيض، بمنع أي اجتماع عربي، سواء كان وحدة أو تفاهما أو تضامنا أو تكاملا، حسب توصيات معهد بروكينغز، وأن وجود إسرائيل هو الذي يسهم بقوة في تحقيق الهدف”.
استراتيجية واشنطن
واستطرد الرز، بالقول: “عندما غزت أمريكا العراق، كان أول قرار اتخذته هو حل الجيش العراقي، وثانيها كان صناعة دستور للعراق دستور برايمر، الذي يتضمن بنود الفيدرالية، مع إلغاء هوية العراق العربية”.
وأردف، قائلا: “بدأت التحضيرات لإقامة شرق أوسط جديد بنموذج “كومنولث عبري” بعد تدمير الوحدات الوطنية العربية، والجيوش الوطنية وتهديم مقومات التنمية والتقدم العربية”.
وتابع: “كانت التجربة في ما سمي الربيع العربي لكنها سقطت بثورة 30 يونيو في مصر، ثم تداعت في مختلف الدول العربية، وبدأت مقدمات صحوة عربية نحو تعدد الأقطاب عالميا”.
وأضاف الرز: “بدأت بعد ذلك مرحلة الشراكات في دول “بريكس” ومنظمة “شانغهاي”، والاتفاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين، وصولا إلى المرحلة الحالية التي انتهزت فيها أمريكا ومعها دول الأطلسي ظاهرة “طوفان الأقصى” في غلاف غزة، لتسارع إلى التواجد في البحرين الأبيض والأحمر”.
ويرى أن “واشنطن تعمل على توسيع دائرة الصراع الحروب في كل المنطقة ونشر الفوضى فيها، تمهيدا لإعادة رسم خرائطها وفق ذات المشروع الشرق أوسطي، الذي يستهدف سبع دول عربية في مرحلته الأولى”.
هل واشنطن حليف يؤتمن؟
وشدد الرز على ضرورة أن تعي الدول العربية أن “الخلاف مع أمريكا، قد يسبب مشكلة، لكن الصداقة معها تسبب كارثة”.
ولفت إلى أن واشنطن “قطب عالمي غير مؤتمن لا على معاهدة ولا على اتفاق، ومن مصلحة كل نظام عربي، وضع مصالحه الوطنية حيث توجد ضمانات تفتح السبل نحو مستقبل آمن له ولمواطنيه”.
فيما يقول الدكتور عايد المناع، الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، إن “العلاقات العربية الأمريكية لم تكن مستقرة، باستثناء العلاقات بين واشنطن ومجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية”.
وأن “العديد من الدول العربية تتجه شرقا لإقامة علاقات أكثر وضوحا، خاصة مع الصين وروسيا”.
ولفت إلى أن “الكويت كانت سباقة للتعامل مع الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي، في ستينيات القرن الماضي”.
الجزائر تعزز تموقعها الاقتصادي بزيارة تبون إلى الصين
التقارب مع روسيا والصين