. د جودة عبد الخالق : بدعة تجارية لخدمة آلة الإنتاج الرأسمالي الجهنمية
. سعاد الديب :تروج للسلع الإستهلاكية والترفيهية
. محي العربي : توفر فرصة تسويقية لعملاء جدد لمنتجات الشركات
. نور أبو الدهب : العائلات تقبل عليها لتوفير الآمان والخدمة الجيدة بها
شهد العقدين الأخرين ظهور شكل جديد من التجمعات التجارية والتي توفر خدمات ترفيهية وتجارية وتسويقية وتستخدم لذلك العديد من طرق وأساليب الدعاية لجذب أكبر قدر ممكن من العملاء المترددين عليها وبلغت قيمة الإستثمارات بهذه التجمعات أو المولات التجارية ما يقرب من 100 مليار جنية وتستهدف العديد من شركات العقارات بناء الجديد من هذه التجمعات وفي أماكن مختلفة سواء بالقاهرة أو حتي بمختلف محافظات الجمهورية
حيث قالت د سعاد الديب رئيس الإتحاد النوعي للجمعيات الإستهلاكية بمصر أن وجود تجمع تجاري يجمع بين أكبر عدد من السلع هو فكرة إقتصادية من الدرجة الأولي لأنها تقوم بتجميع المنتجات بمكان واحد مما يوفر الكثير من الجهد والوقت ومصاريف الإنتقال للمستهلك وكذلك يتيح للمستهلك حرية المقارنة وتوفير فرصة أكبر لشراء السلعة الأفضل
وأشارت الديب إلي أن ما يحدث بمصر ليس في صالح المستهلك لأن هذه المولات التجارية أغلبها خارج القاهرة وبعيدة بعض الشئ عن التجمعات ذات الكثافة السكانية كما أن أسعار المحالات الموجودة بهذه التجمعات التجارية يكون مبالغ فيها جدا لذلك تجد أسعار المنتجات والسلع بهذه المولات التجارية مرتفعة جدا حتي عن مثيلتها بالمحال التي تبعد عدة مترات من المول نفسه مما يعد عبئا علي المستهلك وزيادة بمعدلات الإنفاق للمترددين علي هذه المولات والتي يوجد بأغلبها توكيلات تجارية لماركات وصناعات عالمية
وأكدت الديب أن هذه التجمعات التجارية لا يوجد بها سوي السلع الترفيهية الإستهلاكية ومن النادر ان تجد مولا تجاريا به منتجات صناعية خاصة المصرية لذلك فإن هذه التجمعات التجارية الموجودة بمصرلا تصب من قريب أو بعيد في صالح المستهلك المصري بل علي العكس تماما وكذلك أيضا هي لا فائدة لها بالنسبة للصناعة الوطنية المحلية .
ومن ناحية أخري أكد محي محمود العربي الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات ومصانع العربي أن هذه النوعية من المولات لها أهمية تسويقية كبيرة لتسويق المنتجات الصناعية خاصة أن هذه النوعية من التجمعات التجارية تستهدف نوعية عميل تختلف كثيرا عن نوعية العميل الذي تستهدفه المجموعة من خلال الوكلاء الموجودين لها بكافة نواحي الجمهورية فالشركة يوجد لديها منفذان تسويقيان بمولان تجاريان وهذان المنفذان يحققا مبيعات جيدة للشركة كما أن التجمعات التجارية أو السلاسل البيعية هي سياسة تسويقية متبعة بالكثير من دول العالم وتحقق نجاحا كبير وروجا للمنتجات خصوصا المستحدثة من قبل الشركات المنتجة والتي تعد إختبارا جيدا لهذا المنتج ومتي قدرته علي المنافسة تسويقيا
وأشارت نور أبو الفتوح إستشار تسويق “مولات” تجمعات تجارية ان أهمية هذه النوعية من المولات تكمن في قدراتها علي تجميع أعداد كبيرة من المحال التجارية في مكان واحد مما يوفر الكثير من سبل الراحة فالمكان مصصم بشكل جيد من ناحية الديكور أو الإضاءة او التكيف فالمول التجاري يهدف لتقديم خدمات كثيرة جدا مما يسب الراحة سواء في عملية الشراء نفسها أو في توافر أماكن للسيارات جراجات
وأكدت نور أن المول التجاري يكون آمن بالنسبة للعائلات والأطفال خاصة فأغلب المولات تقدم أنشطة ترفيهية للاطفال وأغلب العائلات تقبل علي هذه الأماكن الترفية لشعورها بالأمان علي أطفالهم فكل المولات مؤمنة بشكل جيد من ناحية تواجد أفراد للأمن والحراسة وكذلك لكونه مكان مغلق فالذهاب للمول هي تسوق وفسحة في نفس الوقت للعائلة بأكملها
ورأت نور أنه يوجد بالفعل عدد كبير جدا من المولات التجارية بمصر مما يدفعها للمنافسة خصوصا بأحياء مدينة نصر ومدينة أكتوبر وكل تجمع أو مول تجاري ستجد له ميزة تسويقية تفضله عن الأخر أما من الناحية الترفيهية أو التسويقية أو الجودة مما يدفع هذه المولات للمنافسة ليس السعرية فقط بل أيضا من ناحية من ناحية التسويق والدعاية للمول نفسه ككل وأن الأسعار داخل المول ليست مرتفعة عن مثيلتها كما هو شائع
وأضافت نور أن التجمعات بالفعل مفيدة للمنتج سواء أكان هذا المنتج صناعيا أم إستهلاكيا أم خدمة ترفيهية فهذه التجمعات التجارية تقوم بعمل حمالات دعائية كبيرة لجلب العملاء والمشترين لهذه المولات وبالتالي للمحال والمنتجات الموجودة بها .
ونفي د جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق أن يكون للتجمعات التجارية المنتشرة حاليا بمصر أية أهمية إقتصادية للمجتمع أو للصناعة الوطنية فهذه المولات التجارية كل ما يتم تروجيه وتداوله بها هي منتجات مستوردة لعلامات تجارية غير مصرية والقاعدة الأساسية لأي إقتصاد حقيقي هي أولا الإنتاج ثم الترويج أو التجارة وإذا لم يكن هناك إنتاج إذا فلا يوجد تجارة فالأصل هو الإنتاج
وألمح د جودة أن نظام المولات التجارية من إختراع الدول الرأسمالية والتي تمتلك آلة إنتاج جهنمية تنتج سلعا طوال الــ24 ساعة وفي بعض الأحيان تتعرض دورة الإقتصاد الرأسمالي لبعض الركود الإقتصادي لتفوق السلع المعروضة علي الطاقة الشرائية للمواطن فإبتدعوا هذه الأله التسويقية لترويج لمنتجات مصانع بلادهم لا منتجات الغير فهي بدعة رأسمالية تخدمة ألتهم الجهنمية الإنتاجية
وأكد د جودة أن الإقتصادي المصري طلعت حرب أنشأ شركة بيع المصنوعات المصرية لترويج لمنتجات مصانع المحلة وغيرها ولكن هذا حدث لأنه كان يوجد لدينا مشروع صناعي وطني وفي هذه الحالة تكون المولات منشئات تجارية مطلوبة لخدمة الإنتاج الوطني أما بالوضع الحالي ومع هذه الزيادة بهذه التجمعات التجارية التي تسوق لمنتجات الغير لا المنتج الوطني فجولة واحدة بأي مول منهم لن تجد به أي إسم عربي لمنتج وطني ولكنها منتجات أجنبية كلها
ونفي د جودة أن تمثل هذه المولات أي نوع من أنواع الإسثتمار فالإستثمار هو إستخدام لموارد المجتمع لزيادة الطاقة الإنتاجية كإستصلاح فدان أرض أو زادة خط إنتاج بمصنع أو بناء مستشفي أو مدرسة ونحن بمصر نحتاج أيضا أن يكون المواطن شريكا في عملية الإنتاج وتغير ثقافته الإستهلاكية وذلك بمساندته للمنتج الوطني مثلما قمنا بوزارة التموين بإستحدثنا حملة تروجية دعائية لدعم المنتج المصري تحت إسم إدعم منتج بلدك .