رغم تعنت واستفزازات إثيوبيا فيما يخص سد النهضة واتخاذها مواقف أكثر تشدداً في المفاوضات مع مصر والسودان لمنع وصول المياه إليهما، فإن كميات الأمطار التي تدفقت على بحيرة فيكيتوريا زادت عن الحد المتوقع، مما يسمح بمرور المياه إلى البلدين حتى مع قيام أديس أبابا بالتخزين الخامس المتوقع قريباً.
واقترب منسوب بحيرة فيكتوريا من مياه الأمطار من تحقيق رقم قياسي.
حيث سجلت حالة الأمطار على المنطقة الاستوائية حالياً معدلات مرتفعة، مثلما حدث في الموسم الماضي الأصغر من أكتوبر إلى ديسمبر 2023.
وجود المياه طوال العام في النيل
في هذا السياق أوضح الخبير المصري، عباس شراقي، أن المياه تتدفق بشكل كبير في موسم الأمطار الحالي، الذي بدأ من مارس الماضي ويستمر حتى مايو القادم، خاصة أنه يمد نهر النيل بحوالي 15% من الإيراد السنوي.
وأضاف أنه حسب الأرقام ومركز تنبؤات المناخ فقد بلغ منسوب بحيرة فيكتوريا 1136.79م، ويتبق نحو 2 سم فقط للوصول إلى الرقم القياسي السابق وهو 1136.81م والذي وصلت له البحيرة في 17 مايو 2020، مردفاً أنه من المتوقع أن يتجاوز هذا المنسوب أيضاً، خاصة أن موسم الأمطار لا يزال مستمراً حتى نهاية مايو القادم.
كما أفاد أنه غالياً ما يعقب زيادة الأمطار في المنطقة الاستوائية زيادة أيضاً على الهضبة الإثيوبية التي تساهم بحوالي 85% من إيراد نهر النيل السنوي، من خلال 3 أنهار رئيسية هي النيل الأزرق ونهر السوباط ونهر عطبرة، مؤكداً أن النظام المطري في منابع النيل، يضمن وجود المياه طوال العام في النيل.
وحول تطورات مخزون بحيرة سد النهضة، فكشف أنه تبين، وفقاً لأحدث الصور الفضائية، أن كمية المياه المخزنة في بحيرة سد النهضة ثابتة منذ نهاية يناير الماضي، حيث يعتمد تشغيل التوربينين على كمية المياه المتجددة التي تأتي يومياً من بحيرة تانا (من 25 إلى 35 مليون م3).
كما بين أنها بلغت خلال أبريل الحالي نحو 25 مليون م3/يوم، وهي تقترب من نفس الكمية التي تمر حالياً من خلال تشغيل التوربينين من دون التأثير على المخزون الحالي في البحيرة والبالغ 35 مليار م3.
صورة لآخر التطورات عند سد النهضة
فشل المفاوضات وانتهاؤها بلا عودة
يأتي ذلك بعد أن أكدت مصر سابقاً فشل مفاوضات سد النهضة وانتهاءها بلا عودة.
حيث أعلن وزير الري المصري، هاني سويلم، أنه ليس هناك أي تطور جديد في المفاوضات ولا عودة لها بالشكل المطروح لأنه استنزاف للوقت.
وقال إن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، وإن هناك تأثيرات يمكن مواجهتها وأخرى لا يمكن، مشيراً إلى أن أي تأثير سيحدث على مصر سيدفع الجانب الإثيوبي ثمنه في يوم من الأيام.
سد النهضة
كما أوضح أنه وفقاً لاتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا، لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب فعلى المتسبب أن يدفع ثمن هذا الضرر، لافتاً إلى أنه من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.
كذلك أكد أن التفاوض طوال المحادثات السابقة كان حول تلك النقطة ومعها نقطة ما بعد الجفاف المطول، مؤكداً أن هذا هو أخطر موقف يمكن أن تتعرض له مصر والسودان، لذلك فهما يبحثان عن اتفاق قانوني ملزم يوضح طريقة التعامل في حالة الجفاف ومرحلة إعادة الملء وكيفية التشغيل.
وقبل أسابيع اتخذت إثيوبيا خطوات جديدة لبدء الملء الخامس من دون تنسيق مع مصر والسودان. وكشفت صور فضائية أن أديس أبابا بدأت عملية تعلية سد النهضة عبر الممر الأوسط، وصب الخرسانة بعد تجفيفه، كما أظهرت وجود حفارين يعملان لأول مرة أعلى الممر الأوسط، ربما بغرض عمل جسات أو روابط مع الخرسانة الجديدة.