مع استمرار دعوات المقاطعة لمنتجات وشركات عالمية، بدعوى «دعمها لإسرائيل في حرب غزة»، قدّم عدد من «العلامات التجارية»، التي تشملها المقاطعة، عروضاً وتخفيضات «استثنائية»، خلال الشهر الحالي، لتجاوز آثار الأزمة، وسط تساؤلات حول مدى تأثير دعوات المقاطعة على «العلامات التجارية» الشهيرة.
وكانت حملات المقاطعة المصرية قد ازدادت، خلال الشهر الماضي، على موقع «إكس (تويتر سابقاً)»، ونشرت بعض صفحات التواصل منتجات قالت إنها «تابعة لشركات تدعم إسرائيل»، كما عرضت صفحات أخرى قوائم بمنتجات وبدائل في السوق المحلية، ودعت حينها لتفعيل «هاشتاغ» المقاطعة.
وذكر مصدر بـ«اتحاد الصناعات المصرية»، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مناقشات غير رسمية جرت، الأسبوع الماضي، بين أعضاء في (غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات) بشأن وجود (خسائر كبيرة) لدى بعض الشركات جراء المقاطعة»، لكنه تحفّظ في «الكشف عن حجم هذه الخسائر».
نسب المبيعات انخفضت
ووفق أحد العاملين بفرع «ستاربكس» في وسط القاهرة، فإن «الإقبال على الشراء داخل الفرع انخفض كثيراً حتى في أيام العطلات بسبب دعوات المقاطعة»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «نسب المبيعات تأثرت وانخفضت بشكل لافت».
الرأي السابق يتوافق مع تصريحات لأحد الموظفين بمكاتب شركة «ماكدونالدز مصر»، أشار فيها إلى «انخفاض المبيعات بنسبة 70 في المائة، خلال أكتوبر الماضي، ونوفمبر الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، التي نقلت أيضاً عن سامح السادات، المؤسس المشارك لشركة «TBS Holding»، المُورّدة لـ«ستاربكس» و«ماكدونالدز»، ملاحظته بـ«انخفاض أو تباطؤ بنحو 50 في المائة لدى عملائه».
ويعتبر أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، هشام إبراهيم، أن «العروض (الاستثنائية) للشركات و(العلامات التجارية) بمثابة محاولة لتنشيط حركة المبيعات مع تأثيرات دعوات المقاطعة؛ ليس في مصر فقط؛ ولكن خارجها أيضاً»، مؤكداً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الشركات لديها القدرة حتى الآن على التعامل مع دعوات المقاطعة؛ لكن في المقابل يجري دراسة تأثيرها وتقييم هذا التأثير الذي سيكون له مردود واضح في الاستراتيجية المطبقة على المديين المتوسط والطويل».
ووفق مراقبين، فإن «تسجيل تراجع مبيعات بعض محالّ المأكولات والمشروبات للماركات العالمية، لم يمنع بعضها من تقديم عروض ترويجية (استثنائية) بالفروع التي يظهر بوضوح تراجع نسب الإقبال عليها، خصوصاً في عطلات نهاية الأسبوع، وهي عروض قدّمت (أونلاين) عبر مواقع أخرى، أو في الفروع مباشرة، مع توقف الترويج لها عبر صفحاتهم على (فيسبوك)».
وأوقفت شركات عدة؛ من بينها «كنتاكي»، و«ماكدونالدز»، و«ستاربكس»، التفاعل عبر صفحاتها على «فيسبوك»، منذ منتصف الشهر الماضي، مع تصاعد دعوات المقاطعة، وهي الصفحات «المليونية» التي اعتادت التفاعل من خلالها مع متابعيهم، بعدما تركزت التعليقات على دعوات المقاطعة ومنح المطاعم «تقييمات سيئة».
وهنا أوضح الأستاذ بكلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أيمن غنيم، لـ«الشرق الأوسط»، «إمكانية استثمار الروح التي بعثتها دعوات المقاطعة في حث المستهلك المصري على عدم شراء السلع والمنتجات المستوردة و(الماركات)، والبحث عن البدائل المحلية».