«بابا عبده» وقصة مشاجرة كلامية بين عبدالمنعم مدبولي وعمّار الشريعي
حكى الإعلامي عمرو الليثي، قصة أحد المسلسلات القديمة وهو «أبنائي الأعزاء شكرًا»، الذي عُرض في السبعينيات وتحديدًا رمضان 1979، إذ جمع المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانين، على رأسهم الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي الذي قدم دور الأب، وكان المسلسل من تأليف عصام الجمبلاطى وإخراج محمد فاضل والموسيقار الكبير عمار الشريعي، والشاعر الكبير سيد حجاب.
وقال الليثي في تصريحات صحفية، أن عبدالمنعم مدبولي كان يتعامل مع كل المشاركين في المسلسل أنهم مثل أولاده بالفعل، إذ كان يتواصل معهم دائمًا، ويردد جملة: «بطمن على ولادي»، مضيفًا أنه تحدث مع الراحب عبدالمنعم مدبولي، الذي قال له إنه بعد ما قام بعمل مسلسل «أبنائى الأعزاء شكرًا» أصبحت الشخصية ملتصقة به، حتى إنه كان يعمل بعدها مسرحية «مع خالص تحياتى» وحين يظهر على خشبة المسرح كان الجمهور ينادى عليه «بابا عبده»، واستمر هذا في الحدوث بعد مسرحية «مع خالص تحياتى» ثم مسرحية «ريا وسكينة».
ابنائي الأعزاء شكرًا
وكشف الليثي عن حوار أخر دار بينه وبين الموسيقار عمار الشريعي، الذي تحدث عن كواليس العمل، قائلًا: «كنت وقتها في لندن أشترى بعض الأجهزة للاستديو الخاص بى لتجهيزه وكل يوم تليفونات، الأستاذ فاضل بيقولك تعالى، وكلمنى سيد حجاب، وقالى «بقولك إيه هايدى المسلسل لجمال سلامة لو ما جتش»، فلما عاد للقاهرة كان الأستاذ فاضل أعطى المسلسل بالفعل لأستاذ جمال سلامة، ولحسن الحظ، على حد قول الأستاذ الشريعي.
ابنائي الأعزاء شكرًا
وأردف، أنه لم يبدأ جمال سلامة في العمل بعد، ثم قال فاضل «نكمل مع عمار إدوله فرصة»، وقال لى الأستاذ عمار «أنا لما بلحن لحد أعرفه وأعرف عنه سمة شخصية أو نبرة معينة فبلحن بصوته وبقلده وأنا بلحن حتى لا أعمل جملة تكون خارجة عن مساحة صوته وطريقته وهذا ما قمت به وأنا بعمل أغانى المسلسل وأرسلت الشريط لأستاذ منعم».
ابنائي الأعزاء شكرًا
وأكمل عن كواليس حوار بينه وبين الراحل عمار الشريعي، كلمنى أستاذ فاضل وقال لى «إيه اللى أنت عملته في عبدالمنعم ده؟.. ده راسه وألف سيف إنك ما تشتغلش العمل وبيقول أطلبه في التليفون وشوف لأنه زعلان جدًا»، وتابع: «فطلبته وقلت له أستاذ منعم حضرتك زعلان منى فعلًا؟، إنت باعتلى شريط بتتريق عليا فيه؟».
ابنائي الأعزاء شكرًا
وأردف الشريعي في حديثه لليثي: «شرحت له وجهة نظرى وقلت له أنا بحاول اتقمصك وبحاول أعيشك.. فرد منعم: هو أنا وحش كده؟، قلت له: لا طبعاً إنت أحلى منيّ ولكن أنا ماقصدتش أتريق عليك أنا أقصد أعملك أحسن حاجة في الدنيا، وأقتنع الأستاذ منعم في النهاية وشعر أنى صادق في كلامى وجه وغنى أغانى بابا عبده السبعة».
أما عن الأغاني السبعة قال الليثي: «هذه الأغانى اللى اتلحنت في ساعة واحدة ورا بعض نظرًا لحالة التوهج الشديدة التي كان يشعر بها أستاذ عمار كما روى لى».
ابنائي الأعزاء شكرًا
واختتم الليثي حديثه قائلًا: «بلغ التأثر بهذا المسلسل إلى درجة أن الرئيس أنور السادات عندما ذهب وفد من النقابات الفنية يقابله، قال لهم سلمولي على بابا عبده وأرسل له الأستاذ عبدالمنعم مدبولي جواب شكر لهذا الاحتفاء الكبير به، وقام الرئيس أنور السادات بتكريم الأستاذ عبدالمنعم مدبولى في حفل بأكاديمية الفنون ومنحه شهادة تقدير خاصة سلمها له بنفسه، وقال له وهو ينادى عليه تعال يا بابا عبده».