بدء “تكويد” مزارع البصل في مصر استعدادا لاستئناف تصديره
تنتهي مدة حظر التصدير التي أقرتها الحكومة آخر مارس
قالت مصادر من الإدارة المركزية للحجر الزراعي التابعة لوزارة الزراعة المصرية، لـ”العربية Business” إن الإدارة سمحت لشركات تصدير البصل ببدء “تكويد” المزارع ومحطات التعبئة والتغليف الخاصة بالمحصول، استعدادًا لاستئناف تصديره بداية من مطلع شهر أبريل المقبل.
و”التكويد” هو عملية اعتماد فني ينفذها الحجر الزراعي للكيانات التصديرية للتأكد من تطبيق تشريعات الدول المستوردة وإنتاج محصول تصديرى ذي جودة عالية، ويتم عبر إعطاء رقم كودي مميز لكل كيان مصدر مستقل بما يسمح بعمليات تتبع الشحنات المصدرة، سواء المزارع أو محطات التعبئة.
أوضحت المصادر أن إدارة الحجر ستستقبل طلبات تكويد المزارع المؤهلة للتصدير بناءً على رغبات المزارع والمحطات نفسها، ولكن من دون أدنى مسؤولية على الحجر حال عدم فتح باب التصدير.
وحظرت الحكومة المصرية تصدير البصل بداية من مطلع أكتوبر الماضي ولمدة ثلاثة أشهر، بعد أن سجلت الأسعار المحلية وقتها مستويات قياسية عند 40 جنيهاً للكيلو في أسواق التجزئة، ثم مدت الحكومة الحظر لثلاثة أشهر جديدة تنتهي بنهاية شهر مارس المقبل.
استبعدت المصادر إمكانية التنبؤ بقرار الحكومة حول استئناف تصدير البصل من عدمه بعد مدة حظر التصدير الثانية المفروضة على الأسواق حتى نهاية مارس المقبل، لذا قرر فتح باب التكويد تحسبًا لاستئناف التصدير مطلع أبريل، وتجنبًا لحدوث مشكلات للمحصول في الأسواق التصديرية حال عدم تكويد المزارع والمحطات.
وانخفضت أسعار البصل في أسواق الجملة منذ بداية الحظر إلى 15 جنيهًا للكيلو قبل أن ترتفع مرة أخرى في الأيام القليلة الأخيرة إلى مستوى 21 جنيها للكيلو.
ويبلغ متوسط مساحات زراعات البصل في مصر نحو 250 ألف فدان سنويا تنتج نحو 3.6 مليون طن سنويًا، بمتوسط 15 طنا للفدان، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العام والإحصاء.
قال رئيس شركة فريشكو للحاصلات الزراعية، قطب عبدالجواد، لـ”العربية Business” في تصريحات سابقة، إن مساحات زراعات البصل تراجعت خلال الموسم الأخير بنحو 40% تقريبًا، لتهبط الإنتاجية المعتادة إلى نحو مليوني طن في المتوسط.
وفق بيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، ضاعفت مصر صادراتها من البصل خلال الموسم التصدير الماضي إلى 600 ألف طن، وهذه الكمية الكبيرة وضعت مصر في المرتبة السادسة على قائمة أبرز المصدرين حول العالم على مستوى القيمة، بإجمالي إيرادات بلغت 217 مليون دولار، بنمو نسبته 141% مقارنة بعائدات الموسم السابق له.
ويبدأ موسم تصدير الحاصلات الزراعية في سبتمبر من كل عام، وينتهي في أغسطس من العام التالي.
الأسعار تعاود الارتفاع
وقال رئيس لجنة البصل والثوم في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، عز جودة، إن أسعار البصل ارتفعت في أسواق الجملة خلال الأيام الماضية بما يتراوح بين 7 إلى 10 جنيهات في الكيلو على خلفية شائعات استئناف التصدير قبل موعده المُحدد مطلع أبريل المقبل.
أوضح جودة لـ”العربية Business”، أن الأسبوعين الماضيين شهدا انتشار شائعات حول فتح باب التصدير مُبكرًا، وتحديدًا منتصف فبراير الجاري لتسويق بصل “الفتيلة”، نظرًا لارتفاع الإنتاج لكنه استبعد ذلك خاصة أن الأسواق لم تكتف بعد بكميات تلبي الطلب المحلي.
أضاف أن البصل الأحمر قفز بواقع 10 جنيهات في الكيلو صعودًا إلى مستوى قرب 30 جنيها بعد أن كان قد انخفض إلى 20 جنيهًا مع قرارات الحظر الأخيرة.
كما ارتفاع سعر البصل الأصفر إلى 21 جنيها مقارنة بنحو 14 جنيهًا قبلها، كما ارتفعت أسعار بصل الفتيلة إلى 16 جنيهًا مقارنة بنحو 8 جنيهات كانت مع بداية موسم الإنتاج في يناير الماضي.