“بدون تعليق” الصورة بألف كلمة

كتب – محمد مهدي

انتابني القلق والاستياء عندما شاهدت هذا المنظر بإحدى قرى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية وهو لمزارع يروي أرضه مباشرة من مياه الصرف الصحي، وعند سؤال أحد المارة من تلك القرية أكد أن عدد من المزارعين يتساهلون بسبب مرور الرشاح (مصرف مياه الصرف الصحي والزراعي ) من أمام أراضيهم فيقومون بري أراضيهم من تلك المياه ، ويلجأ بعض المزارعين إلى الري بمياه الصرف الصحي أو الزراعي غير المعالجة لتوفير احتياجاتهم المائية، وري مزروعاتهم لنقص المياه العذبة، إلا أن استخدام مياه “الصرف الصحي” في الري قد يحول الإنتاج الزراعي إلى سموم.

فمن المعلوم أن ري المزروعات بالمياه غير المعالجة يسبب أمراضا خطيرة وأن الماء أهم ناقل للأمراض الوبائية، فاستخدام المياه الملوثة وغير الصحية يؤدي إلى إصابة 3.35 مليارات نسمة بأمراض متعددة ووفاة حوالي 5.3 ملايين شخص سنويا في العالم، وذلك حسب تقارير الأمم المتحدة.

كما أن 80% من جملة الأمراض في الدول النامية تعود إلى تلوث المياه، كما أن 50% من سكان الدول النامية يعانون أمراضا لها علاقة بالمياه.

كل ثمان ثوان يموت طفل نتيجة لمرض له علاقة بالمياه، وأن الإسهال وحده يقضي على 4 ملايين طفل سنويا.

بالإضافة إلى أن 20% من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة في سبيلها إلى الإنقراض نتيجة التلوث.

وقد أوضحت الأبحاث أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تحتوي على ميكروبات عديدة (خصوصا المسببة لأمراض التيفوئيد والباراتيفوئيد والكوليرا والدوسنتاريا والنزلات المعوية)، وكذا الطفيليات الممرضة (مثل الاسكارس وغيره)، بالإضافة إلى الفيروسات المسببة للأمراض الخطيرة .

وأثبتت الأبحاث أيضا أن استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة في ري الأراضي الزراعية يسبب العديد من الأمراض فالعديد من المسببات المرضية الموجودة في المياه يستمر نشاطها ومدة بقائها بالتربة إلى عدة أسابيع أو شهور، كما تنتقل تلك الميكروبات إلى المحاصيل المزروعة مما يزيد انتشارها وإصابة الانسان بها .

ومن منبرنا هذا نوجه الصرخات للمسئولين عن الزراعة والري والصحة ضرورة التعامل بحزم مع هؤلاء وتوفير مصدر ري إذا لم يكن هناك أي مصدر للري .