قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، إن بلاده ليست بحاجة إلى تغيير عقيدتها النووية، مؤكداً أن بلاده لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوتين في كلمة خلال “منتدى فالداي” في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود: “لطالما عارضنا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأنه يشكل تهديداً لأمننا القومي، ولكننا لن نعترض على انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي”.
وتقدمت أوكرانيا بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد وقت قصير من الغزو الروسي في 24 فبراير من العام الماضي، وحصلت على وضع المرشح الرسمي، ولكن من المرجح أن تستغرق عملية تلبية متطلبات الانضمام سنوات عديدة.
كما أعلن الرئيس الروسي أن موسكو نجحت في اختبار صاروخ “بوريفيستنيك” الاستراتيجي الجديد الذي يعمل بالطاقة النووية، ورفض استبعاد احتمال تنفيذ تجارب أسلحة تشمل تفجيرات نووية، لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ولم تجر روسيا تجربة تنطوي على تفجير نووي منذ 1990، أي قبل عام من انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن بوتين رفض استبعاد خيار استئناف مثل هذه التجارب.
وأشار بوتين إلى أن روسيا انتهت تقريباً من العمل على نظام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “سارمات”، وهو عنصر رئيسي آخر في جيلها الجديد من الأسلحة النووية.
وقال بوتين إنه “لا عاقل سيستخدم الأسلحة النووية ضد روسيا”، مضيفاً أنه إذا رصدت موسكو مثل هذا الهجوم، “فسيظهر في الجو عدد كبير من صواريخنا، مئات ومئات، بحيث لن يكون لدى أي عدو فرصة للنجاة”.
وصاروخ “بوريفيستنيك” الذي أعلن بوتين نجاح إطلاقه، يصل مداه إلى 14 ألف ميل (22530 كيلو متر)، وهو مصمم لإطلاقه بعد موجة من الضربات النووية التي قد تُدمر أهدافاً في روسيا، ويمكن للصاروخ أن يحمل رأساً حربياً تقليدياً، لكن من المرجح أن يحمل أيضاً حمولة نووية، وإن كانت أصغر من معظم الأسلحة النووية الأخرى.
وأشار بوتين في كلمته إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لم يرغب في انضمام روسيا إليه، وقال: “عندما عرضنا عليهم (الغرب) الانضمام إلى الحلف الأطلسي، قالوا لنا لا حاجة للناتو بمثل دولتكم”.
واعتبر أن مشكلة الغرب هي “الصلف”، متهماً إياه بأنه “فقد الإحساس بالواقع”، وقال إن الغرب “يضع أي دولة تعارضه في صورة العدو، وهذا يشمل الدول العربية والصين والهند”.
وتابع: “الولايات المتحدة تعلمنا كيف نتصرف. هذا تفكير استعماري”. وتوجه لأميركا قائلاً: “أي حق لديك لتعطي محاضرات للآخرين؟”. وشدد على أن “الحقبة الاستعمارية انتهت منذ زمن بعيد”.
“أوكرانيا خسرت 90 ألف جندي”
وفي حديثه عن الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن كييف خسرت أكثر من 90 ألف جندي منذ بدء هجومها المضاد في أوائل يونيو، مشيراً إلى أنها خسرت أيضاً 557 دبابة، ونحو 1900 مركبة مدرعة”.
واعتبر بوتين أنه “كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية. لم نبدأ الحرب في أوكرانيا، وإنما نحاول إنهاء الحرب التي شُنت ضدنا”.
وأضاف أن روسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، ولا حاجة لديها لأخذ الأراضي من أوكرانيا، واعتبر أن النزاع هنا بالتالي “ليس استعمارياً، ولكنه متعلق بالنظام العالمي. الغرب الذي فقد هيمنته، لطالما احتاج إلى عدو، لقد فقدوا الإحساس بالواقع”.
وزاد: “الغرب يحاول استبدال القانون الدولي بقواعد يضعونها بأنفسهم. زملاؤنا في الولايات المتحدة والغرب يحاولون أن يعلّموا غيرهم كيفية التعامل مع هذه “القواعد”. من أنتم؟ ومن أعطاكم هذا الحق؟”
وتابع: “العالم معقد بأكثر مما نعتقد لكي يدار من قبل طرف واحد. ومشاكل البشرية وتحدياتها تحتاج إلى قرارات جماعية”.
وقال: “لسنا من قام بانقلاب دموي في أوكرانيا، بل تم ذلك برعاية دول الأنجلوساكسون”.
“نهج الهيمنة“
واتهم الولايات المتحدة بـ”اتخاذ نهج الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية وحتى الأخلاقية”.
وأردف: “يحاول الغرب توسيع الناتو حتى إلى جنوب آسيا، ونهج التحالف هو حرمان حقوق وحرية الدول في تطورها المستقل، وإدخالها إلى قفص الالتزامات”.
وأضاف: “قوة الغرب تراكمت على مدى قرون من السياسة الاستعمارية، وسرقة المستعمرات، بل والكوكب بأكمله”.
وقال إن: “هناك ركود في معظم الدول الأوروبية، لا سيما في الدول الصناعية. الوضع صعب للغاية، لا سيما في مجال المنتجات الكيميائية والتعدين. كل ذلك يتعلق بارتفاع تكلفة الوقود، بينما ينتقل الصناعيون من أوروبا إلى الولايات المتحدة”.
وأضاف: “وفقاً للإحصائيات الأوروبية فإن مستوى المعيشة ينخفض، وقد انخفض بالفعل بنسبة 1.5%. أوروبا تستطيع مساعدة أوكرانيا، ولكن على حساب معيشة مواطنيها”.