بيان دار الإفتاء بشأن زكاة الفطر: قيمتها وشروطها وآخر موعد لإخراجها
د سامح توفيق
تصدرت قيمة زكاة الفطر 2024 أعلى محركات البحث على جوجل، ويتساءل الكثير عن قيمة زكاة الفطر التي أعلنت عنها دار الإفتاء وشروطها وآخر وقت لإخراجها، وذلك بالتزامن مع مرور النصف من شهر رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك، وعقب إعلان دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لهذا لعام 1445هـ، بقيمة 35 جنيها كحد أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد.
قيمة زكاة الفطر:
قدرت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر بطريقة سهلة وبسيطة وميسرة ولغة عامية أيضًا في منشور عبر صفحتها الرسمية اليوم الأربعاء، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وقالت: «حسبناها على القمح اللي هو نوع من الأنواع المذكورة في سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والخاصة بزكاة الفطر، بالإضافة إلى أنه غالب طعام المصريين بيتعمل منه العيش اللي هو وجبة أساسية وكمان بيدخل في أطعمة كثيرة جدًا».
وأضافت: «سعر إردب القمح كام السنة دي ٢٠٠٠ جنيه مصري من أحسن الأنواع، وإردب القمح فيه ١٥٠ كيلو، يبقى سعر الكيلو كام ١٣.٣٣ ثلاثة عشر جنيه وثلاثة وثلاثون قرشًا تقريبًا»، موضحة أن «الزكاة في القمح (٢.٠٤ كيلو) وبالضرب ٢.٠٤ كيلو * ١٣.٣٣، يصبح الناتج ٢٧.١٩ جنيه مصري».
وقالت دار الإفتاء إنه ٣٥ جنيها، أي زيادة عن الحد الأدنى، و٣٥ جنيها الحد الأدنى (يعني طلع أكتر من ٣٥ جنيها لو معاك ودخلك يسمح لك).
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه في حالة عدم القدرة (أقل حاجة يطلعها عن الفرد ٣٥ جنيها).
وقالت «طيب أنا شايف إن ٣٥ جنيه قليل مش هتعمل حاجة يبقى تطلع ما ترضاه نفسك وتحس إنه له قيمة لكن لا تقل عن ٣٥ جنيها ولا تلزم غيرك يطلع زيك لأن ممكن يكون غير قادر، كمان تقدر تطلعها فلوس لا تشترى بها شيئا، لأن بعض الناس مفكرة إن ناخد الفلوس نشتري بها أرزا مثلا- لأ طلعها فلوس وربنا يتقبل منك».
كما يجوز إخراجها من أول رمضان حتى قبل صلاة العيد، و«لو ماعرفتش فلا مانع إنك تطلعها يوم العيد لحد غروب الشمس، ودا على مذهب الشافعية ومن وافقهم».
وقالت دار الإفتاء المصرية، في منشور سابق لها، إنه يجوز إخراج زكاة الفطر عن الصديق أو الجار وعن أولاده وزوجته مع كونه قادرًا على إخراجها، بشرط استئذانه في ذلك، ولا يلزم هذا الجار إخراجها مرة أخرى.
قيمة فدية الصيام
كما قدمت الإفتاء المصرية، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» كل التفاصيل الخاصة بـ زكاة الفطر، قائلة إنه يجوز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلا من الحبوب، تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك، وقد تحددت قيمة فدية الصيام لمن يعجز عنه لسبب شرعي مستمر ومعتبر بـ(30 جنيهًا) لهذا العام عن اليوم الواحد.
وأوضحت دار الإفتاء أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر.
ما حكم زكاة الفطر؟
يتساءل المسلمون عن حكم زكاة الفطر ووقت إخراجها، حيث أوضح الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمَنْ أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولةٌ، ومَنْ أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات» أخرجه أبوداوود وابن ماجة.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن زكاة الفطر واجبة بالسنة والإجماع، والأصل في وجوبها: أحاديث منها: ما رواه الشيخان- واللفظ للبخارى- عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، وَالحُرِّ وَالمَمْلُوكِ».
هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالا؟
وأوضح فضيلة الدكتور شوقي علام إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب وذلك تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
وتابع أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.
على من تجوز زكاة الفطر؟
للتسهيل على المسلمين معرفة المستحقين لأموال الزكاة، حددت دار الإفتاء المصرية على من تجوز زكاة الفطر، من خلال الفتوى رقم 1990 وفقا للموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.
وتنص الفتوى على أنه من المقرر شرعًا أن الزكاة فرض، وركن من أركان الإسلام تجب في مال المسلمين متى بلغ النصاب الشرعي، وحال عليه الحول، وكان خاليًا من الدَّيْن فاضلًا عن حاجة المزكِّي الأصلية، وحاجة من تلزمه نفقته.
ما هو النصاب الشرعي للزكاة؟
والنصاب الشرعي قيمته: 85 جرامًا من الذهب عيار 21، بالسعر السائد وقت إخراج الزكاة، ومقدارها: (ربع العشر) أي: 2.5% على رأس المال، وما أضيف إليه من عائد إن حال على العائد الحوْل أيضًا، أما لو كان العائد يتم صرفه أولًا بأول فلا زكاة على ما يصرف.
لمن تعطى زكاة الفطر؟
وذكر الله عز وجل في كتابه الكريم: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60]، ووفقًا لمنشور سابق لدار الإفتاء، تعد قيمة زكاة الفطر هى ذاتها مصارف زكاة المال الثمانية.
من هم المستحقون زكاة الفطر بحسب الآية؟
– الفقير: وهو ذلك الشخص الذي لا يغطي احتياجاته الأساسية.
– العاملون على الزكاة: الجهات المعنية والمختصة بجمع وتوزيع الزكاة.
– المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب: وبموجب الاتفاقية الدولية لتحرير الرق التي وقعت في برلين عام 1860 ميلادية، لقد تم إلغاء فرض الزكاة على الرقيق.
– الغارمون: الذين لا يستطيعون سداد ديونهم.
– في سبيل الله: الأشخاص المجاهدون في سبيل الله.
– ابن السبيل: المسافر الذي يجد نفسه بعيدًا عن بلده ولا يمتلك ما يكفيه للعودة.
تأخير زكاة الفطر
تأخير إخراج زكاة الفطر عن يوم العيد فيه مخالفة للمعنى المقصود، حيث يحرم تأخير زكاة الفطر عن يوم العيد لأنه تأخير الواجب عن وقته ولمخالفته الأمر؛ لأن زكاة الفطر شرعت في الأصل من أجل إغناء الفقراء في هذا اليوم، ولإطعامهم، ولدفع حاجتهم، ولكفايتهم وإدخال السرور عليهم، وفقا لما ورد عن دار الإفتاء المصرية.
آخر وقت لإخراج زكاة الفطر
يستمر وقت إخراج زكاة الفطر 2024 من اليوم الأول من شهر رمضان حتى قبيل صلاة عيد الفطر، حيث ورد عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ.
لذلك، يجب قضاء زكاة الفطر لأن زكاة الفطر حقٌّ ماليّ وجب في ذمة المُكَلَّف، فلا يسقط هذا الحق بفوات وقته؛ قياسًا على الدين.
حكم إخراج الزكاة بالتقسيط على مدار العام:
أفادت دار الإفتاء بشأن حكم إخراج الزكاة بالتقسيط على مدار العام، موضحة أنه قد توسع جماعة من الفقهاء في بيان ما يقتضيه معنى الفورية في إخراج الزكاة، وأنها تتَّسعُ لتشمل الوقت من حين وجوب الزكاة بمرور الحول إلى ما قبل مرور حولٍ ثانٍ؛ منهم: الإمامان الكرخي ومحمد بن الحسن من كبار فقهاء الحنفية، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد في المنصوص عليه عند الحنابلة، وهو المختار للفتوى، وذلك لما فيه من تحقيق المقصود الأعظم من الزكاة الذي هو كفاية المستحق لها وإغناؤه عن السؤال على مدار العام كلِّه.