أخبار عربية ودولية
تأثير الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا على قناة السويس
استبعد أبو بكر الديب، الباحث المصري المتخصص في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أن يؤثر الممر الاقتصادي الذي تم الإعلان عنه في قمة العشرين بالهند على إيرادات قناة السويس أو التجارة العالمية التي تمر من خلالها.
وقال لا أعتقد أن يؤثر المشروع الجديد على قناة السويس المصرية التي يمر بها 12 في المئة من حركة التجارة العالمية.
وأضاف الباحث الاقتصادي أن عدم تأثر قناة السويس بالمشروع يرجع إلى العديد من الأسباب أهمها: انخفاض تكلفة النقل البحري مقارنة بالبري، زيادة حجم البضائع المنقولة عبر السفن والحاويات البحرية مقارنة بوسائل النقل الأخرى، وأن المرور بقناة السويس لا يحتاج إلى أعمال شحن وتفريغ للمنتجات التي تحملها السفن.
وأشار الديب إلى أن “السفن تمر عبر قناة السويس دون المساس بحمولتها، أي لا تتم عمليات تفريغ وشحن أكثر من مرة، بل تظل الشحنة كما هي وبنفس الطريقة التي تم التحميل بها في بلد القيام حتى الوصول إلى الميناء المستهدف، وبالتالي لا توجد أي تلفيات”.
وأوضح أن الطريق الجديد (الممر الاقتصادي) يمر عبر مناطق بها توترات، بينما تتمتع قناة السويس بالأمن والاستقرار، وهي تتوسط قارات العالم، فضلا عن الخبرات البشرية المكتسبة لموظفي قناة السويس عبر سنوات طوال من العمل في هذا المجال.
ولفت الديب إلى أن موقع مصر الاستراتيجي يعطي ميزة تنافسية لقناة السويس حيث يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلا عن تسهيل عملية الانتقال من خلال قناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة.
واختتم بقوله: المشروع الجديد سيكون إضافة وداعم لقناة السويس، نظرا لزيادة التجارة الدولية بشكل سنوي، في إطار سعي مصر للارتباط بمحيطها الإقليمي من خلال طريق القاهرة كيب تاون، وهو الطريق الذي سيربط مصر بشمال أفريقيا حتى المحيط والمغرب، وطريق ربط مصر بتشاد.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط بين إسرائيل والهند والسعودية والإمارات والأردن والاتحاد الأوروبي، بهدف زيادة التجارة والتعاون السياسي.
وقال بايدن خلال قمة مجموعة العشرين في الهند: “هذه صفقة كبيرة حقا”، وفق وكالة “أسوشيتد برس”. ومن شأن الممر “أن يساعد في تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي”، وفق الوكالة.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن ممر السكك الحديدية سيشمل الهند والسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن شبكة السكك الحديدية المزمع إقامتها تعكس رؤية بايدن “لاستثمارات بعيدة المدى”، متابعا بقوله إن “البنية التحتية المحسنة ستعزز النمو الاقتصادي وتساعد على جمع دول الشرق الأوسط معا وترسيخ تلك المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي بدلاً من أن تكون مصدرًا للتحدي أو الصراع أو الأزمة”، على حد قوله.
وشارك في الإعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة آخرون من جميع أنحاء العالم.
ولم يقدم البيت الأبيض أي تفاصيل عن تكلفة المشروع أو تمويله، على الرغم من أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ذكر رقم 20 مليار دولار خلال الإعلان. ولم يكن من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ ينطبق فقط على الالتزام السعودي.
وبحسب وكالات غربية من شأن ممر السكك الحديدية والشحن “أن يساعد في ربط مساحة واسعة من العالم، وتحسين الاتصال الرقمي وتمكين المزيد من التجارة بين البلدان، بما في ذلك منتجات الطاقة مثل الهيدروجين”.
ووصفت فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، المشروع بأنه “جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات”، مضيفة أنه سيحتوي على كابلات لنقل الكهرباء والبيانات.
وفي الستين يومًا المقبلة، ستقوم مجموعات العمل بوضع خطة أكثر اكتمالا وتحديد جداول زمنية.
وستتضمن المرحلة الأولى تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار والمناطق التي يمكن ربط البنية التحتية المادية بين البلدان من خلالها.