كهرباء و طاقة
تركيب الوعاء الداخلي لمبنى المفاعل النووي بمحطة الضبعة
شهد اليوم بدء تركيب الجزء الأول من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة من قبل مختصين وخبراء من شركة “أتوم ستروي إكسبورت” المقاول العام للمشروع.
ويعد وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل أحد أهم العناصر الهندسية المميزة للوحدات النووية التي يتم إنشاؤها في موقع الضبعة والذي يعمل على ضمان تحقيق الأمان النووي المنشود.
حيث ستتضح معالم الشكل النهائي لوعاء الاحتواء الداخلي عند اكتمال تركيبه والذي يتمثل في هيكل أسطواني من الخرسانة المسلحة ذات قبة نصف كروية والذي يضم بداخله المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية للمحطة النووية.
ويلعب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل دورا محوريا في منع تسرب أي من المواد المشعة إلى البيئة المحيطة.
وجدير بالذكر أن الطبقة الأولى من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل تتكون من 12 شريحة، يتراوح وزن كل منها ما بين 60 إلى 80 طنا.
ومن المخطط أن يتم تركيب الطبقة الأولى لوعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل على أربع مراحل.
وقام المختصون والخبراء من شركة “أتوم ستروي إكسبورت” وبإشراف وتعاون من قبل المهندسين والمختصين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء اليوم بتركيب الشرائح الثلاث الأولى بعد أن تم الانتهاء من كافة الأعمال التحضيرية اللازمة.
وقال محمد دويدار، مدير مشروع المحطة النووية بالضبعة -هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء: “لقد شهدنا بدء أعمال التركيب لوعاء الإحتواء الداخلي للوحدة النووية الأولى كجزء من التقدم المستمر لأعمال الإنشاء التي يتم تنفيذها في موقع المحطة النووية بالضبعة وذلك عن طريق التعاون المستمر بين فريقي العمل المصري المتمثل في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء – الجهة المالكة – والروسي المتمثل في شركة “أتوم ستروي إكسبورت”.
وأكد دويدار: “نتطلع إلى النجاح في إنجاز الأعمال المتعلقة بالمراحل اللاحقة المقرر تنفيذها في العام الحالي”.
من جانبه أكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة “أتوم ستورى إكسبورت” ومدير مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة: “أن بدء تركيب وعاء الإحتواء الداخلي لمبنى المفاعل يعد أحد الأحداث الرئيسية لمشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة المخطط إنجازها في عام 2024، ومؤشرا واضحا على التقدم في تنفيذ أعمال الإنشاء في المشروع”.
وأضاف كونونينكو: “إن هذا الحدث يعتبر خطوتنا القادمة فيما يخص إنشاء أول محطة نووية في إفريقيا كما يعكس التقدم المنهجي نحو الريادة العالمية في مجال الطاقة النووية، وإن تحقيق هذا الحدث الهام يأتي نتيجة العمل الجاد والشاق لفرق العمل من كلا الجانبين المصري والروسي في ظل مناخ يسوده التعاون والاستقرار والتفاهم المشترك”.
لمحة تاريخية عن مشروع المحطة النووية بالضبعة:
تعد المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
وتتكون المحطة النووية من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميغاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي (VVER-1200) من الجيل الثالث المطور، والتي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح، فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهي موزعة كالآتي: مفاعلان في محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية ومفاعلان في محطة لينينغراد للطاقة النووية كما تم تشغيل وحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا.
ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة وفقا لمجموعة العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017، والتي بموجبها ووفقا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية فحسب، بل سيتعين عليه أيضا توريد الوقود النووي طوال فترة العمر التشغيلي للمحطة النووية بالضبعة كما سيقدم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعمهم أثناء مرحلة التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة. فضلا عن قيام الجانب الروسي بموجب اتفاقية منفصلة ببناء مرافق تخزين خاصة، وكذلك سيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد.
للتوثيق والمرجعية: