تسجيل أول حالة وفاة بـ «H5N2» المتحور من إنفلونزا الطيور
د سامح توفيق
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وفاة أول حالة جراء الإصابة بسلالة من فيروس أنفلونزا الطيور وهى «H5N2»، إذ توفى رجل يبلغ من العمر 59 عامًا في المكسيك بعد إصابته بالمتحور.
وتزيد هذه الحالة من القلق المتزايد بشأن خطر انتشار إنفلونزا الطيور بين الناس، خاصة أن الرجل لم يكن لديه تاريخ في التعرض للدواجن أو الحيوانات الأخرى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتختلف هذه السلالة عن أنفلونزا الطيور المسماة (H5N1) التي تفشت خلال الأشهر الماضية، وانتشرت بين قطعان الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، وتسببت في إصابة طفيفة بين 3 من عمال المزارع.
ما فيروس «H5N1»؟
يعد فيروس «H5N2» مجرد واحد من عدة أنواع من فيروسات أنفلونزا الطيور، إذ يقول الدكتور تروي ساتون، الأستاذ المساعد في العلوم البيطرية والطبية الحيوية في ولاية بنسلفانيا، إن فيروسات H5 تنتشر بين الدواجن والطيور البرية في المكسيك منذ منتصف التسعينيات، ومع ذلك، وعلى عكس سلالات أنفلونزا الطيور الأخرى التي تسببت في تفشي المرض بين البشر- مثل فيروسات H1 وH3- نادرًا ما تصيب فيروسات H5 البشر.
الجدير بالذكر أنه يتم تصنيف الفيروسات بناءً على نوعين من البروتين الموجود على أسطحها، والتي تنقسم إلى الراصة الدموية أو (H)، التي تلعب دورًا حاسمًا في السماح للفيروس بإصابة الخلايا، والنورامينيداز أو (N)، التي تساعد الفيروس على الانتشار، وهناك العديد من المجموعات المختلفة من بروتينات H وN ممكنة، وينتمي فيروس H5N2 إلى عائلة فيروسات أنفلونزا الطيور تسمى H5، والتي تصيب الطيور البرية في المقام الأول، وهناك إجمالي تسعة أنواع فرعية معروفة من فيروسات H5، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كما ينتمي فيروس H5N1، الذي تم اكتشافه في أبقار الألبان في الولايات المتحدة في شهر مارس، إلى هذه العائلة أيضًا، إذ يوضح ساتون أن هذا المرض يرتبط عادة بسلالات شديدة العدوى من فيروسات H5 تسمى «سلالة جوس قوانجدونج» التي تسببت في تفشي العديد من الأمراض في الدواجن على مدى العشرين عامًا الماضية وحالات عدوى متفرقة بين البشر.
وقد أصاب فيروس H5N1 أشخاصًا في 23 دولة منذ عام 1997، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مما أدى إلى التهاب رئوي حاد والوفاة في حوالي 50% من الحالات.
أول حالة وفاة
لا يزال الخبراء لا يعرفون كيف أُصيب الرجل بالفيروس لأنه لم يتعرض للدواجن أو الحيوانات الأخرى، ولكن إذا أصيب بالعدوى من إنسان آخر، فهذا يشير إلى احتمال وجود حالات إضافية غير محددة، في الوقت نفسه، أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه لم يتم الإبلاغ عن حالات أخرى خلال تحقيقاتها، ومن بين 17 مخالطًا تم تحديدهم ومراقبتهم في المستشفى حيث توفي المريض، أبلغ أحدهم عن سيلان في الأنف.
من جانبه، يقول الدكتور مايكل أوسترهولم، خبير الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة، إن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أمر غير مرجح، فمن المحتمل أنهم التقطوها من نفس المكان، مُضيفًا: «هناك مسار مرتفع ومسار منخفض للفيروس، والمسار العالي له تغيرات جينية معينة يزيد من احتمالية التسبب في مرض خطير، ولكن المسار المنخفض الذي ينتقل بسهولة في كثير من الأحيان يُمكن أن يصيب أي عدد من الأنواع الحيوانية بأعراض قليلة أو معدومة».