تصريحات ترامب بشأن قناة السويس .. تهويش أم صدام مؤجل …!!!

تحقيق: أحمد إبراهيم

قناة السويس تعد قصة كفاح وطنية، فهي قبس من روح ودم كل مصري، حفره الأجداد من أجل الأبناء وكل الأجيال القادمة، وتصريحات الرئيس الأميريكي دونالد ترامب بشأن قناة السويس تدفع للبحث والتعمق لقراءة ما الخفي والغامض بهذه التصريحات المفاجأة العنترية، فهل مجرد تهويش أم صدام مؤجل ..

حيث قال الخبير الاستراتيجي الدكتور سمير فرج، أن الشعب المصري يرفض هذه التصريحات ويرفض أي إملاءات من الولايات المتحدة الأميريكية أو حتي من غيرها ..

وألمح فرج أن الولايات المتحدة تحاول الصدام بمصر منذ فترة خصوصاً بعدما اتخاذ الرئيس السيسي القرار الاستراتيجي الوطني بتنويع مصادر السلاح، وهو ما أغضب أميريكا التي تعتمد بشكل استراتيجي علي تصنيع وتصدير السلاح والتي تعد نوعاً من الهيمنة والسيطرة الأميريكية علي العالم ..

وأكد فرج أن مصر الرسمية والشعب المصري إجمالاً يرفض المرور المجاني للسفن الأميريكية سواء التجارية أو العسكرية ..

 وقالت الدكتورة ريهام مصطفي أستاذ السياسات العامة ومستشار لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب .. أن خطة ترامب تهدف للسيطرة علي التجارة العالمية كجزء من الحرب التجارية الصينية – الأميريكية التي بدأت بالتعريفات الجمركية وتلاها الآن ترامب بمحاول السيطرة علي مسارات التجارة العالمية بالبحار التي يحاول ترامب السيطرة عليها ..

وأشارت مصطفي أن مصر لا يمكن أن ترضخ لتهديدات ترامب وأن التعاون الاستراتيجي المصري الصيني وبالقلب منه المناورة الجوية نسر الحضارات زادت من سخونة الحرب التجارية الصينية الأميريكية، وهو ما دفع ترمب لهذا التهديد المرفوض من مصر قيادة وشعباً  ..

وأكدت مصطفي أن تصريحات ترامب كلها تترابط ببعضها البعض سواء أكانت تتعلق بالحرب العسكرية في غزة أو مع الحوثيين أو التجارية مع الصين ومصر طرف بكل هذه النقاط الساخنة وأميريكا لم تستطع تحيد مصر واخراجها من هذه الملفات الساخنة علي الساحة الدولية  ..

وأكدت مصطفي أن الولايات المتحدة سوف تدفع الرسوم المفروضة تبعاً للإرادة المصرية لأنه لا يوجد ما تفرضه علي مصر يدفعها للموافقة علي المرور المجاني للسفن الأميريكية ..

وختمت مصطفي أن ترامب يخلق بسياساته أزمة اقتصادية عالمية جديدة ..      

ووصف الخبير الاستراتيجي الدكتور إبراهيم هلال نائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى،  تصريحات ترامب إجمالاً سواء فيما يتعلق بقناة السويس أو ما قاله بخصوص قناة بنما بأنها بلطجة جيوسياسية، وهي نوع من البلطجة السياسية التي تمارسها الدول الكبري ضد الدول الصغيرة والنامية استناداً لقوتها العسكرية والإقتصادية، وترامب مارس هذه البلطجة عندما نقل السفارة الأميريكية بإسرائيل إلي القدس، وكذلك عندما صرح بأن الولايات المتحدة تحمي المملكة العربية السعودية وعليهم أن يدفعوا مقابل هذه الحماية

وأشار عثمان أن ترامب يتعامل بشكل ابتزازي فوقي من خلال فرض شروط أحادية .. والهدف من كل هذا نسف مخططات الصين فيما يتعلق بمشروع الحزام والطريق أو طريق الحرير .. وهذا في ظل الحروب الإقتصادية التي بدأها ترامب بمعارك تجارية ظهرت فيما أعلنه من رسوم جمركية وهو حالآن يحاول السيطرة علي شرايين التجارة الدولية للعبور المجاني دون دفع الرسوم المستحقة من طرق ومعابر للتجارة العالمية ..

وأكد عثمان أن مصر مسيطرة تماماً علي معبر قناة السويس الحيوي سواء قانونياً أو عسكرياً من خلال التأمين للقناة وقانونياً من خلال إتفاقية القسطنطنية عام 1888 التي تضمن حرية الملاحة بالشرايين المائية،

أما بلطجة ترامب وما يريده من مجانية المرور فهذا يتعلق بالدولة الحاضة للممر المائي خصوصاً وأن قناة السويس ممر صناعي وليس طبيعي صنعه المصريين بعرقهم وأرواحهم  .. وما يطالب به ترامب لا يتوافق مع القانون الدولي ..

وعن مستوى حدة التوترات الحالية فقد نوه عثمان أن كل مايجرى يتم فى إطار الحروب التجارية فقط، وهذا ما يشير إليه ما تم بالمفاوضات بين الولايات المتحدة وبنما ..

وألمح هلال أن الضعف العربي خصوصاً فيما يتعلق بحرب غزة الأخيرة هي ما دفعت بترامب لممارسة هذه البلطجة السياسية ..   

وقال دكتور بشير حسن المحلل السياسي بالأهرام أن المرور بشرايين التجارة العالمية تحكمه قواعد واتفاقيات ورسوم، ولكن يمكن لدولة الممر أن تغض الطرف عن دولة ما، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث مع مصر ..

ويمكن وصف هذه التصريحات بأنها نوع من التهديدات التي تهدف لابتزاز مصر وكنوع من التهويش ..

ونوه بشير أن سياسات ترامب صدامية مع الكل سواء الحلفاء أو غيرهم، فهو يهدف لتحقيق مكاسب كبري دون أي تكلفة، كنوع من إعادة هيكلة العلاقات الأميريكية مع محيطها الدولي وهي مرحلة عابرة بالسياسات الأميريكية الدولية ..