توقعات أسعار الذهب 2025: هل يستمر الصعود أم يواجه تحديات جديدة؟

كتب: سامح توفيق

شهد عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، حيث تجاوزت الزيادة السنوية 26%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2010. وقد ساهمت عدة عوامل في هذا الصعود، من بينها زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، بالإضافة إلى تخفيف السياسات النقدية من قبل بعض البنوك المركزية.

وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 2612.04 دولار للأونصة صباح أحد أيام الأسبوع، فيما وصلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة إلى 2625.00 دولار للأونصة. وكان الذهب قد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790.15 دولار في 31 أكتوبر 2024.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب:

• مشتريات البنوك المركزية الكبيرة.

• التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق مختلفة من العالم.

• سياسات التيسير النقدي التي اتبعتها بعض البنوك المركزية.

توقعات 2025:

يتوقع المحللون استمرار تأثير هذه العوامل على أسعار الذهب في عام 2025. ومع ذلك، هناك بعض التحديات المحتملة، مثل السياسات الاقتصادية التي قد يتبعها الرئيس الأمريكي، بما في ذلك الرسوم الجمركية والتضخم، والتي قد تؤثر على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

ويرى نيكي شيلز، رئيس استراتيجية المعادن في شركة MKS PAMP SA، أن الذهب سيظل في اتجاه صاعد على المدى الطويل، لكنه يتوقع زيادة التقلبات في الأسعار خلال عام 2025 مقارنة بعام 2024.

وتشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025، مدعومة بالطلب المتزايد من البنوك المركزية والمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة.

ويعتقد توم مولكوين، استراتيجي المعادن في سيتي جلوبال ماركتس، أن الصعود الحالي في سوق الذهب قد يشهد توقفًا مؤقتًا، ولكنه سيعود للارتفاع في عام 2025، مدعومًا بضعف سوق العمل الأمريكية، واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي، وزيادة الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة.

تأثير سياسات ترامب المحتملة:

قد يؤدي فوز ترامب بولاية رئاسية جديدة إلى تقليل المخاوف السياسية على المدى القصير، ولكنه قد يخلق تحديات جديدة، مثل الرسوم الجمركية التي تستهدف الدول التي تسعى لتقليل الاعتماد على الدولار، بالإضافة إلى تقلب قيمة الدولار، الذي أثر بالفعل على صعود الذهب في نوفمبر 2024.

الذهب كملاذ آمن:

يستمر الذهب في الاحتفاظ بمكانته كملاذ آمن في ظل أسعار الفائدة المنخفضة والظروف الاقتصادية والجيوسياسية غير المستقرة. ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، من المتوقع أن يحافظ الذهب على جاذبيته في عام 2025.

وبشكل عام، من المتوقع أن يستمر الطلب القوي على الذهب من البنوك المركزية والمستثمرين في عام 2025، مما يشير إلى أن المعدن النفيس سيظل محط اهتمام. ومع ذلك، فإن السياسات الاقتصادية الأمريكية والتطورات الجيوسياسية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد الاتجاه النهائي للأسعار.